لكن الفكر الأوربي بشكل عام إمبريالي و ذو نظرة فوقية للآخر، و تطوره الصناعي لا علاقة له كثيرا بمزاياه الفكرية لأن الكنيسة كانت قوية و مزدهرة حتى عهد داروين، و يومها كانت أوروبا إستعمارية و مزدهرة. إن الفكر الأوربي ينظر للشعوب على أنها شعوب بربرية تحتاج للنور الأوربي، الأمر الذي يعني أن هناك ثقافة تابع و متبوع، و هنا هي الإشكالية على الفكر الأوربي.

هذا من جهة، و من جهة ثانية فكيف يمكن إعتماد الفكر الأوربي بلا مصافي محليّة؟ فللمثال، كان الإنسان الأوربي يعتبر سكان أفريقا قمة بالتخلف و البربرية لكونهم عراة أو شبه عراة، لذا ألبسهم و حرص هو على أن يبالغ باللباس و ستر أكبر جزء من جسمه. لكن، بعد قرنين أو ثلاثة، صار الأوربي يرى التعري رمزا للإنفتاح و الحرية و كسر الحواجز الإجتماعية، و صارت سواحل العراة رمزا للتنوير و الحرية الجنسية.

إذن، أوربا ذاتها متقلبة بمواقفها، و بالتالي من الخطأ أن لا نغربل الأفكار الأوربية و أن نتقبلها لأنها أوربية. السؤال إذن، لو أننا محقنا كل تقاليدنا و أسسنات الإجتماعية، فعلى أي أسس و تقاليد سنغربل هذه الأفكار؟






ملاحظة:

لا تفهم بأنني من أنصار التقاليد أيّا كانت، و إنما من أنصار العقلنة الإجتماعية بالتعامل معها.