Arrayولكن لو جئنا بإنسان من مجتمع اكثر بدائية...حيث لاتوجد ملكية اصلا..هل يكون اخذه لممتلكاتي هو سرقة؟ من وجهة نظره لن تكون كذلك ابدا إذ انه لايعترف ولايعرف الملكية...إذن فهي ليست مرفوضة بشكل مطلق إلا من خلال " ذهنك" انت، وبناء على تصوراتك الاخلاقية انت بالذات، كنتاج لحضارة محددة.
[/quote]

لو نظرنا لطفل عمره سنتين أو ثلاثة، ماذا يقول عن ما بيده؟ يقول: This is mine! رغبة الإنسان في التملك متأصلة بداخله من البدء. النزعة الإنسانية الفطرية تدفعنا ليسيل لعابنا وراء ما في يد الآخرين. الأمير تشارلز كانت معه واحدة من أجمل جميلات العالم ومع ذلك لم يقنعه هذا وجرى كالكلب وراء واحدة أقل منها جمالاً وتسبب في كارثة على الصعيد الفردي والوطني والكوني أيضاً.. هذه إسمها الخطيئة والتي قال عنها القديس بولس "خاطئة جداً". والمسيحية تأتي لتعلمنا شيء ضد حب التملك وهو "التخلية" لأن إله المسيحية فقير في ذاته أي فقير في قدرته وقدير في فقره.

Arrayالضمير هو نتاج حاجات الجماعة في مكان وزمان محدد...والانسان في البدء لم يكن يملك حاجات "شريرة" ولذلك كان طيبا..لقد نتج الشر مع نشوء الملكية والتميز والانفصال الطبقي...
[/quote]

الرغبة الأنانية لدى الطفل من البدء ليست شريرة؟ ما هو الشر؟ أهو مجرد نكاح وزنى وعربدة؟ الشر هو أقسى من كل هذا وأسوأ شر الإنسان في اعتقادي هو الأنانية. الإنسان في البدء، أو في أي زمن من الأزمنة، يلازمه هذا الوباء ويبدأ حياته دوماً بكلمة أنا ويتعامل مع الآخرين لا بغيرية ولكن بـ "أنانية". نحن لسنا مطبوعين على الغيرية بصرف النظر عن الحضارة التي جبلنا فيها. بل حتى أجمل ما في الكون يقبحه الإنسان بالأنانية.. أنظر لسلوك العاشقين جنسياً وكيف يمكن أن تشوهه الأنانية! نحتاج لقدرة خارجة عنا، قدرة المسيح، لنسلك بغيرية.

شكراً على المقال الجميل بما فيه من مواد أنثروبولوجية قيمة.


Arrayعلى ضوء المجتمع البدائي والاخلاق البدائية، تكون الخطيئة وهم تم اختراعه في مراحل لاحقة، [/quote]

أعطيتك خلق "الأنانية" كنموذج يحاربني ومتأصل في ناموس أعضائي وما أشقاني بما ورثته إما عن أجدادي في المجتمع البدائي أو بما أنزع إليه سلوكياً. . . بجميع الأحوال أنا شقي ولكن أشكر الله لأنه خلصني بالمسيح يسوع ربنا.

Arrayوبالتالي فالخطيئة والجزاء جرى اختراعهم من اجل ان تتمكن قوى اعلى الهرم في المجتمع الهرمي من تسيير الامور وحماية مكتسباتها (التعبير الاخير ارعبني وذكرني بخطاب قائد بعثي).
[/quote]

دعنا من الجزاء ولا أريد من الله الجزاء.. ولا أريده من أي كائن من كان. ولكن الخطيئة واقع يلازم كتابتي لهذه الحروف.. مما يجب الإقرار به هو أننا لسنا في طبعنا الغيرية كما قلت.. عدم وجود الغيرية معناه أننا "خطاة". الأنانية المتأصلة فيّ كإنسان ليست وهم وليست اختراع بل هي داء عضال أشد شراسة في فتكها بي من السرطان. لذلك أحتاج أنا للخلاص والخلاص لا يأتيني من داخلي ولكن من جابلي وفاطري وغاسلي بدماه: ربي يسوع المسيح.

شكراً جزيلاً على فرصة الحوار معك. المسيح معك.