حوار مع مرشد الاخوان من جريدة الكرامة
العدد التاسع والسبعون 1-5-2007

محمد سعد عبد الحفيظ


المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ينفي علمه إذا كان د. السيد عبدالستار المليجي عضواً بمجلس شوري الجماعة أم لا! وينفي أيضاً ما تردد مؤخراً حول وجود انقلاب داخل الجماعة يقوده جيل السبعينيات، كما ينفي إدارة د. عبدالمنعم أبوالفتوح مفاوضات مع الحكومة قبل انتخابات الشوري «لا هو ولا غيره» وينفي تكليف أبوالفتوح بالحوار والتفاوض مع المنشقين عن الجماعة!

ومع توارد النفي وتواصله ينفي المرشد العام محمد مهدي عاكف سعي الجماعة لوراثة النظام، قائلاً: «نحن نسعي لإعداد هذا الشعب أخلاقياً ودينياً وسياسياً!!
حديث النفي لم يقتصر علي تلك الموضوعات فقط، بل امتد إلي حزب الإخوان وبرنامجه.. امتد إلي شعار «الإسلام هو الحل» وتعارضه مع دستور مصر المعدل.
امتد أيضاً إلي مصادر تمويل الجماعة، وسيناريو التوريث، وانتخابات المرشد المقبلة!

خطاب د. السيد عبدالستار المليجي، المطالب بالكشف عن الذمة المالية لقيادات الإخوان والكشف عن مصادر تمويل الجماعة وأوجه صرفه ـ أثار الكثير من الجدل، فما تعليقك عليه؟
ـ أعضاء الجماعة وممولوها فقط هم من لهم الحق في معرفة كل صغيرة وكبيرة عن الإخون المسلمين وليس من حق أي أحد مراجعة هذه الأمور

ـ لكن السيد عبدالستار المليجي عضو مجلس شوري الجماعة؟
ـ لا أدري إذا كان السيد عبدالستار عضواً بمجلس شوري الجماعة أم لا، لكن إذا كان لدي المليجي استفسار أو تساؤل فلماذا لم يأت إلينا، ويجلس معنا ويناقشنا، ساعتها سنرد عليه، وإذا كان من يسأل عنه يحتاج إلي دراسة أو مشورة سنقوم بها، أم الكلام في الجرائد فهذا أسلوب معيب ولا أقره، فهو خارج عن المألوف في الجماعة، ومع ذلك أحب أن أقول أنه كان من الصحابة الأغنياء والإسلام لا يمنع أن أكون صاحب نعمة، وكان أبوحنيفة يقول: إن الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده مادام يعطي حق الفقير وحق الدولة، وليس عندنا من يسرق أموال الشعب أو يتاجر فيها لمصلحته الشخصية فمثلاً عبدالرحمن مسعود عضوا الإخوان «شقيان» منذ عقود حتي استطاع أن يبني هذا الصرح الضخم من التجارة والأعمال.. هل أفرض عليه أسلوب حياة لمجرد أنه عضو بمجماعة الإخوان المسلمين

ـ أنا لا أتحدث عمن يعملون من الإخوان بالتجارة أنا أقصد مصادر تمويل قيادات الجماعة وأوجه صرفها؟

هل أنت عضو بجماعة الإخوان المسلمين
ـ لأ

إذن لا شأن لك بهذا، وأنا أقولها بكل قوة «أنت مالك» أعضاء الجماعة يمولها وننفقها في أوجه الخير، وبما لا يتعارض مع الشرع أو القانون والذي يحق لهم هذا السؤال هم الأعضاء الممولون وما دون ذلك فليس له حق حتي لو كان حسني مبارك «هقوله وأنت مالك».

هل جاء إعلانكم عن إنشاء حزب سياسي تفادياً لمطب التعديلات الدستورية.. أم أنه محاولة لإقناع الرأي العام بأن جماعة الإخوان راغبة في الاندماج في الحياة السياسية؟
ـ بداية أحب أن أوضح أن نية الإعلان عن حزب بدأت منذ الثمانينيات لك الظروف لم تسمح.
أما ما نحن بصدد الإعلان عنه فهو برنامج لحزب سياسي لن نتقدم به إلي لجنة الأحزاب التي نشكك في دستوريتها وشرعيتها ولن نعلنه من جانب واحد، وحينما تتغير الأوضاع ويكون هناك احترام للدستور واحترام للإنسان ولحرياته سنتقدم بحزب مدني ذي مرجعية إسلامية.

هل انتهيتم من إعداد هذا البرنامج؟
ـ نعكف علي إعداده حالياً وحينما ننتهي منه سنتقدم به إلي الرأي العام والنخبة والمثقفين حتي نستطلع آراء الجميع فيما جاء فيه.

ما أهم ملامح هذا البرنامج؟
ـ لا أريد أن أعلن عن أي كلمة فيه حتي ننتهي من إعداده بعدها سنرسل لكم بنسخة وستجدون فيها رداً علي كل استفساراتكم، رؤيتنا الاقتصادية، السياحة، الأقباط، المرأة.. إلخ.

ماذا عن العلاقات الخارجية تحديداً أمريكا و«إسرائيل»؟
ـ بالنسبة لعلاقتنا بالولايات المتحدة نحن نفرق بين الشعب الأمريكي ومؤسساته المدنية وبين الإدارة الأمريكية فنحن مع الشعب الأمريكي لكننا ضد الإدارة وممارستها وليس لدينا مانع من الحوار معها وفيما يخص العلاقات مع (إسرائيل) أنا «ماعنديش» حاجة اسمها (إسرائيل)، أنا أسميها عصابات صهيونية احتلت أراضي ليست لها، وقامت بعمليات إجرامية لا تتفق مع أي قوانين أو قيم أو أعراف فهي عندي ليست أكثر من عصابات وليس أمامهم سوي خيارين، الأول أن يعيشوا في الدولة الفلسطينية كمواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولكن إذا ما استمروا كدولة محتلة ودولة غاصبة فليس لهم عندنا إلا المقاومة، وللفلسطينيين الحق في أن يتعاملوا مع القضية بالصورة التي تحقق لهم ما يصبون إليه مع ثبات أهدافهم.

وماذا عن الاتفاقيات التي وقعت عليها مصر مع (إسرائيل)؟
نحن كإخوان نحترم كل الاتفاقيات الدولية التي تمت مع كل الدول الأجنبية، لكن معاهدة كامب ديفيد تحديداً وما تبعها من علاقات سياسية واقتصادية سنقوم بمراجعتها وعرضها علي الشعب في استفتاء فإذا رفضها الشعب «ألغيت، ذلك لأن المعاهدة وقع عليها نظام ديكتاتوري لم يأخذ رأي الشعب فيها.

هل تنوي الجماعة خوض انتخابات الشوري تحت شعار «الإسلام هو الحل» بالرغم من الحظر الذي فرضته المادة الخامسة من الدستور بحظر أي نشاط سياسي علي أساس ديني؟
ـ المادة الخامسة حظرت لكن المادة الثانية تنص علي أن «الإسلام هو الحل» وعلي أن الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وسنشارك في الانتخابات بشعار «الشريعة هي الحل» والمادة الخامسة لا تمنعنا أن نقدم الشريعة الإسلامية كنظام حياة بما تتضمنه من ديمقراطية وشوري واحترام للحقوق.
كما أن محكمة القضاء الإداري حسمت ذلك وأقرت شعار «الإسلام هو الحل» وسنطرح برنامجاً انتخابياً مبنياً علي الشريعة الإسلامية.

ألا تتوقعون أن يسبب لكم إصراركم علي خوض انتخابات الشوري وبشعار «الإسلام هو الحل» ملاحظات وضربات أمنية؟
ـ سواء خضنا الانتخابات أو لم نخضها وسواء استخدمنا شعار «الإسلام هو الحل» أو «الشريعة هي الحل» سنلاحق أمنياً فالضربات الأمنية ومصادرة الأموال لم تتوقف، لقد أطلقوا علينا الجماعة «المحظورة» «بقي كل الإخوان المسلمين دول بما لهم من ثقل سواء داخل مصر أو خارجها محظورين «نحن جماعة مشروعة ونستمد شرعيتنا من الشارع، هم تخيلوا أن الناس بلا عقول وستقتنع بما يروجوا له، لكننا نثق بالناس والدليل أننا نستطيع أن نكون بينهم، بينما هم يختبئون خلف أسوارهم المحاطة بجحافل الأمن المركزي والبوليس!!

ينظر إليكم باعتباركم البديل الجاهز للنظام.. هل تعدون أنفسكم لوراثته علي اعتبار أنه أوشك علي السقوط؟
ـ نحن لا نسعي لوراثة هذا النظام، فلا يوجد عاقل يسعي لوراثة نظام مثقل بكل هذه السلبيات. نحن نسعي لإعداد هذا الشعب أخلاقياً ودينياً وسياسياً وتلك مهمة ليست بالقليلة حتي نخرج بكوادر تستطيع إنقاذ هذا البلد من حالة التردي الأخلاقي والاقتصادي والتعليمي بعدها سنفكر في الدخول في غمار المنافسة لكننا الآن في طور المشاركة وليس المغالبة فلو كنا نفكر في المنافسة لخضنا انتخابات مجلس الشعب بـ444 مرشحاً.

أي مشاركة تقصد، مشاركة النظام أم المعارضة؟
ـ مشاركة الشارع الذي وثق فينا والمعارضة المحترمة. نحن نؤدي واجبنا تجاه هذا الشعب وعندما تنتهي الظروف سندخل في منافسة حقيقية مع الآخرين.. أما واجبنا اليوم فهو انتزاع حرية هذا الشعب من هذا الطاغوت.

ما آليات انتزاع تلك الحرية؟
ـ نحن نحاول أن نكون كوادر رافضة لهذا الأسلوب الهمجي حتي تنقذ الشعب من تلك السياسات المسلطة عليه للقضاء علي كل قيمة، فقد تحمل هذا الشعب الكثير نتيجة تلك السياسات الخاطئة والمتواطئة.. فقد غاب الخير عن هذا الأمة.

هل هذه هي الآلية التي من المفترض أنها ستؤدي إلي تغيير منظور؟
ـ نحن لا نقوم بهذا إرضاء لأحد، ولا انتظاراً لنتائج قريبة و>نما إرضاء لله فنحن نحمل دين ورسالة وتحملنا في سبيل ذلك الكثير.

جاري إعداد العدة لتمرير سيناريو التوريث؟
ـ «مقاطعاً»: يا لطيف.. يا لطيف.. لقد حسمنا موقفنا من ملف التوريث ورفضناه شكلاً وموضوعاً جملة وتفصيلاً ونرفض أن يتم نقل الحكم في مصر إلا بشكل دستوري وعن طريق ديمقراطي.

وارد أن يتم نقل السلطة لجمال مبارك بشكل ديمقراطي ودستوري؟
ـ ساعتها سيكون لكل حادث حديث.

هل تم تكليف د. عبدالمنعم أبوالفتوح بإدارة حوار مع المنشقين عن الجماعة والمجمدة عضويتهم بهدف إعادتهم؟
ـ نحن لا نفاوض أحداً، لأننا لم نفصل أحداً، حتي من أساء إلينا، وبابنا مفتوح للجميع، وكل فرد بعد عن الجماعة فعل ذلك بارادته وحريته ولموقف ورؤية هو يراها صحيحة، فالحبيب مختار نوح قال: «أنا الذي جمدت عضويتي» والأخوان أبوالعلا ماضي وثروته الخرباوي تقدما باستقالتهما برغبتهما وأنا بقولهم «الباب مفتوح واللي عايز ييجي.. ييجي».

وما حقيقة ما أشيع أن الدكتور أبوالفتوح أدار مفاوضات مع بعض رموز النظام قبل الإعلان عن خوضكم انتخابات الشوري؟
ـ هذا الكلام ليس صحيحاً فلم يحدث أن أدار عبدالمنعم أو غيره أي مفاوضات مع النظام وهذا الكلام يشاع منذ وقت لآخر لإثارة البلبلة.

وما حقيقة ما أشار إليه البعض بأن هناك انقلاباً صامتاً يقوده جيل السبعينيات ضدك؟
ـ هذا كلام ليس له أساس من الصحة، نحن جماعة مؤسسية ونتناقش في كل الأمور، ومن الوارد أن نختلف ونتباين ومن الوارد أن يصل خلافنا لدرجة أن يتهمني فيها أحد أعضاء المكتب بأنني حاد أو انفعالي وهكذا لكننا في النهاية نصل إلي اتفاق علي أمر محدد بالتصويت وبالإجماع لكن الأمن ينقل الخلافات فقط فهم يسمعون ما يدور بيننا من مناقشات فمكتب الإرشاد «علي الهوا» ويسرب ذلك إلي وسائل إعلامهم التي تصوره علي أنه انقلاب أو ثورة ضدي.

لن تحسم تلك الشائعات والخلافات إلا بحلول انتخابات المرشد المقبلة.. متي ستكون تلك الانتخابات؟
ـ اللائحة تعطيني الحق في الترشح لمدة أخري. المدة الحالية ستنتهي بعد أقل من ثلاث سنوات ولن أترشح مرة أخري مهما حدث وحتي لو أجبروني علي هذا فلن أقبل وسأكون المرشد السابق إن أعطاني الله العمر. ولو بيدي لاعتزلت الآن لكنه تكليف ومسئولية وأسأل الله أن يعينني عليه