بقلم : خضر عواركة
عن موقع: Syria-news.com

لست أكثر وطنية من قادة المعارضة اللبنانية التي تتوثب للإطاحة بحكومة العميل الصغير لرايس وبولتون وبوش فؤاد السنيورة التي تمثل التيار السعودي في لبنان .



ولكني أقل شفقة منها على المجموعات الشعبية الطائفية الغبية التي ضحكت عليها شركة اميركية للعلاقات العامة وأقنعتهم بتمويل سعودي وتخطيط أميركي بأن إسرائيل هي خليفة عمر وابو بكر وأن العمل على ضرب اعدائها يُدخل جنتين، واحدة في دنيا ال سعود المادية والأخرى في الآخرة بشفاعة ولي الله الأكبر الإمام الأعظم رفيق الحريري .

إنها الشركة نفسها التي كانت قد وضعت الخطوط العريضة الممهدة إعلانيا وإعلاميا ونفسيا لزعامة الحريري الأب وهي التي عملت برئاسة إستراتيجي سابق من قسم الحرب النفسية في البنتاغون منذ اكثر من عشر سنوات على قيادة حملات إعلامية وفنية بطريقة مدروسة جدا لتعميم ثقافة الصلح مع اميركا وإسرائيل .

ولبعض المشككين نقول :

هل إستطاعت الماكينات الإعلامية الأميركية حجب حقيقة ما يجري في فلسطين ولبنان عن عيون الشعب الأميركي أم لا ؟

الجواب نعم إستطاعت . علما بأن معظم الأحداث التي تجري في فلسطين لا تنقل إلى الإعلام الأميركي إلا إن سقط ضحايا إسرائيليين .

هل إستطاع المخططون الأميركيون إقناع الشعب الأميركي عبر الإعلام بأحقية وأهمية ومظلومية إسرائيل أم لا ؟

هل الفلسطيني في نظر الشعب الأميركي إلا إرهابي يقتل نفسه حبا بالدم فقط لا غير ؟ هل تعرفون أن 25 % من الشعب الأميركي يعتقدون بأن المسلمين يعبدون إله القمر ؟؟

ثلاثمائة مليون اميركي تضحك عليهم المؤسسات الصهيونية واللوبيات الحزبية منذ عشرات السنوات بواسطة الإعلام المفبرك والموجه وتديرهم بالوجهة التي تشاءها بنسبة كبيرة عبر الإعلام فهل ستعجز واحدة من تلك المؤسسات لا بل أهمها عن الذهاب بعقل طائفة لبنانية أو جزء منها بنفس الطريقة وتحويلها إلى مجموعة أغنام سياسية تلحق بكرازها الطائفي كيفما دار ؟

السيد رفيق الحريري من قبل وولده من بعد إستقدم منذ ما قبل وصوله إلى الحكم في لبنان شركات إعلامية ونفسية تعنى بتظهير صورة محددة لوكيلها عبر الإعلام وزرع هذه الصورة في الوجدان الشعبي بطريقة تراكمية وعاطفية . لباسه وكلامه وصوره وحركات يديه ، تقديماته الإجتماعية وأدواته الإعلامية ومصروفاته الخدماتية وردات فعله على التصاريح المضادة له كما مشيته وطريقة إلقاءه كلها امور يدرسها ويخطط لها مستشارو هذه الشركات الحكومية الصلة بأميركا والغرب عامة (بعض من يعاون الحريري نفسيا وإعلاميا فرنسيون وإسرائيليون ) .

التكلفة عالية بالتأكيد والمال أساسي ولكن هل يشكل المال عائقا للحريري أو لأباءه الروحيين من قبيلة أبي جهل السعودية ؟

نحن في لبنان ضحية تعامل جهة متوحشة معنا بإمكانيات تكفي للتأثير نفسيا على مئات الملايين من البشر ولا يزيد عددنا عن بضعة ملايين .

السؤال الموجه للمعارضة اللبنانية اليوم هو التالي :

لا شك لدينا بقدرتكم على دحر العملاء والخونة في حكومة السنيورة ومن يدعمها ولكن هل من الوطنية والكرامة والعزة مسايرة شركة علاقات عامة صهيونية الهوى والمنشأ وإعادة أي من الثلاثي الخائن جعجع الحريري جنبلاط إلى موقع الشركاء في حكومة مع بعد الإنتفاضة ؟

هل يكافاء السنيورة على تبعيته وتفانيه في خدمة جورج بوش عبر إعادته على رأس حكومة وحدة وطنية مسايرة لطائفة أو لبعضها تعتقد فيه الخير مدفوعة بالجهود الآنفة الذكر للشركة الأميركية المقيم مديرها العام وفريقه في الطابق الخامس من قصر قريطم وله مكتب في تلفزيون وصحيفة المستقبل وهو من يدير وفق معطيات تقدم له حملات الصحافة المرتبطة بالسعودية واميركا في لبنان والعالم العربي وصولا إلى كتب ومقالات تنشر في الإعلام العالمي .

هل سيكافأ المجاذيب الطائفيين على طائفيتهم بحماية السنيورة الذي كان اول عربي ينظّر لشرف الخيانة وقدسيته ؟

هل ستبقي حكومة ما بعد الإنتفاضة على ظابط الإرتباط الأمني مع الموساد والأفي بي أي في جهاز المعلومات التابع للداخلية ؟ ذاك الذي وضع كل مخبريه خلال الحرب في خدمة الطائرات الإسرائيلية ؟

ذاك الذي لم يستطيع أثناء عمله كمسؤول عن أمن المنازل والمكاتب التابعة للحريري حمايتها من سرقة شيكات زوجة الحريري الشخصية والتي ذكرت الصحف انها لم تكتشف فقدان الملايين من حسابها الشخص لولا ورود مكالمة من مدير حساباتها في البنك يسألها عن شيكين وصلا لجانبه منها بتوقيعين مختلفين !!

هل مثل هذا الفاشل في حماية منزل معلمه الراحل ينفع ليبقى في مركز مطلوب منه حماية الشعب اللبناني ؟

هل سيعود جنبلاط ليكون بطل الشراكة الوطنية بعد الإنتفاضة لمجرد أننا لن نستطيع إبعاد من يتبعه من طائفته عنه ؟؟ ومن يضمن لنا أن يبتعد هو عن إسرائيل وعن رجالها في اميركا ؟؟ ومثله سعد الحريري ؟

الإنتفاضة حاصلة ومنتصرة ولكن حدود التغيير المطلوب يجب أن تحدد من الآن . الوطن أهم من مسايرة السعودية وأميركا عبر مسايرة طوائف مأخوذة ألى حيث هي الآن بالمال السياسي والمؤامرات الإعلامية .

ننتظر تغييرا شاملا والشعب بأغلبيته معكم فلا ترمونا في بئر تسحبونا منه وعلى رأسنا مرة أخرى زعامات تبين أنها تؤمن بالقدرة الألهية لجورج بوش على إطالة اعمارهم ومنع الموت عن الملوك المرتبطين به وتقوية طاقاتهم الرجولية .