Arrayلكن مايفعله " سيدنا " المطران هو نفي الوحي من جذوره ونكران أمر الله بالاستيلاء على كنعان ... على الاقل هذا مافهمته انا ...

يقول ان يشوع بن نون " عنف امر الرب " ، قد يكون محقا في هذا وان يشوع استغل الامر الالهي لينتقم من الكنعانيين ، فهو بشر كغيره ، لكن سيادة المطران لم يقل لنا

هل امر الله بالاستيلاء على كنعان ام لا ؟

وان كان امر بهذا ، ماهي الوسيلة التي اقرها لاحتلال كنعان ؟
[/quote]

عزيزي السرياني:

المطران لا ينفي الوحي من جذوره. ولكن هناك أفعال منسوبة إلى الله ولا تتفق وجوهر الله الحقيقي. الله الحقيقي لا يهمه انتصار شعب على شعب آخر ولا غزو شعب لأرض دون أرض أخرى.. ما يقوله جورج خضر يأتي موافق لصوت الضمير وهو ما أميل لقبوله كذلك. كيف يأمر الله بالاستيلاء على كنعان؟ كيف؟ الله يأمر الناس بالغزو والسلب والنهب؟ يشوع نسب العنف للرب والرب في طبيعته لا يأمر أحد بالعنف أو الغزو. كثيرا ما يفعل الناس أفعال وينسبونها إلى الرب ليبرروها يمرروها من تحت الطرابيزة. إلى الآن يعايرنا الملحدون والمسلمون على حد سواء بأن عندنا كتاب ينتصر فيه يهوه بحروبه لغزو البلاد وعلى أساسها قامت مأساة إسرائيل، ولهم الحق. هل الله الحقيقي الذي أقدمه للملحد أو للمسلم هو الإله الذي يأمر بالغزو والسلب والنهب؟ وإذا بماذا يمتاز هذا الإله على الإله في الإسلام؟ الإثنان إذا يستويان وكما نقول في مصر "ماجابتش حاجة من عند دار أبوها". نظرة جورج خضر تخرج الموقف من مأزق ولو راجعت كلامه لوجدت أنه أكثر صدقاً مع الضمير الإنساني وهو يحاول استكشاف طبيعة الله الحقيقية كما تجلت له في فهمه للمسيح. أرجو أن تدقق النظر في كلام جورج خضر مرة ثانية هو يكتب كل كلمة في محلها بعد تدبر دقيق:
"من مصلحة إسرائيل في سفر يشوع بن نون عنف أمر الرب به لأن اليهود أرادوا هم أن يبيدوا الكنعانيين. الله ما كان همه أن يفتح لهم كنعان ولا يفتح بلداً لأحد وما له جيوش. "

سؤال: هل أراد اليهود أن يبيدوا الكنعانيين؟
وهل أرادوا غزو أرضهم؟

وألم تتكرر مأساة قيام دولة إسرائيل بنفس الطريقة؟

وهل الله الحقيقي خالق البشر، والذي يشرق بشمسه على الجميع ويغدق الخيرات على الجميع، يهمه إبادة عرق وهو خالقه؟ وهل يهمه غزو قوم لأرض قوم آخرين فيسيل منهم الدم حتى الجبين؟

لو نظرنا في مأساة إسرائيل لوجدنا التاريخ فيها يعيد نفسه وهذه المرة مدعوم من الصهوينية المسيحية والتي تستخدم الكتاب المقدس بشكل حرفاني وكأنهم أمام "صندوق الدنيا" ويضغطون على أية بزر ما الأزرار وتطلع لهم الآية التي تروق لهم لتحقيق مآربهم الدنيوية.

الله الحقيقي لا يشبع شهوات البشر الدنيوية وإنما ملكوته في القلوب.. ملكوت الله داخلكم.