االزملاء الشيعة في نقاشهم للوقائع السياسية الراهنة يبحثون دائما عن اسقاطات تاريخية من العصر الاموي كاستحضارهم الدائم لشخص معاوية في اغتصابه الحكم من الخليفة الشرعي علي بن ابي طالب او كتشبيههم لصدام بيزيد و اعتبار اغتيالهم له نوع من الانتقام لدماء اهل البيت التي لم ينسى ثأرها منذ اكثر من الف و اربعمائة سنة و الدم طبعا مطلوب و معلق في رقبة النواصب المعاصرين .
ولله يا سيدي لم نكن نعرف يزيد سوى انه تفصيلة من تفاصيل الدول التي حكمت العالم الاسلامي بعد مشاكل تجارب الخلافة الراشدة.
لم نعرفه الامنكم يا شيعة انتم الذين تعيشون على ثقافة الثأر تشربونها مع حليب الامومة و تتوارثونها جيلا بعد جيل وتنظرون الى السني نظرتكم للعدو التاريخي الحامل للجينات الوراثية الناصبية.
انا كناصبي شاب لا ارى في يزيد سوى طاغية مستبد شانه في ذلك شأن كل من تولى الحكم بعده من ال مروان اللهم الخليفة عمر بن عبد العزيز ,بينما اخوانناالشيعة يتصورون السنة يسبحون بحمد يزيد او يبررون فتكه بحفيد الرسول و ال بيته.
جعلتم مصير صدام مسألة ثأر شخصي طائفي شيعي بحث و تبحثون عن تعاطف الاخرين بترديد حكاية استبداده و تسويد صورته التي لا تلقى قبولا الا من اخوانكم في المذهب في الخليج او في لبنان.
اقسم لكم انني لم اكن ارى في صدام الا قائدا متهورا ورط بلده في مجموعة مغامرات خاسرة و لو انني فرحت لما غزا الكويت نكاية في هذا الكيان السرطاني المتصهين و كرهته عندما خدلنا بحكاية انتحار العلوج على اسوار بغداد قبل السقوط الغريب لها.لكن ابتديت اعيد النظر في سيرته بعيد وقوفي على الفوضى الطائفية التي سقط فيها العراق اثناء حكم كلاب الاحتلال و عذرته على كل حكايات القمع التى قرأتها لان شعبا بهذا التعدد المذهبي و الاثني و بنمط تفكير قبلي وبجيران يكيدون له كيدا لا يحكم الا بالطريقة الحجاجية او الصدامية, زعيما ربى اولاده على المقاومة و حتى حفيده ذو الاربعة عشر عاما تناول الرشاش بعد استشهاد ابيه و عمه و استمر يقاوم نصف ساعة قبل ان يسقط في ساحة الشرف لهو رجل لا يشك احد في وطنيته و لا في شهامته.
كنت مبهورا بالثورة الايرانية و بتجربة حزب الله في لبنان واعتبرهما درعا للعالم الاسلامي و خزانا لتمويل قوى التغيير المعادي للمصالح الامريكية و الصهيونية لكن شاء ربك ان يفضح الجميع في مختبر العراق.
هل خلاص نسيتم مئات الالاف من الاطفال الذين توفوا نتيجة الحصار الجائر الذي قادته امريكا المحررة طيلة عشر سنوات ؟
هل نسيتم حكاية الاهانات الكويتية المتواصلة للعراق طيلة التسعينات التي وصلت الى حد طرد الفرق العراقية من المشاركة في الدورات الرياضية الاسيوية نزولا عند رغبة الفيتو الكويتي (دورة لبنان نموذجا)؟
هل تضحكون على انفسكم عندما تقولون ان النهج الطائفي الذي تتبناه حكومة المالكي التي تصفقون لها سيعيد للعراق السلام و الوحدة ام مزيدا من الدمار و ملايين الهاربين بانفسهم الى الخارج من جحيم الوطن؟
الا تعلمون ان ثمن جسد صدام الذي تنتشون الان باعدامه قد يكون نهاية الوطن العراقي الموحد ؟
عليكم بالاعتراف انه في الوقت الذي حققتم فيه الاشباع الداخلي لهاجسكم الثأري مرحليا باغتيال الشهيد صدام , خسرتم كل امكانية للتطبيع مع الشعوب العربية التي صارت تنظر اليكم نظرتها للعملاء الى درجةان صدر مقال لاحد المثقفين الشيعة يحذر من اقتراب زمن يمنع فيه الشيعة من دخول الدول العربية,
و قبلها خسرتم اي امكانية للعودة الى الالتحام الشيعي السني صمام الامان لعراق موحد فدم الشهيد سيبقى دائما في عنقكم .
للاسف الاخوان الشيعة لا يخرجون من معركة خاسرة الا لينخرطوا في اخرى جديدة و ذلك على مر التاريخ.
و تستمر ملحمة المظلومية الى قرون اخرى في انتظار عجل الله فرجه الذي قد يعود او لا يعود.
تحياتي