هل بدات ايران تشعر ببريق السلاح الامريكي ؟
تقرب إيراني من العرب أم مؤامرات جديدة?
يذكرنا الغزل الإيراني للبلاد العربية بحادثة جرت فعلاً في بلد من بلدان هذا الوطن العربي: رجل تزوج ابنة عمه, وأحبها وأحبته وعاشا الحب بأجلى صوره وأحلاها لمدة سنتين, وفي يوم من الأيام أراد الرجل الذكي ممازحة زوجته الحبيبة وبيده عصاً غليظة, فضربها بعصاه على رأسها فماتت, وتطالعنا في هذه الأيام أخبار حب إيراني عميق للأمة العربية جمعاء, ولا سيما لعرب الجزيرة العربية والعراق وسورية ولبنان وفلسطين, ولا يخلو هذا الحب من غزل رفيع, أجارنا الله وحمانا من هذا الحب وهذا الغزل, وأغلب ظننا أنه من نوع ذلك الحب الذي كان ذلك العربي يحمله لابنة عمه ..وإيران تحبنا حتى الموت وتقصد موتنا لا موتها. غريب هذه العلاقة بين إيران والعرب منذ أقدم العصور منذ كان الأكاسرة مغرمين بملوك ما بين النهرين, ولحبهم إياهم بنو قصر المدائن في أرض عربية واحتلوا العراق, لا لشيء إلا للبرهان بالأدلة القاطعة على حب إيران للعرب. وأظهرت حبها وإخلاصها مرة ثانية بضم الأهواز إليها لتشم رائحة المحبوب عن كثب.
و قوي الحب ذو الجذور العميقة حتى أضحى رومانسياً فسمت الخليج العربي بالخليج الفارسي, وما المانع? أهناك فرق بين المحبين? وتجلى الحب بأجلى وأحلى صوره حين احتلت الجزر العربية الثلاث "أبو موسى, وطنب الكبرى, وطنب الصغرى".
وحين ثار العرب يطالبون بهذه الجزر استغربت إيران وكأنها تقول للعرب بلهجة المستهجن? أين الحب يا عرب.. ألسنا أحباء ? ألستم تحبوننا ? ألا تثقون بحبنا لكم? تماماً كحب العربي الذي ذكرناه لابنة عمه فضربها بعصاه الغليظة حتى قتلها.
ونحن اللبنانيين العرب قلباً وقالباً وأصلاً وانتماءً, أخشى ما نخشاه من اختيار إيران المحبة للبلاد العربية أن يكون هواها وغرامها هذه المرة للبنان واللبنانيين فيصيبنا ما أصاب تلك المرأة بضربة عصا لا لشيء إلا لأن زوجها يحبها.
أدرك العرب في كل أقطارهم, وأدرك اللبنانيون العرب حب المحب للحبيب وعرفوا جميعاً أنه حب القضم والاحتلال, وليكن هذا القضم أو الاحتلال في أي بقعة وأي أرض من الأرض العربية, سواء كانت صغيرة أم كبيرة, غنية أم فقيرة لا يهم إنما هي عربون الغرام وعلامة الهوى الجارف. الحقيقة الواضحة لكل ذي عينين أن المطامع الإيرانية في الوطن العربي لتشكيل الإمبراطورية الإيرانية على حساب العرب لا تنتهي ولا تقف عند حد, ولنتلق الضربة تلو الضربة أو لنحزم أمرنا ونوقف العدو اللدود بالقوة عند حدوده, فهذه هي اللغة التي يفهمها, وهذا هو الموقف الذي يردعه ويعيده إلى حجمه.
فيا حماة الوطن العربي, لا تتهاونوا ولا تتساهلوا مع هذا الجار, وإن ظهر آلاف المرات بنعومة ملمسه وطراوة جلده, واستفيدوا من قول الشاعر العربي:
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطبُ
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي
العلامة السيد محمد علي الحسيني*
:Asmurf:
|