الفاضلين عبد المسيح والسرياني تحية طيبة وبعد:
إن شاء الله أجعل هذه المداخلة نجمع فيها ما تكرر وما تشتت في هذا الحوار بيننا حتى لا يتوه القارئ وهي نقاط ليست بالكثيرة ولا بالعسيرة إن شاء الله وبيانها كالتالي :
أولاً : بالنسبة للشرائع السابقة لشريعة موسى عليه السلام
أحب أن أوضح هنا نقطة مهمة وهي رفض الزميلين الفاضلين عبد المسيح والسيرياني لأن يكون هناك شريعة سابقة لشريعة موسى عليه السلام
وفي هذا يقول السيد عبد المسيح هكذا :
Arrayعزيزي آيام آدم و نوح لم تكن هناك شريعة لكي نقول ان شريعة موسى نسختها بل كانت البشرية في بدايتها و طبيعي أن هذه الحالة لا تعتبر ناسخ و منسوخ لانها مقارنة بين مرحلة اللاشريعة و الشريعة .[/quote]
وقال أيضاً
Arrayعزيزي الله وضع بداخلنا عنصر هام أسمه الضمير الانساني او الفطرة الانسانية و هي تمثل الدين الداخلي داخل مل منا
هذا الدين اسمه ( الانسانية ) و قد علق على ذلك الكتاب المقدس في رومية
رومية 2 : 14لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ 15الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً 16فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
فالله وضع بداخلنا هذا الناموس قبل الناموس المكتوب و هذا الناموس ( الداخلي ) متوافق مع الوصايا العشر فالانسان
بدون شريعة مكتوبة مفصلة قادر عن طريق الفطرة الانسانية و الضمير ان يعرف الحق من الخطأ لانه كائن عاقل .[/quote]
والزميل الفاضل السيرياني رفض وجود شريعة سابقة فقط لأنه لم يرد ذكر لهذه الشرائع في الكتاب المقدس تحت إسم مثلاً ( شريعة إبراهيم أو شريعة نوح أو شريعة آدم ... إلخ . )
وهذا إن لم أخطئ هو مجمل رأي الزميلين الفاضلين وبناء عليه أقول إن الزميلين يريدان القول أن الله ترك البشرية بلا حلال ولا حرام من عهد آدم حتى موسى عليهما السلام ! وبناء عليه فإن البشر بهذه النظرة كانوا ( علمانيين ) أو( لادينيين )وهكذا تركهم الله يفعلون كل ما يحلوا لهم وما لا ينافي فطرتهم بحسب كلام الفاضل عبد المسيح لم يفسر لنا الزميل ماذا إن كان هؤلاء الناس يستحلون فعل معين ينافي الخير ؟؟؟
على سبيل المثال هناك أمم تستبيح الكفر بالله ولا تجد في ذلك مخالفة لفطرتها بل هي أمم بكاملها ذكرها الكتاب المقدس
وكانت هذه الأمم تقدم الأطفال كذبيحة لتلك الآلهة وكذلك فعل اليهود ولم تردعهم فطرتهم التي قال عنها الزميل حتى جاء الأنبياء ليحذروهم ويعيدوهم إلى الحق وهو عبادة الله الواحد الأحد .
أحاول أن أوصل الفكرة بأن معنى الشريعة أو التشريع هو ما أمر الله به عباده بمعنى إفعل أو لا تفعل عن طريق الرسل ولا أعتقد أن الزميلين يخالفاني في هذا
ولا يعقل حينها أن الله ترك الناس من عهد آدم إلى عهد موسى عليهما السلام دون أن يقول لأي نبي إفعل أو لا تفعل ؟!!! هذا صعب التصديق
في رد الزميل على موضوع أن زواج الأخوات كان مباحاً قبل شريعة موسى ثم أصبح حراماً في شريعة موسى قال هكذا :
Arrayتعليق مكرر سبق و جاوبناه أن ايام يعقوب لم تكن هناك شريعة مكتوبة و كانت البشرية محدودة العدد .[/quote]
وهذا مما لا شك أنه خطأ وغير صحيح ومجرد محاولة تهوين الأمر من الزميل فالبشرية أيام يعقوب عليه السلام كانت بالملايين إن لم يكن أكثر وتستطيع أن تراجع الأعداد المذكورة سواء لبني إسرائيل أو للشعوب المحيطة بهم في الكتاب المقدس بعد ذلك بأجيال قليلة جداً لتكتشف أعداد البشر أيام يعقوب عليه السلام .
موضوع زواج الأخ بالأخت مقبولاً نعم حينما كان عدد البشر لا يسمح التكاثر إلا بهذا لكن بعد أن أصبح البشر بالملايين فلا معنى لهذا أبداً
لا شك أن الله كان يحل الحلال ويحرم الحرام على هؤلاء الأنبياء والرسل في زمانهم وإلا كيف استباحوا أمور وحرموا أخرى ؟؟؟
ما يقبله بشر ويرضى به قد لا يقبله ولا يرضى به بشر آخر وهذا واقع يعايشه الجميع فالاعتماد على موضوع ( الناموس الداخلي ) هذا لا ينفع هنا أبداً ولا مهرب من أن هناك أوامر لله لهذه الأمم . فهناك من الشواذ من يرون هذا مرضياً لهم ويسعدهم وهم بالملايين قديماً وحديثاً ولا يشكل ذلك أي شعور بالذنب لديهم فأين ذهب ناموسهم الداخلي وكيف سيحاسبهم الله مع كون نموسهم الداخلي يقبل هذا وكذلك القتل والكذب والنميمة والسرقة إلخ ....؟؟؟
إذاً لا شك أن الله أحل الحلال وحرم الحرام لأمم قبل أمة موسى عليه السلام وإن لم يكن ذلك مكتوب نصاً في الكتاب المقدس ولكنه يُفهم من نصوص التحريم فيما بعد .
ولا يستطيع عاقل أن يتخيل أن الله ترك كل الأنبياء وأممهم يفعلون ما يستحلونه من وجهة نظرهم ولا يفعلون ما لا يستحلونه ما النظر لاختلاف رغبات البشر وأهوائهم تحت دعوى الناموس الداخلي دون أن يكلف نفسه عناء إعلامهم بالحلال والحرام وهو أبسط مقومات التدين فما بالك بمن يزين الشيطان له فعل الحرام ؟؟ وماذا إن كانت ناموسه الداخلي يريه الخير شر والعكس ؟؟؟
هذا أمر غير معقول وللقارئ الحكم على هذا
شريعة اليهود كانت لليهود بما يناسب ظروفهم وما يُصلح حالهم وهذا لا يمنع أبداً أن يكون السابقين لهم شرائع تناسب ظروفهم وتُصلح حالهم .
الخوري أنطوان الدويهي يذكر شريعة نوح في مقالته هنا :
http://www.paulfeghali.org/text.php?id=2974
يتبع بإذن الله