جاءني، ورمى إلي ببعض السطور، ثم هم بالمضي، فقلت:
ما هذا؟
أجاب: هذه بضعة أفكار غير مرتبة من حديثي عن "إله الأديان" ومع "إله الأديان" ، خذها وانشرها ...
قلت: ما على الرسول إلا البلاغ ...

إليكموها كما هي:



"إله"خلق عقولاً، ولكنه شك في أنها تستطيع إكمال "الماتش"، فشفعها "بلاعبين احتياطيين" من الرسل والأنبياء، "بشورت" مقطوع ورداء منزوع ونصوص لا تفرق بين الكوع والبوع.

"إله" عنصري يقتل ويدمر ويتخذ له شعباً مختاراً ثم يقول لفئة أخرى بأنها كانت خير أمة، بعد أن يمنحها تعاليماً محددة في التقوقع والتسردب والتدهلز ورفض بني جلدتها، وعشق الظلام والحزن والكبت والدم والموت.

"إله" ينزعج من "تفاحة" كما يقول بعض أتباعه، فلا يجد غير التجسد والصلب تكفيراً عن هذه الخطيئة الغريبة العجيبة. فهو من يعاقب وهو من يتعذب في سبيل "خلاص" آخرين من العقاب الذي اجترحه أمس.

"إله" لو شاء لخلق الناس أمة واحدة، ثم تندم – ورجع بكلامه كما يبدو – فأرسل لهم رسلاً وأنبياءً كي يحاربوهم حتى يكون "الدين كله لله" (أمة واحدة).

"إله" اجتمعت فيه كل عقد النقص والسادية والسلطوية، محتاج لأن يرى آخرين يصلون له ويسجدون ويرتلون ويسبحون باسمه آناء الليل وأطراف النهار. أما من يتهاون في هذا ولا يقتنع "بحسب عقله" فإنه "مفقود مفقود مفقود" يا ولدي.

"إله" همه أن يكون "معبوداً"، وهذه المخلوقات "العاقلة" التي يحركها عليها أن تكون "عبيداً" تحت نعاله وأسواط جلاديه من الذين انفردوا بسماع صوته – كما يزعمون – ثم أتونا بعد هذه "الموسيقى الربانية" بكل غث سقيم.

"إله" مليء بالنقمة والإرهاب والغطرسة والهشاشة في نفس الوقت، فكلمة من "أحد عبيده" تؤثر فيه وتجعل مأوى هذا "العبد" جهنم مخلداً فيها. ثم يأتي بعد ذلك كي ينزل علينا من آياته البينات عن "العدل"، فعن أي عدل يتحدث؟

"إله" يحرم على عبيده "متاع الدنيا الحسي" ولا يجد في الآخرة أفضل منه. فيهرع إليه المحرومون بعد أن يموتوا في سبيل "عبادته" منعظين يتلمظون على الحور العين والغلمان المخلدين. كل همهم الأكل والشرب والنكاح والخمور والبطالة والترف.

"إله" يحرض بعضاً من عبيده بنصوص ملتفة مواربة تعلو حيناً وتنخفض أحياناً، ويأمرهم بالاعتداء على سائر البشر حتى يقدموا له القرابين والصلوات على مذبحه السماوي المقدس.

"إله" متعطش للدماء، يزرع في صدر تابعيه الكره والشحناء والبغضاء ويحرضهم على الفتك "المادي الحقيقي" بالآخرين ما لم يعترفوا بألوهيته. فهو كما يظهر، قد استنفذ جميع وسائله فلم يستطع أن يكون مقنعاً بما فيه الكفاية كي يجعل الناس تهرع إليه بنفس ظمآنة وقلب تواق، لذلك رأيته لا هم له إلا تحريض بعضاً من الناس على إكراه الآخرين "بالسيف والنطع" على عبادته، ثم يقف متجشأ ويقول بأنه "غني حميد".

غني حميد؟
إذا كنت غنياً حميداً فلماذا كل هذا الدم الذي تثيره كي يهرع إليك الناس. ما حاجتك إلى العبادة كي تستجديها منهم إن كانت لا تزيد في عرشك مثقال ذرة؟

ما حاجتك إلى إعلان تسعة وتسعون إسماً لك إذا لم ترد أن تفخر أو أن تتبجح؟

لا، أنت لست بحاجة طبعاً، فأنت غني حميد، ولكنك تفعل ذلك دون حاجة فتمس حاجات الناس وأبدانهم وعيشهم وشؤونهم وأرواحهم، ثم تقول لي بأنك تكره كل "معتد أثيم". من هو المعتدي الأثيم هنا؟

أنت لست بحاجة لشيء، ولكنك كنت بحاجة لي أنا الإنسان كي "أعبدك" – كما يبدو -، وإلا فكيف تستطيع أن تكون رباً لو لم أعبدك؟ هل هناك رب بدون عباد؟

هل أقول لك سراً لو زعمت بأنني أنا من أجلسك على عرشك؟ فلولاي لجلست ولم يدر أحد بك، فهل تكون قد جلست حقاً؟ وهل تستطيع الشمس أن تتبجح بضوئها مع العميان؟ وهل تستطيع العيدان أن تكسب وجودها في حضرة "الطرشان"؟

يا إله الأديان، هل أنت حقاً "الله"؟ فأنت في مظهرك وفي تصرف أتباعك ومريديك تبدو بعيداً جداً عن هذا المركز، فهل علي من لوم لو بحث عن "الله" بعيداً عنك. فأنا بحق أجد فيك ألف مطعن كي أبوؤك مركزاً لا أجدك خليقاً به، وألبسك ثوباً تضيع في أكمامه.

واسلموا لي
العلماني