عزيزي الجندي:

من السهل أن تحكم على الملحد من خلال أنه إنسان لا يفقه لمجرد أنه لا يؤمن بالله. لكن هل قرأت أنت أو كاتب المقال شيء من فلسفة برتراند رسل؟ وأبيقور؟ الحكم على الإلحاد وربطه مباشرة بالبرسيم فيه ظلم ويدل على أن هناك فجوة ضخمة في الحوار ولم يتسنى لمن يلقي التهمة عبور جزء صغير منها. أعز أصدقائي هم الملحدين وعندما أريد حكم عقلي دقيق أعرف أن الملحد سيكون أكثر الناس تدقيقاً في حكمه. في الحقيقة، الملحد الأمين في إلحاده أشرف من المؤمن الذي يزخرف الواقع ويسميه بأسماء بخلاف واقعها الأصلي. هناك شيء ما يجب أن يجبرنا على احترام إنسان صادق أمام نفسه لأقصى حد ويطالب بالإقناع العقلي المادي المحض.. كيف نجروء أن نقف أمام إنسان مثل هذا ونقول له أنك تتعاطى البرسيم و"حمار" لمجرد أننا نحسن إلقاء الشتائم جزافاً؟ هل هي القدرة على إلقاء الشتيمة أم بناء حوار أخوي صادق؟