Arrayلنبدأ من النهاية للبداية حيث الزميل إبراهيم الذى قلب الدنيا بدلاً من أن يصلحها
عزيزي الأمر يتمثل في قولك ان العصمة هي الرساله وليس اللفظ الذي لقبته (( بالصناعه البشريه ))
وللأسف عزيزي هل نسيت ان الرساله لاتعرف إلا باللفظ
وكيف عرفت المعاني السامية بدون ألفاظ تدل عليها ... وإلا فما حاجه اللفظ إذاً ؟!
[/quote]

الأخ العزيز:

عندما أقول لك إن اللفظ "صناعة بشرية" فهو حقاً صناعة بشرية ولا يحتاج له إلا البشر. الله ليس في حاجة بالمرة إلى نطقنا وتراكيبنا اللغوية. الله لا يصنع المعول أو الفأس ولكنه يصنعني ويصنعك ونحن نصنع المعاول والفئوس.

نعم، معك حق؛ الرسالة تعرف باللفظ ولكن الرسالة بذاتها معصومة ولكني لا أنتظر من اللفظ أن يكون معصوم. سأعطيك مثال: رسالة القرآن في نظري يمكن أن تكون معصومة ولكن اللفظ قد يأتيه "اللحن" والذي ربما تضطر أن تقيمه العرب بألسنتها. ماذا يضير الرسالة وإنْ أتاها اللحن؟ الرسالة كفيلة بهداية المسلم لطريق الصواب والرشاد وما اللفظ ومفرداته وتراكيبه إلا وسيلة. حقاً؛ أجمع جميع اللغويون على أن اللغة ما هي إلا وسيلة وليست غاية بحد ذاتها. للأسف قام الساميون على اختلافهم بتقديس لغاتهم وجعلوا اللغة مساوية للرسالة وهنا يحدث الخطأ في نظري. سأعرف المعاني السامية في القرآن الكريم أو في الـ أوبانيشاد من الرسالة ذاتها واللغة هنا وسيلة التعبير. اللفظ ليس مقدس بذاته، من وجهة نظري ولكن في الرسالة التي يحملها. هبّ مثلا أن الرسول الكريم محمد عليه السلام يعيش في زماننا وأمامه الكمبيوتر وكل هذه التقنية الحديثة. أتراه كان ينشغل ببديع البيان وهو عنده ما هو أهم من البيان وهو مراقبة الله في السر والعلن وإحسان ذي القربى وإقامة قوام الدين وهو المعاملة؟ أرجو أن طريقة عرضي تكون موفقة في توصيل فكرتي، وهي مجرد قراءة من بين قراءات مختلفة، وشكراً جزيلا على ردك المهذب اللطيف. تحياتي لك سيديّ.