شيخ الأزهر .. موظف دعاية !

محمود سلطان
عند توديع أفواج حجاج القرعة في ديسمير الماضي ، أشاد شيخ الأزهر د. طنطاوي ، بجمال و حلاوة وسلامة وأمان عبارة الموت "السلام 98" قبل غرقها!
ولا أدري كيف سكتت وسائل الاعلام التي عرفت أو سمع مراسلوها كلام الشيخ ، عن هذه "الفضيحة" .. وأنا حين أصفها بـ"الفضيخة" فليس ذلك من قبيل التكلف أو التزيد ، فما صدر من الإمام الاكبر ،أقل ما يوصف به أنه"فضيحة" ،لا تليق برجل على رأس أكبر مؤسسة إسلامية سنية في العالم!
لا أدري سبب اخفاء هذا "العار" كل هذه المدة ولم يفتضح سره إلا بعد غرق العبارة ،ولم يعد بوسع أحد إلا أن يتبرأ من مافيا الفساد التي قتلت مئات الابرياء من فقراء المسلمين وبؤسائهم؟!.
شيخ الأزهر دافع عن موقفه "المريب" ،وقال :" لم أكن أعرف أن العبارة السلام 98 ستغرق .. لأنني لا أعلم الغيب .. ولايعلم الغيب إلا الله" ! وأضاف :" احرص منذ سنوات على توديع الحجاج .. فما الذي اختلف هذا العام ؟! وهل اشادتي التي أدت على غرقها" ؟!
يا سلام يا شيخ سيد ..!! وهل كانت من مهامك بجانب توديع الحجاج ، أن تقوم بدور موظف الدعاية و الاعلان للشركة المالكة للعبارة ، ولماذا ياشيخ لم تجامل بالمثل أصحاب الشركات الأخرى المنافسة لممدوح إسماعيل ، بـ"كلمتين حلوين" منك .. تفتح لهم بهما "طاقة القدر" و تنتعش رحلاتهم في طول البحار و عرضها ؟!
ثم إننا لم نسمع يوما بأن فضيلتكم تطوع مشكورا باصطحاب الحجاج إلى مطار القاهرة لتعتلي مبناه معلنا شهادتك بسلامة و حلاوة و جمال "مصر للطيران" أو الطائرات من طراز بوينج 777؟! . إذا عهدنا منكم ذلك من قبل لقلنا إن الرجل خيّر ومحب للخير وأنه يوزع "مجاملاته" الدعائية على الجميع مجانا لايبتغي إلا مرضاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ولكن عرفنا فقط أنكم اشدتم بأسطول ممدوح اسماعيل البحري دون غيره ،وكادت الفضيحة تمر لولا أن شهادتكم بالعبارة ثبت أنها "مضروبة" بعد أن غرقت العبارة في خمس دقائق واتضح أنها لاتصلح لنقل البهائم قبل البني آدمين!
ألم تتحمل يا فضيلة الشيخ وزر ومسئولية ازهاق أرواح هذا العدد المخيف من البشر ، بكلمة تفلت بها لسانك الذي تعود الفلتان في مواقف سابقة ، رغم أنك تتلوا في كتاب الله تعالى "مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" .؟!
إن ما قام به شيخ الأزهر ، يحتاج إلى فتوى من مشايخ و علماء الازهر الأنقياء والاتقياء ، بشأن ما إذا كان الشيخ عليه "كفارة" لهذا الذنب العظيم ، ويؤسفني أن يدافع بعض الدعاة عنه بالقول إن إشادته كانت من باب الاداء الشكلي ، وإن الرجل كان حسن النية ، وأنا اعتقد أن تقديرهم ربما يكون صحيحا ، ولكن في الوقت ذاته يثبت أن الرجل واستنادا إلى تراثه السابق في مواقف متعددة بات عبئا على الازهر وعلى الدعوة وعلى مصر كلها أيضا ، وما عليه الأن إلا الانصراف بهدوء ويتركنا في حالنا .