بعد متابعتي المطولة لأخبار السياسة و نقاشاتها إلى جانب أخبار الأديان و اللا أديان المطولة على صفحات هذا النادي منذ اليوم الأول لاشتراكي حتى هذا اليوم، وصلت إلى عدة استنتاجات و نظريات تكونت و نضجت داخل عقلي المتواضع الصغير ... و من ثم لاحت في الأفق حقائق أعتقد بشكل جازم أننا أهملناها و رمينا اللوم فيها على بشار الأسد تارة و على الحريري تارة أخرى و على الشيطان تارة ثالثة و على الله تارة رابعة .... حتى ما عاد هناك مخلوق أو خالق في الوجود إلى تلقى تهمة من هنا أو هناك.

بعد هذه المقدمة المتشابكة أريد كل منا أن يضع تصوره الفعلي لحالنا في هذا النادي بالذات و كل في وطنه و من ثم الوطن العربي بكامله ... و البداية سأضعها أنا:

السياسة (بيننا):
هي عبارة عن تفريغ مشاعر و أحقاد تراكمت على مر السنين بفعل الحوادث المختلفة و أقوال الآباء و الأجداد و نشرات الأخبار الصحيحة و غير الصحيحة، إضافة إلى المسلسلات الوهمي منها و الواقعي بمشاهدها المختلفة و ديكوراتها المتنوعة.

تطورت هذه التراكمات حتى وصلت إلى خليط حمضي يكاد يصهر أصلب المعادن، فما وجد الإنسان فينا غير صفحات النوادي كنادينا هذا ليلقي هذه النفايات السامة بداعي الحرية في التعبير أولا، و بداعي التنفيس ثانيا.

المواضيع السياسية في نادينا هي عبارة عن خطوط متشابكة كل منها عبارة عن شعاع يسير في اتجاه معين إلى ما لا نهاية، و كل منها يمتلك زاوية ميلان و اعوجاج خاصة به، و كل منها ينبعث منه طيب و رائحة معينة قد تنتن في بعض الحالات.
تجد موضوعا مملوءا بما يقوله الغير، مزركشا بكل ما لذ و طاب من صنوف القص و اللصق، ثم ينهال الزملاء الأعزاء على الموضوع و كاتبه بالاتهامات تارة و المديح تارة أخرى كأنه هو من كتب المقال (المسكين/ينة) و لا ينتهي الموضوع على خير أبدا، فإما نجد أحد الأعضاء موقوفا أو نجد الموضوع مغلقا مع "بهدلة" من إدارة النادي...

و تجد موضوعا آخر يفضفض فيه الكاتب حقده و حنقه على فصيلة معينة من البشر، و يصفهم بأقذع الأوصاف و أسوأ النعوت كأنه حضرته ملك أسباب العلم كلها، و كأن دول العالم و حكوماته "تتراكض" ورائه ترجوه أن يستلم منصب الرئيس أو الملك فيها ... ثم ينط أخ آخر فيصب جام غضبه على كاتب الموضوع كالعادة، و يأتي ثالث محاولا أن "يطري" الأوضاع و يهدئ الزوبعة الناشبة لكنه في الآخر يحشر في الزاوية من قبل العضوين الآخرين و لا ينجو المسكين إلا بشق الأنفس...

نوع ثالث من المواضيع يكتب فيه صاحبه آخر خبر نزل في السوق بأسلوبه الخاص و بطريقة لبقة (أحترمها)، ثم تجد الأحكام و الحلول للوضع تنهال من كل حدب و صوب تحاول حل مشكلة الشرق الأوسط أو مسألة معتقل غوانتانمو أو تحليل شخصية الرئيس السنغالي. و العجيب في الموضوع هي الثقة العمياء عند معظمنا أن ما كتبناه هو الحل الفعلي و يا ليتها الحكومات في العالم تسمع كلامنا و تطبقه هكذا بدون أدنى تردد ... و في الآخر يدخل الموضوع أخ و يرمي كلمة يضع فيها الحق كله على المريخيين، و فجأة نجد مركبة UFO مركونة على باب النادي و سفير كوكب عطارد يرد الاتهامات (الصاع صاعين)، ثم يدخل زميل مسكين (مثل حكايتي) و "يزت" طرفة بسيطة عن الوضع قد تثير استهجان الكثيرين (لماذا هو مستخف؟ شو شايف حاله؟) و قد تثير ضحكات البعض منا و تنبت الورود في ردودهم على الزميل/لة.

يعني باختصار، سياستنا في هذا النادي هي عبارة عن "مقلوبة" سياسية بحتة تحوي كل ما لذ و طاب من كل شيء.

أوكي اتفقنا....؟؟؟؟

الآن نأتي إلى الأديان:
يأتي الزميل المسلم و يقول "قال الله و قال الرسول" ... لكن هل هو فعلا يقوم بما قاله الله و قاله الرسول؟ ... الله وحده أعلم!!!! ثم ينط على الكتاب المقدس و يشرحه كلمة كلمة، و حرفا حرفا و يلصق الصفحات الطوال الطوال التي تعيي القارئ البسيط مثلي فينثني عن متابعة الموضوع بأكمله.

يأتي زميل مسيحي و يضع حكما للسيد المسيح و يسقطها على وضعنا و لا ندري ما يحدث بعدها إذا يتحول النقاش من نقاش حول معنى سامي إلى نقاش حول الديانة المجوسية و علاقتها بكنفوشيوس!!!! ... ثم ينط على القرآن و يفعل كما يفعل المسلم و تنهال الصفحات طويلها و قصيرها كل يظن أن الآخر سيسلم في النهاية و ينطق الشهادتين أو يؤمن بالأقانيم.

يأتي الأخ اللا ديني و يرمي سهما في الهواء (بعض الأحيان) أو يدخل دخلة "جامدة" يلقي فيها بجمل مما قاله الفيلسوف الفلاني أو كتبه الفنان العلتاني و يقول رأيه بأن الإسلام دين كذا و كذا و المسيحية دين كذا و كذا ... و في الآخر يطلعوا عبدة الشيطان هم على حق!!!! فيهب الزملاء مسلمين أو مسيحيين بين مؤيد و مناصر و بين شاجب و مستنكر و متوعد (طبعا يعتمد على المستهدف من الهجوم) و يقلبوا الشباب إخوة في الإنسانية أو ناس درجة أولى و ناس درجة ثانية!!!! (طبعا أنا أتحدث عن المتغيرات لا الثوابت).

و طبعا بعد ألف سنة من النقاش تنتهي المعضلة و كل واحد مش عارف شو صار و تجد الورود تملأ الشاشة من أولها لآخرها أو تجد عدة زملاء و تحت معرفهم "موقوف ...." و ضع عدد الأيام الذي يعجبك... و الله يعين المشرفين على هكذا حوارات.

العقدة:
كل واحد فينا يظن لا بل يكاد يوقن أنه حكيم الزمان و شعلة الإيمان، أما البقية فهم عبارة عن "زبالة" البشرية و صنف "واطي" من البني آدميين. إلا من رحم ربي.

الأسئلة:
1) هل تظن فعلا أنك قادر على استلام زمام الحكم في بلدك؟
2) هل تؤمن أن السلام لن يتحقق إلا بإبادة كاملة و شاملة للأكراد أو الشيعة أو السنة أو المسيحيين أو الملاحدة؟
3) هل تؤمن أن الحوار الراقي يعتمد على قولة "الكتاب المقدس كله سكس و كلام غير لبق" أو "القرآن كله قصص خرافية و تناقضات" أو "الملحد ....... –مش عارف شو"؟؟؟؟؟
4)
5)
.
.
.
.
و قائمة الأسئلة تتوالى....

الأسئلة الأهم:
1) هل حاولت أن تزرع شجرة في حيك أو مدينتك؟
2) هل حاولت أن تجلس يوما على قارعة الطريق بجانب متسول تسأله عن سبب تسوله؟ أم حاولت أن تجلس و تبيع على بسطة فرشها أحد الفقراء المعدمين محاولا لملمة رزقه؟
3) هل حاولت أن تعزم الجيران على "حفلة شطف" للعمارة التي تسكنها؟ و هل حاولت أن تساعد على إبقاء ما حول حاوية القمامة نظيفا؟
4) هل حاولت أخي المسلم أن تفطر صائما معدما مع عائلتك في رمضان؟ أم حاولت أن تشتري لباسا للفقراء لعلهم يحسون بفرحة العيد؟
5) هل حاولت عزيزي المسيحي أن تعامل الناس بالمحبة التي أمرك بها كتابك القدس؟ و هل حاولت أن تعبر عن هذه المحبة بكسرة خبز تمنحها لجارك أو قريبك أو حتى أي فقير تمر به؟
6) هل حاولت عزيزي اللا ديني أن تتبرع لإخوتك في الإنسانية بما يسد رمقهم و يخفف ضنك عيشهم؟
.
.
.
.
و ألف سؤال على هذه الشاكلة!!!!

في النهاية، أنا عن نفسي أقول:
لن نزيح الظلم إلا بالعمل لا بالقول، و لن نطفئ حرقة المولع إلا بالابتسامة الجميلة، و لن نسد ظمأ العطشان إلا بشربة ماء، و لن نعمر البلد إلا بغرسة نزرعها في أرض جرداء و نتولى سقايتها كل أسبوع مرة بما لا يزيد على دولارات قليلة.....
و ما إلى ذلك من أفعال قد نراها بسيطة لكنها عظيمة و مؤثرة في المقابل...

و الا عندكم رأي مغير؟

(f)