بعد سقوط غزة العين على سوريا وايران!

"كان الله في عون الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا بشار الاسد اذا ما حاولتا انقاذ حركة "حماس" الاسلامية الفلسطينية وجمهورها بعد سيطرتها بالقوة العسكرية على قطاع غزة او بالاحرى اذا ما بادرتا الى تقديم كل انواع المساعدات التي تحتاج اليها". هذا ما علّقت به قبل يومين مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة، بعضها اميركي، على نجاح "حماس" في كسر حركة "فتح" في قطاع غزة والسيطرة عليه كاملاً، واضافت "ان النصر الوهمي وغير العملي بل الدونكيشوتي الذي حققته "حماس" افاد كثيرا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس المقيم في الضفة الغربية حيث السيطرة لـ"فتح" ولكن حيث وجود "حماس" ليس قليلا على الاطلاق. وافاد الإنتصار نفسه ايضاً الادارة الاميركية وتحديداً الرئيس جورج بوش واسرائيل وتحديدا حكومة ايهود اولمرت ومصر حسني مبارك وأردن الملك عبدالله الثاني". وقالت: "سيُحاصر الاسلاميون الاصوليون المتطرفون بقيادة "حماس" في غزة من العرب وغالبية المجتمع الدولي. لكن هؤلاء سيحرصون رغم تشديدهم الحصار على تجنب اي ازمة انسانية في القطاع نتيجة ذلك. وسيدفع ذلك الاصوليين، على تنوعهم، الى التأكد من انه لن يكون لهم مستقبل سواء في غزة او في الضفة. كما سيدفع سكان القطاع الى العيش في ظل معاناة شديدة وقاسية الى ان يقرروا نتيجة البؤس الذي سيجدون انفسهم فيه ان لا حل امامهم سوى الانتفاض على حكامهم الاصوليين، اي على حركة "حماس" وسائر التنظيمات الاصولية الرافضة العاملة سواء معها او في ظلها. أما التركيز منذ الآن، علماً انه بدأ فور اعلان "حماس" انتصارها، فسينصب" استنادا الى المصادر نفسها "على ايران الاسلامية وسوريا لمعرفة اذا كانتا ستتدخلان على نحو ملموس في الوضع الفلسطيني الجديد والمتفجر والخطر الذي خلفته "حماس" وذلك بغية مساعدتها. والتدخل الذي يرصده الاميركيون والغرب والمجتمع الدولي ومعهم اسرائيل يمكن ان يكون في مكان من ثلاثة او في الثلاثة معاً. الاول، لبنان حيث يد كل من دمشق وطهران "طايلة" مباشرة وعبر الحلفاء من لبنانيين وفلسطينيين وحيث يمكن التسبب بازمات سياسية وصدامات عسكرية كالتي شهدها مخيم نهر البارد ولا يزال منذ قرابة خمسة اسابيع. والثاني، هو اسرائيل عبر استهداف بعض مناطقها الحدودية بالصواريخ سواء من غزة او من لبنان، وكذلك عبر عمليات انتحارية (استشهادية) ومحاولات خطف رهائن. اما المكان الثالث فهو المملكة الاردنية الهاشمية التي رغم النظام الامني الحديدي فيها تبقى قابلة لاختراقات ناجحة ذات طابع ارهابي كما حصل اكثر من مرة في السنوات القليلة الماضية".
كيف تقوّم المصادر الديبلوماسية الغربية المطلعة نفسها التي بعضها اميركي عملية استيلاء "حماس" على قطاع غزة؟
انها تعتقد ان "حماس" بالغت كثيراً في قيامها بهذا العمل ولم تدرس عواقبه جيداً. فالقطاع اشبه ببحيرة مقفلة لا تستطيع ان تغادرها فضلا عن ان حدودها البرية مع مصر واسرائيل ستغلق باحكام. اما حدودها البحرية فستتعرض لحصار شديد. اما السلطة الوطنية الفلسطينية فستتلقى الكثير من المساعدات الاميركية والاوروبية والدولية ومستحقاتها من الادارة الاسرائيلية، وكل ذلك كان ممنوعا بسبب حكومة عباس هنية "الحمساوية" الاولى، ثم حكومة الوحدة الوطنية الثانية. كما ان المحادثات بينها وبين حكومة اسرائيل ستعاود بشيء من القوة بعد رجوع رئيسها ايهود اولمرت من زيارة رسمية للولايات المتحدة. وعندما تبدأ هذه المحادثات ويتضح انها تركّز على السلام، فإن سوريا بشار الاسد ستجد نفسها امام خيارات ضيقة اهمها اثنان: الأول، التحرك سريعاً للانضمام الى عملية التفاوض. والثاني، الانتظار. علما انها لا تستطيع الانتظار طويلا، ربما بضعة اسابيع.
كيف ستتصرف اميركا والمجتمع الدولي في حال استعملت ايران الاسلامية وسوريا لبنان لصرف الانظار عمّا جرى في غزة ولمساعدة حكامها الجدد اي اصوليي "حماس"؟
تتساءل المصادر نفسها اذا كانت هاتان الدولتان تدركان "الصلة" بين ما حصل في غزة والاوضاع المتأزمة في لبنان والازمة الفلسطينية عموما. وبما ان لكلتيهما يداً في كل ما حصل ويحصل في غزة ولبنان فان تصرفهما سيخضع لمراقبة شديدة في الاسابيع المقبلة. فاذا حاولتا تأجيج الصراع في المكانين، فان سوريا بشار الاسد قد تجد نفسها في مواجهة تدخل عسكري اسرائيلي مدعوم كليا من اميركا والرباعية الدولية ودول الخليج العربية. اما لماذا ينحصر "العقاب" بسوريا، فلأنها الاضعف وتحديدا اضعف من ايران. طبعا يدرس المسؤولون الايرانيون الاجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة الوضع المستجد المشار اليه اعلاه، ويتشاورون في شأنه مع حلفائهم العرب الذين يبدو انهم صاروا واعين تماماً الخطر عليهم الذي يرتبه التحالف السوري - الايراني والدعم الذي يقدمه هذا التحالف الى كل المتطرفين الدينيين في المنطقة والذي يهدد انظمتهم على نحو جدّي. لذلك فإن طرفيه، ولا سيما السوري، سيدفعان ثمناً باهظاً لاستغلال ما حصل في غزة اذا قررا ذلك.

سركيس نعوم :Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	كيف ترى تأثير انهيار الإخوان المسلمين في مصر على حماس ؟	فلسطيني كنعاني	10	1,362	07-04-2013, 02:17 PM آخر رد: فلسطيني كنعاني
	هل تطلب حماس سيناء كوطن بديل ؟	بهجت	0	744	06-29-2012, 04:13 PM آخر رد: بهجت
	حماس الكلب الذي عض يد صاحبه	observer	53	10,625	03-11-2012, 10:03 AM آخر رد: observer
	هل من حق حماس أن تخون النظام السوري ؟	لواء الدعوة	5	1,744	02-01-2012, 12:29 AM آخر رد: خليل خليل
	"حماس" في غزة": أخبار وطن منكوب بأبنائه !!!	العلماني	6	1,682	01-20-2012, 03:00 PM آخر رد: vodka