لولا الغرب ... هل كان كل ذلك ليحصل !!!!
أوتاد
الحمد لله أنهم تدخلوا ....
عجبا لامر العرب ! فاشلون في كل شيء برغم قدراتهم المالية والبشرية والجغرافية, ومع ذلك لا يخجلون من عدم الاعتراف بالجميل حين يحسن الغرب اليهم وينقذهم من شر انفسهم, او حين ينقذ الاخرين من شرهم. اذ وفقا لما ورد في صحيفة »السياسة«, ان الجامعة العربية ، الدمية السياسية الاضحوكة ن مستاءة من التدخل السافر للغرب في شؤونها ! ترى هل يعني هذا انها لا تمانع لو كان تدخلا مستترا? في حين ان الواجب على العرب السجود شكرا لله لتدخل الغرب في العالم العربي الذي يفتقد ابسط اسس الحياة الصالحة, بشيوع الظلم والاستبداد, وغياب العدالة الاجتماعية والحريات الفكرية, وهيمنة الفكر الديني, وتخلف التعليم وانحدار الاخلاق العامة, دع عنك الفقر وانتشار الامية . هل من الظلم للعرب اذا ما قيل انه لولا الغرب لهلكوا ? اي والله, والذي لا اله الا هو, لولا التدخل الغربي لكان الكويتيون الان شوية لاجئين في الاراضي العربية ينسجون خيبتهم بالنظام العربي جنبا الى جنب مع الفلسطينيين, وهو ما كان يأمله الفلسطينيون, لكن الله خيب ظنهم, لولا تدخل الغرب لوصل الاحتلال العراقي الى قطر . لقد كان العرب على مستوى متدن من عدم الرجولة بالتمسك بقيم الحق والعدل لكي يلتزموا باتفاقاتهم الخاصة بالدفاع العربي المشترك, لقد رأوا العدوان والغدر رأي العين, فلم يكن لديهم حتى الاحساس بالشفقة, وهي قيم موجودة فقط لدى الغربيين اصحاب المروءات والعدالة, ومع ذلك لم يحركوا ساكنا, ومنهم من وقف مع المعتدي, ورفع صور الظالم امعانا في حب الاذى للكويتيين . لذلك, الحمدلله على تدخل الغرب وانقاذه العرب المسلمين من اذى العرب المسلمين .
هل ينكر العرب انه لولا التدخل الاميركي لهلك اهل دارفور المنكوبة بالنظام الاسلامي السوداني, وانه لولا الغرب العادل لما انتهت عمليات الابادة في جنوب السودان, وانه لولا الغرب لما خرج السوريون من لبنان الشقيق, ولولا الغرب لما تمكن الانسان الفلسطيني من الحصول على لقمة العيش, ولولا الغرب لما حصل المسؤولون العرب على العلاج الجيد الذي لا يحصل عليه مواطنوهم, ولولا الغرب لما تمكن الانسان العربي من ممارسة حرية التعبير في الانترنت, ولولا الغرب لما حصل ابناؤنا على تعليم جيد, ولولا الغرب لما عرفنا الديمقراطية التي شوهها العرب بممارساتهم الاستبدادية, ولولا الغرب لما عرفنا حتى كيف نتخلص من مخلفات اجسادنا بشكل صحي, ولولا الغرب لمات اكثرنا من امراض الجدري والحصبة وشلل الاطفال, ولولا الغرب لما سكنا في بيوت نظيفة, ولولا الغرب لمات الانسان العربي في الثلاثينات من العمر, ولولا الغرب لما عرف العرب الدستور ولا القوانين التي حفظت انسانية الانسان, ولولا الغرب لما كان هناك حياة تستحق العيش في العالم العربي كله من خليجه الى محيطه?
لهذه الاسباب مجتمعة ندعو الله ليل نهار ان يحفظ لنا الغرب حاميا لحقوقنا التي ينتهكها النظام العربي في رابعة النهار بلا حياء ولا خوف من الله, وان يديم عمر المسؤولين الغربيين لانهم ملاذ المظلوم في كل حين, وان ينصرهم على الارهابيين المسلمين الذين يقتلون باسم الدين زورا وبهتانا, وان يكثر الله ثرواتهم, وان يوسع عليهم رزقهم, وان يزيدهم قوة الى قوتهم, لان في هذا كله استقرار العالم ومصلحة البلاد والعباد, واذا كان الله سبحانه يحرم العرب المسلمين من كل هذا الخير فلا مانع, لانهم امة لم تصنع خيرا قط منذ اكثر من الف سنة, وبالتالي لا فائدة منها للدين والدنيا . ولست في هذا متجنيا على العرب, اذكروا لي عملا واحدا من اعمال الخير فعله العرب للعالم, بجهدهم الخاص مئة بالمئة من دون ان يكون للغرب يد فيه, وانا على استعداد للاعتذار. ولن تجدوا, لانها امة عاجزة كسولة, ولا تملك مقومات النهضة واسس التقدم. لانها امة ترفض الخير وتقبل الشر, امة تدعي التدين, والدين منها بريء, ترى انتهاك الحقوق والحرمات ولا تتحرك لنصرة مظلوم, وبعد كل هذه المساوىء التي لم يحدث ابدا ان ظهرت في التاريخ بهذا السوء ترفض تدخل الغرب الذي يريد ان ينقذها من نفسها!
ادام الله للعرب الغرب حاميا ونصيرا ومعالجا للمسؤولين العربان, ومداويا لفقرائهم, بالله عليكم ايهما احسن في التدبر والادارة خافيير سولانا, او امين عام جامعتنا العربية ? اكيد سولانا ما غيره . وانا متأكد ان كثيرا من المسؤولين العرب راحوا يتساءلون : منو هذا خافيير سولانا?
* كاتب كويتي / أحمد البغدادي / السياسة الكويتية .
|