(f)

يبدو أن المثل القائل :" لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد " يثبت صحته بما يظهر على الساحة.
فالتشدّد الذي عرفت عنه إسرائيل من خلال تجمع الليكود، ليس كما نراه تماما على الساحة العامة السياسية. فعودة تاريخية للحروب التي خاضتها اسرائيل على مدى عشرات السنين مع العرب والفلسطينيين. نجد أنّ الأكثرية الساحقة منها كانت مفتعلة من حزب العمل الذي يظنذ البعض بأنه أكثر اعتدالا، وأقرب لتحقيق السلام مع الفلسطينيين من الليكود.
فالحروب الكبرى سواء حرب الـ 67 أو حرب الـ 73 أو عناقيد الغضب في جنوب لبنان كان حزب العمل وراءها.
في حين أكثر المواقف التي حدث فيها توقيع وثائق في طريق السلام كانت بواسطة الحزب المتشدد الليكود.
واليوم بعد فوز حماس أرى أنّ الكرة بين خصمين متضادين ، متشدّدين، كلاًّ منهما يضع رجله في الجدار ويشدّ للأمام...
وهنا يبرز المثل القائل لايفلّ الحديد إلاّ الحديد.. فالتصلب الحماسي مع التصلب الإسرائيلي سيعقبه تفاهم على خطوط عريضة، في رأسها الانسحاب لحدود 67 ، والوضع في القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. والعملية رياضية بحتة تقوم على : سالب ضرب سالب يولّد موجب. ولهذا قد يكون لحماس إذا لم تعرقل مسيرتها أعمال أمنية كبيرة، كالضرب في العمق الإسرائيلي وسقوط قتلى كثيرون. يمكنها أن تنتزع من إسرائيل ما لم تستطع فتح والسلطة السابقة أن تنتزعه.
فالأفق كما يبدو للأقوى، ولعل قوة حماس إن لم تكن عسكرية فهي قوة شعبية معنوية مصحوبة بإرادة قوية، وإصرار على الثوابت لابد في النهاية أن يصل إلى حل.
يبقى أن يتم التنازل بالتساوي، وأعتقد مقولة الكلام للأقوى قد لا تكون في كل الأحوال صحيحة.

فهل برأيكم يمكن لحماس بهذا التوجه أن تنتزع من إسرائيل وأمريكا اعترافا بالحقوق الأساسية للفلسطينيين، وهل يمكنها الإستمرار في الاحتفاظ بالسلاحين العسكري والسياسي. وتقوم بالتفاوض والمقاومة في آنٍ واحد. أم أن الأمور قد تجري بما لا تشتهي السفن؟.

محبتي ومودتي
محمد الدرة(f)