هذا هو اسم البابا بنديكتوس السادس عشر قبل انتخابه للبابوية في يوم 19 أبريل من عام 2005...
كلنا نعرف ما ورد في خطبة البابا التي ألقاها في جامعة ريغنسبرغ بألمانيا مؤخراً... حيث تحدث عن الخطر الذي تشكله العلمانية على الإيمان المسيحي.. ومن ثم فقد تطرق للحديث عن العلاقة بين العقل والعنف في الدين الإسلامي... وقد استشهد البابا بأقوال إمبراطور بيزنطي كان قد نشر كتاباً بعنوان حوارات مع مسلم... حيث تحاور مع عالم فارسي مثقف... والجميع يعرفون تماماً محتوى المحاضرة والاقتباس الذي أدى إلى استنكار واسع في العالم الإسلامي...

لا نريد أن نناقش ما جاء في محاضرة البابا فقد قتل الموضوع بحثاً... ما يهمنا هنا هو أن نحاول أن نعرف السبب وراء ما قاله البابا...
وقد يفيدنا في هذا الأمر أن نعرف شيئاً عن تاريخ البابا...
لقد كان البابا جندياً في الجيش النازي لهتلر في أربعينيات القرن الماضي إلى أن تم تسريحه من الجيش لأسباب تتعلق بصحته... وهذا يدل على وجود مشكلة مدفونة أو يتم تأجيلها بينه وبين الصهاينة... فمن المعروف أن الصهاينة لديهم ولع شديد بالماضي...
ولهذا كان لابد لقداسة البابا أن يظهر موقفه ورغبته في مغازلة أميركا وإرضاء اليهود...

كما أنه من المهم أيضاً أن نعرف شيئاً عن الإمبراطور البيزنطي الذي استشهد البابا بمحاورته مع العالم الفارسي...
فهذا الإمبراطور قد كتب عدداً من الكتب الدينية والأدبية... وقد كان على دراية بالعقيدة الإسلامية وذلك لأنه أمضى فترة رهينة في بلاط الخليفة العثماني.. وخلال فترة حبسه أجرى الكثير من النقاشات مع المسلمين الذين كانوا يحرسونه في سجنه... ولكن لا يمكن للحوار أن ينشأ بين سجين وسجانه نظراً لخلو هذه العلاقة من الندية المطلوبة... بالإضافة لذلك فقد عاصر هذا الإمبراطور انهيار الإمبراطورية البيزنطية أمام الفتوحات الإسلامية... وعليه فإن هذا الإمبراطور كانت له دوافع كبيرة في تشويه صورة الإسلام في ذلك الوقت... إلا أن الخطأ الأكبر هو ترديد كلامه في هذا العصر على لسان البابا بنديكتوس...

إن هذا الأمر يعيد إلى الأذهان ما عاناه جونتر جراس Gunter Grass المسرحي والروائي الألماتي والحاصل على جائزة نوبل... وقد كان جراس من أكبر المتعاطفين مع النضال الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال الصهيوني... وأيضاً مع الشعب العراقي ضد الاحتلال الأميركي... فقد كان جونتر جراس يدلي بحديث صحفي قال فيه أنه قد قدم بعض الخدمات لمجندي جيش هتلر في الحرب العالمية الثانية.. وهو لم يكن مجنداً نظامياً بل مدني متعاون في السادسة من عمره... وفي صباح اليوم التالي لهذا التصريح كان السفير الإسرائيلي يتصل بجراس مدججاً بالآلة الصهيونية الإعلامية طالباً منه توضيحات بشأن ما جاء في حديثه الصحفي... وجرى تطوير ما جاء على لسان جراس وتضخيمه ليصبح اعترافاً بالتجسس لحساب جيوش هتلر...
إنه التاريخ الذي يتحدث...

سلام