العزيزة نسمة عطرة .(f)
إن معركتنا ليست فقط ضد الأصولية الإسلامية و لكنها ضد كل الأصوليات ، ليست ضد التعصب الإسلامي أو اليهودي فقط بل ضد التعصب المسيحي أيضا ، في تلك المعركة لدينا حلفاء من مختلف الأديان و الجنسيات ولدينا أعداء من نفس الأديان و الجنسيات ، إن المسلمين الذين يتمنطقون بالأحزمة الناسفة و يتجولون في عواصم العالم المختلفة لن يقابلوا بالورود ولا يجب ان نتوقع ذلك ، ربما ستنتظرهم الحور في السماء و لكنهم لن يجدوا على الأرض سوى الصواريخ و الطائرات و جوانتانامو و دموع الخوف و الكراهية في عيون الأطفال .
إن الأطفال الذين يتعلمون الكراهية في أمريكا هم مشكلة أمريكية و هناك من سيعتني بها ،و لكني مهموم بالطفل المسلم الذي يتعلم قطع الرؤوس و تفجير الحسينيات بدلا من تعلم العلوم و الرياضيات و الطب ، مهموم بالجامعي المصري الذي يتحاور مع صديقنا مورجن كالأمي تماما و يخوفه عذاب الآخرة بسبب أفكاره السياسية !، مهموم بمن يعطي صوته الإنتخابي لرجل تافه لمجرد أنه ملتحي وزوجته منقبة ، مهموم إلى الدرجة التي لا أملك معها القدرة على الإهتمام بالطفل الأمريكي .
رغم هذا فهناك درس هام علينا تعلمه ، أن الكراهية ستصنع كراهية مضادة ،و هكذا نبدأ مجموعة جديدة من التفاعلات المتسلسلة التي لا تنتهي سوى بانفجار نووي مروع ، أنه لابد من الحوار الجدي الذي لا تقيده سوى المشاعر و القيم الإنسانية ، حوار لا يمثلنا فيه أحمدي نجاد و القرضاوي و أسامه بن لادن و خالد مشعل ، و لكن يمثلنا فيه أمثال محمد خاتمي و مهاتير محمد و ياسر عرفات و فرج فوده ، بغير هذا سيظل هؤلاء الأطفال يبكون حتى يكبرون عندئذ لن يتردد أحدهم في ضغط الزر النووي .
تحياتي .