كثرت الأخبار التي تتحدث عن حماس ومطالب الولايات المتحدة واروربا بأن تعترف حماس باسرائيل بعد نجاحها في الانتخابات.

من المعلوم أن الواقع هو مجال السياسة وإذا كانت حماس تريد حقا أن تمارس السياسية فعليها أن تتعامل مع الواقع وهذا الواقع (الواقع السياسي والاقتصادي) يطالبها بالاعتراف بإسرائيل إن كانت تريد حقا قيادة الشعب الفلسطيني.

هذا رأيي ولا أقوله دفاعا عن طرف أو فكرة أو ضد طرف آخر بل لأن السياسة تفرض على جميع القوى والأطراف السياسة في العالم الخضوع لمتطلبات ووقائع لا يمكن أبدا تجاوزها أو تجاهلها حتى من طرف الدول القوية نفسها.

باختصار حماس - حسب رأيي - ستجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات سياسية كبيرة ربما قد تصل يوما ما بالاعتراف باسرائيل. في الاثناء ربما ستحال تجنب ذلك لكن في النهاية السياسة هي السياسة.

ولا أبالغ إن قلت أن الولايات المتحدة وحتى اسرائيل سعيدة بوصول حماس للسلطة لأنهم يعرفون جيدا أن السياسة تـُلين كل حدة وتلزم صاحبها بالالتزام والخضوع لقوانين السياسة ولذلك فالمستقبل ربما يحمل الكثير من التغييرات الجذرية في العلاقة بين حماس واسرائيل خصوصا وفلسطين واسرائيل عموما.