السلام للجميع :

اعتقد ان فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ومعظم الفصائل النظالية المتفرعة عنها عدا المجموعات الاسلامية تشكل وحدة واحدة ضمن اطار السلطة الفلسطينية الشرعية وبالتالى فان اى قرار او خطط تنشأ عن ذاك الجسم لا تنفصل باى حال عن السلطة المركزية وبالتالى فانها قرارات ضمن الشرعية التى قررها الشعب الفلسطينى والمجلس التشريعى وانا هنا وعند هذه النقطة لا اجد اى تعارضا بين ما تقوله زميل فضل وبين ما اعتقد به ولكنى اتحدث هنا عن الاصوات الفاعلة او المؤثرة فى الواقع الفلسطينى ودعنى احدد بشكل اكثر الجماعات الاسلامية كحماس والجهاد وهذه الجماعات التى ينطبق عليها المثل القائل اسمع كلامك اصدقك اشوف افعالك استغرب .

واليوم حتى الكلام ذاته صار متناقضاومن الصعب تصديقه فأى استراتيجية وضعها هؤلاء وهم يتناوبون على اصدار بيانات متباينة ينقض بعضها البعض فمن جهة هم يؤيدون الانتخابات ومن جهة هم يقاطعونها ومن جهة ثالثة يرون انها لا تمثل كل الشعب الفلسطينى ومن جهة رابعة لا يقفون امام السلطة طالما كان خيار السلطة هو فلسطين ( وكان للسلطة الشرعية هدف اخر وخيار ثان ) فاين هى الاستراتيجة فى خطاباتهم وبياناتهم ... ودعنا من هذا ولننزل الى ارض الواقع ولنشاهد مالذى جناته ويجنيه الفلسطينيون شعبا وحكومة من جراء الهجمات المتهورة والغير مدروسة ..... غزو يليه غزو تضييق على السلطة الفلسطينية واغتيالات مستمرة واعتقالات طالت حتى قيادي فتح و تدهور الوضع الاقتصادى والاجتماعى تقاعس الاسرة الدولية عن التدخل بشكل حازم وبرأيى انهم يقدمون خدمة مجانية للعدو الاسرائيلى عبر هذه العلميات التى لا تخدم فى الواقع احد قدر ما تخدم العدو و قبل اى جهة اخري ..
فاين هو التنسيق الفعلى بينهم وبين السلطة الشرعية ؟ والذى سمح باستمرار تدهور الاوضاع داخل الاراضي الفلسطينة والتى وصلت الى حد بناء جدار الفصل العنصرى والذى اضر ايما ضرر بالاراضى الفلسطينة وساهم فى اهدار المزيد من حقوقهم .

فى السابق اشيع بان الرئيس الراحل عرفات كان موافقا وبشكل ضمنى على كل عمليات المقاومة الاسلامية واذا صدق ما قيل ,اذا فهناك خلل ما فى القيادة الفلسطينة واعيذ حكومة ابو مازن ان تكون امتداد لذاك الخلل ( اذا صح هذا الامر )

حاليا توجد فرصة كبيرة لتنسيق الجهود بين السلطة والمقاومة الاسلامية وان يتم هذا التنسيق وفق رؤية موحدة تنظر الى المصلحة الفلسطينية فى حاضرها ومستقبلها وبالتالى فان الموافقة على ما طرحه ابو مازن لا يدخل ضمن اطار تنازلات واستسلامات وانما يدخل ضمن اطار الحل السياسي والذى يفترض عدة خيارات اعتقد ابعدها اليوم ما كان اقربها فى الامس واقصد به قضية القدس واللاجئين .

واخيرا لااود ان اخرج عن اطار الموضوع الاصلى والذى اورده الزميل عن كتاب صحيفة الحياة ومجمل القول ان النظرة الواقعية والمتجردة لا تقع ابدا ضمن خانات العمالة والتصهين والخيانة او ضمن الاصطلاح الفاجع ( ثقافة الاستسلام ) ويبدوا يا زميلى ان من ابدعوا هذا المصطلح هو الابعد فهما عن التاريخ والاكثر غربة عن الواقع والاكثر استسلاما الى الاوهام والوعود الخادعة وهم بالتالى الاكثر التصاقا بما اخترعوه ..


تحياتى


والى لقاء قريب.....