ألق:

ليس ذنبي أنك "طفل" و لم ترى مجد العراق قبل عقدين، و ليس ذنبي أنك قليل الإطلاع على التأريخ العراقي لترى عمق التواصل بين الحضارات بالعراق (كأي مكان)، و ليس ذنبي أيضا هي ثقافتك المتعصبة للمكان حتى و إن كان بقعة ظلام. تسألني أنتَ ماذا قدم العراق، و أجيبك بأنه قدم مؤلفين و شعراء عظام (معاصرين)* و فنا و أفكارا و خاض حروبا** و عاش ثورات و أستنزف و تفاعل و بكى و أنتصر و زحف و نهض و أنكسر و أنتصب.. ألخ. ما أريد قوله أن العراق هو "حضارة حقيقية" تمر ككل حضارات الدنيا بأدوار كثيرة، مع محافظتها على جوهراها (خذ فرنسا و تأريخها مثلا)، و لكن بلد كالسعودية، ما يمكننا أن نصفه سوى قطعة أرض نفطية و بحالة جمود لا غير؟

ثقافتك البسيطة جعلتك تختزل العراق برموز محتقرة عراقيا (كجماعة البرتقالة)، و لكنك لا ترى التخلف الذي بلدك أو نسب السحاق و نسب الأميّة و الوحشية الإجتماعية. المهم أن يبقى عفنكم مستورا، و هكذا تكونوا أمّة القرآن ربما. يا سيد (أو سيدة): التخلف عندكم ليس كمثله تخلّف، و أبسط مثال و دليل هو ردّك الغاص جهلا و سطحية طفوليّة.


-------------

* هذه أسماء عراقيين أثروا تأثيرا جذريا على ثقافة العرب:

- الدكتور علي الوردي: واضع علم الإجتماع العربي الحديث.

- الجواهري: صنو المتنبي شعريا.

- السيّاب: واضع المدرسة الشعريّة الحرة عربيا.

- الشيخ المظفّر: أول من كتب كتابا بالمنطق منذ بن رشد و سماه "منطق المظفّر".

- محمد باقر الصدر: العقلية الفلسفية الفذّة و الأشد تأثيرا على الثقافة الفلسفية و الإقتصاديّة العربيّة.

- نازك الملائكة: أقوى شاعرة عربيّة ليومنا.

و هذا شيء يسير.


** عسكريا، يعتبر تعداد الجيش العراقي الرابع (بعد الولايات المتحدة) من ناحية العدد و القدرات القتالية حتى عام 1991. هذه معلومة شكك بها كثيرا (خصوصا دول الجبن الخليجية) و لكنني قرأتها بموسوعات عسكريّة كثيرة.


لذا أرجوك: كفّ عن مقارعة من لا تصلون لحذاء المجد عنده.