عزيزي جورو:
تحياتي المخلصة لك (f)

Arrayأنت تألّمت لأن جندي إحتلال في بلد محتل تم قذفه بحجر، هل تتألم يا إبراهيم يومياً عندما تسمع خبر قتل العشرات في فلسطين؟ هل فعلاً تحتاج إلى شرح و كلام عن أن قتل كل من يقول بأنه إسرائيل أمر مباح؟، في مشاركة سابقة لنا سوياً أخبرتني بأنك لا يهمّك من يحكمك طالما أنه سيعطيك حقّك، حينها عرفت أنك لا تحب الإنتماء لوطن معين و هذا ضايقني حينها فعلاً كونك تعرف أن من لا وطن له فلا وجود له أصلاً.. و قلت لي
[/quote]

أولا، لا أعتبرهم "محتلين" حتى أكون صريح معك.

ثانيا، قطعا أتألم كلما فتحت مجرد موقع البي بي سي لقراءة الأخبار العربية ولا شيء فيها يسر النفس بل كل ما فيها أخبار من نوعية عشرات الجرحى ومذابح في كربلاء.. شيء طبعا يغم. الناس دي ما وراها شغلانة غير القتل والدبح؟! أقرب أصدقائي رجل فلسطيني مقيم في كندا. لا شيء يثلج صدري سوى الحديث معه. ذهبت لزيارته بالسيارة رغم أن هذا كان معناه قيادة السيارة لمدة 24 ساعة متواصلة.. لكن أنا أنظر للأمر بعيد عن السياسة ومن زاوية كلنا بني آدمين وخلقة ربنا ومافيش داعي نفرق بين حد وحد.

Arrayلو ولدت و وجدت نفسك تحمل البندقية في وجه شعب لا يحمل سوى الحجارة و الأرض التي تتحرك عليها هي ملك لهذا الشعب فهل تكون بذلك بريء و لا علاقة لك بالتناحرات و سفك الدماء؟، كيف يكون أي شخص بريء و هو على أرض ليست له.. و هو يعرف ذلك!!
[/quote]

يا جورو.. هذا الشعب، البعض منه، يحمل الحجارة ولا يريد أن يتوقف. هل تتوقع أن يقف له المواطن الإسرائيلي مكتوف اليد؟ من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها. يلجأ شاب لعملية انتحارية.. هل تتوقع أني سأقول عليه شهيد وأتعاطف معه؟ مستحيل. سأراه مجرد إرهابي وعدو للإنسانية. من جهة أرض ليست أرض له وكل هذه التفاصيل فالأمر معقد ولا نقدر أن نحسمه في جلسة انترنتية حوارية لأننا لم نسمع جميع الأطراف. ما يعنيني هو حسن الجوار والرغبة الصادقة في العيش السلمي وترك الحجارة والبنادق جانباً مثلما عمل السادات واستعاد أرض سينا لنا. كان من الممكن أن يستمر السادات ويعاند ويكابر ولكنه بذكاء استرجع أرضه وهذه هي العبقرية. المكابرة العربية لا تسمن ولا تغني من جوع والنعرات العربية تشبه حالة مريض في مصحة نفسية يعتلي صندوق من الورق ويخطب في المرضى وكأنه نابليون. هذا هو حال النعرة العربية المكابرة من وجهة نظري.. كل واحد يظن أنه نابليون أمام فريق لا حول له ولا قوة يصفق له ويقول له: تفضل يا سيادة الزعيم.

Arrayأتمنى منك يا إبراهيم أن تراجع نفسك في مسألة إسرائيل هذه ثانية.. هل كان لك أقارب في حرب 67؟ هل شاهدت كيف تم قتل 250 مصري عزّل من السلاح؟ هل هؤلاء أخوتك يا إبراهيم؟
[/quote]

لي خال كان في حرب أكتوبر 1973 برتبة نقيب، مش عسكري عادي، وكان يقاتل في الصفوف الأمامية وأذكر يوم جاءنا ليعطينا الساعة والنضارة والعرق يتصبب من جبهته لأنه كان يعلم أنه قد يلقى حتفه في هذه الحرب. رئيس بلدي السابق كان يقود الحرب أيضا ولكنه تنازل عن العناد والكبرياء. أؤكد لك أني مثلك تماما ولكني أريد أن نتقدم للأمام ونطرح عنا العنجهية والدموية. لا أكثر ولا أقل.

أعجز عن شكرك على طيبتك معي وصبرك ورغبتك الصادقة في فهمي. أنت أخ بكل معنى الكلمة.