الإلحاد برأيي الآن أصبح موضة فكرية وأصبح كل شخص يقرأ بعض الكتب ويطلق عليه لقب مثقف او حتى إن لم يقرأ شيئا في

الاصل بل مجرد تقليد يعتنق الإلحاد كمذهب أو كأيدلوجية متذرعا باستخدام العقل في كل سؤال يتم توجيهه إليه عن سبب إلحاده.

ولكن هل هذا العقل المستخدم هو بهذا التطور إلى حد يتبجح فيه الملحد بعدم وجود إله
اليس العقل والتفكير فيه نسبي بين الشخص والأخر وكما أن الإنسان قد يقوم باشياء صحيحة قد يقوم بأشياء خاطئة
أليست شخصيتنا وتفكيرنا يتكونان حسب المجتمع والظروف التي نعيشها
ولذلك إمكانية وقوعنا في الخطأ اكبر بكثير من إمكانية عملنا للشيء الصحيح
فالإنسان شرير بطبعه او على الأصح كثير منهم شريرو الطبع ويوجد من يسيطر على نزعات النفس
وهنا أن لن اقول بصحة دين أو بخطأ آخر ولن أروج للإسلام بما أنني مسلم وأنقد اليهودية أو البوذية
بل سأتحدث كشخص يقف على الحياد وغير معتنق لأي فكرة سوى لفكرة وجود إله لهذا الكون

بالنسبة للعقل
أجد من الفظاظة أن يتذرع الملحدون بانهم ملحدون لأن العقل قال لهم ذلك
فهذا برأيي مخالف للحقيقة
فالله تعالى هو شيء خفي عن الانظار ولا نحس بوجوده بشكل مادي
والعقل عند الملحد مادي ولن يستطيع الشيء المادي أن يصل لحالة يكتشف فيها اللا مادي الخارق والذي كمثله شيء
فنحن مهما تخيلنا لن نستطيع أن نتخيل شكل الله تعالى
فالله هو الذي خلق العقل وما نراه في هذا الوجود إنما هو نابع من العقل وهذا يعني أننا محكومون بحدود هذا الشيء الدائري
وقد يكون هناك اشياء اخرى قد خلقها الله تعالى تختلف تماما ولن نستطيع كوننا خلقنا بعقل محدود حينما نراها أن نفهمها
خلاصة ما أريد قوله من الفقرة السابقة:
هي ان العقل مهما بلغ من الكمال سيبقى حبيس رأس كل شخص منا ولن يصل دماغ إنسان إلى مرحلة يعلم فيها كل شيء
ولو وصل الدماغ إلى تلك المرحلة على سبيل الفرض , السنا محكومون بالجسد الذي نحن فيه
فلو فرضنا ان الإنسان سيجول في الكون كله فلن تكفيه المليارات من السنين حتى يرى كل الكون بعينه حتى لو سار بسرعة الضوء
هذا عدا عن ان الإنسان محدود العمر
إذا:
فنحن محدودون وكذلك عقلنا ومن المعيب علينا ان ننفي ( اللامادي ) لمجرد أن خاطرة ما مرت علينا فزرعت في نفوسنا الشك
فنفي اللامادي يحتاج من الذي ينفي عدم وجوده ان يقدم دليلا على عدم وجوده وبما أنه لا يستطيع فلذلك كل ما يأتي به يكون مجرد

سفسطة لا طائل منها ونفس الشيء بالنسبة للمؤمنين بالإله فنحن في الحقيقة لا نستطيع أن نثبت وجود الله تعالى ماديا وأفضل ما

نستطيع فعله هو إثبات وجوده عقليا لا أكثر.
يعيب الملحدون علينا أننا نؤمن بما وراء المادة أو ما يسمونه بالميتافيزيقيا ولكن هم عندما ينفون وجود اللامادي فإنهم يستعملون ما يعيبونه

علينا فنفي وجود اللامادي هو من الميتافيزيقيا أيضا وما هو إلا ضرب بالغيب.
وبالنسبة للعلم أيضا؟
لماذا يستعملون الملحدون العلم كحجة في كل حجة عندما نناقشهم بوجود الإله؟
فما دخل العلم ( المادي ) في مناقشة (اللامادي)؟؟؟؟
أجد هنا ايضا مناظرة غير عادلة.
اخيرا
إن مطالبة الملحدين لادلة على وجود إله يقابل طلبنا لهم لادلة على عدم وجوده.
وما اردت قوله في الإجمال
هي الموضوعية في التفكير لا أكثر وأن لا يدعي أحد ما ( كافرا كان أو مؤمنا ) أشياء مخالفة للمنطق.
شكرا.