وفاة طفل مصري بعد أيام من إطلاق سراحه من الإعتقال
GMT 5:45:00 2007 الإثنين 13 أغسطس
بي. بي. سي.



--------------------------------------------------------------------------------


القاهرة: أفادت الأنباء الواردة من مصر بأن طفلاً يبلغ من العمر 13 عامًا توفي في بلدة المنصورة بعيد أيام فقط من إطلاق سراحه من الإعتقال لدى الشرطة. وأضافت الأنباء أن الطفل محمد ممدوح عبد العزيز كان قد إعتُقل بعد أن دارت حوله شكوك لدى الشرطة بارتكابه سرقة. ونُقل عن أسرة عبد العزيز قولها إنها تقدمت بشكوى رسمية ضد الشرطة، زاعمة أن الطفل تعرَّض للضرب المبرح أثناء وجوده في المعتقل.

سرقة بقالية

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن أسرة عبد العزيز قولها إن الطفل كان قد اعتُقل قبل حوالى عشرة أيام مع أخيه الأكبر بعد أن ارتاب عناصر الشرطة بأمرهما معتقدين بإقدامهما على سرقة بعض الأشياء من متجر محليَّ. وأضافت الوكالة أن الشرطة أخبرت أفراد الأسرة يوم الخميس الماضي بأن يحضروا ويأخذوا طفلهم من مركز الشرطة الرئيس في المدينة، ولكنهم عندما رأوه قرروا نقله على الفور إلى المستشفى حيث فارق الحياة في وقت لاحق. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن الطفل كان قد فقد وعيه خلال فترة اعتقاله لدى الشرطة، بسبب ما اعتُقد تعرضه للضرب المبرح.

ممارسة مألوفة

يُذكر أنَّ جماعات حقوق الإنسان تقول إن التعذيب أثناء الإعتقال هو من الممارسات المألوفة في مصر. فقد قالت منظمة العفو الدولية، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، إن التعذيب أثناء الإعتقال يجري بانتظام في مصر، وأنه في أغلب القضايا لا يلقى الجناة عقابهم. كما كشفت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان يوم الأربعاء عن 567 حالة تعذيب تعرَّض لها معتقلون لدى الشرطة المصرية منذ عام 1993، نجم عنها 167 حالة وفاة.

وقات المنظمة إن تقريرًا أعدته في هذا المجال بُني على شهادات فرديَّة وقضايا قانونية وتقارير طبية وشرعية، حيث كُشف النقاب عن 26 حالة تعذيب هذه السنة وحدها، نجم عنها ثلاث حالات وفاة. وكانت الأنباء قد تحدّثت في وقت سابق من هذا العام عن إعادة السلطات المصرية اعتقال أحد المواطنين بسبب تحدثه لوسائل الإعلام عن معاناته في المعتقل.

قصَّة إيهاب

وقالت أسرة إيهاب فاروق إن الأخير وقع "ضحية لتعذيب واستغلال الشرطة له"، إذ إنه تعرَّض خلال اعتقاله للضرب على أيدي رجال الشرطة. وظهرت صور فاروق لأول مرة على الانترنت، إذ إلتُقطت له بوساطة هاتف نقال وظهر خلالها وهو يتعرض للضرب تكرارًا من قبل عناصر الشرطة. ونشرت إحدى الصحف قصة فاروق على صدر صفحتها الأولى.

يُذكر أنَّ مسلسل أحداث التعذيب في مصر حظي بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام، وقالت عنها جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان إنها جزء من نهج جديد في مصر ينذر بالخطر. وقد اعتبرت الحكومة المصرية مثل تلك الأحداث "حالات منعزلة"، وقالت إن عناصر الشرطة الذين يثبت تورطهم بارتكاب أعمال وحشية تجري محاكمتهم.

"مقاومة السلطات"

وكانت محكمة مصرية قد قضت بالسجن ثلاثة أشهر على رجل كان اتهم الشرطة بالاعتداء عليه جنسيًا وذلك بعد إدانته بمقاومة السلطات في سياق اتهامات تتعلق بالواقعة نفسها. وأصبح عماد الكبير، وهو سائق حافلة صغيرة بالقاهرة، شخصًا شهيرًا بعد نشر شريط فيديو على مواقع للمدونات المصرية على شبكة الإنترنت في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي يظهره ممددًا على الأرض، وقد تعرى نصفه الأسفل بينما يقوم أشخاص لم تظهر وجوههم بوضع عصا في مؤخرته. وقال محامي عماد إن موكله تعرض للتعذيب من قبل ضباط شرطة في يناير / كانون الثاني 2006 في مركز للشرطة بمنطقة بولاق الدكرور بعد محاولته التدخل في مشادة بين شرط واحد أقاربه.

أشغال شاقة

وقد أدانت المحكمة عماد وحكمت عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر مع الأشغال الشاقة "لمقاومته واعتراضه السلطات واعتدائه على شرطي". وقد أكد المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، المدعوم من الحكومة المصرية، في تقرير له العام الماضي حدوث حالات تعذيب لمصريين تحت الاعتقال.

فقد أوضح المجلس أن من ممارسات التحقيق المألوفة في مصر قيام أجهزة الأمن باعتقال كل الاشخاص الذين يتصادف وجودهم في مسرح الجريمة وتعذبهم حتى تنتزع المعلومات منهم. وأضاف المجلس أن المشتبه فيهم في أقسام الشرطة المصرية يتعرضون للصدمات الكهربائية والتعليق من الأرجل والأذرع في السقف والضرب بالهراوات والسياط وأعقاب البنادق.