عزيزي السرياني،

شكرا لمداخلتك اللطيفة.

أنا لا أرى أنها من أوامر الله بتاتا. فالله لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفضل شعباً على شعب، أو يميز فرداً عن فرد. ولا يمكن لله بأي حال من الأحوال أن يأمر بقتل شعب كامل أو مجموعة كاملة لمجرد أنها لا تؤمن به.

المسيح قال: "قيل لكم العين بالعين... أما أنا فأقول"، لكنه لم يقل: "الله قال لكم قديما: العين بالعين... أما الآن فأقول لكم"

أنا أعتقد أن الصورة واضحة. فالأمر ليس أمراً إلهيا بل تحريف بشري. أما الأمر الإلهي فقد جاء مع يسوع لتصحيح ما سبق.

بل إن المسيح قال بالحرف الواحد: "موسى رخّص لكم لأنكم قساة الرقاب. أما في البدء فلم يكن كذلك". وهذا كان بشأن قضية الطلاق.

إذن، فنحن أمام حالة صريحة وواضحة، تم فيها تغيير وتعديل الأوامر الإلهية لإرضاء البشر. ولكن الأمر لا يتعلق حصريا بقضية الطلاق، بل بكل مرة يقول يسوع: "قيل لكم... أما أنا فأقول لكم".

إنها شريعة جديدة، إنها الشريعة الإلهية الوحيدة.

وهذا دليل على أن العهد القديم لا يروي إلهيات فقط، بل يروي -كما كنت ولا زلت أقول دائما - امتزاج خبرة البشر إزاء تعاليم الله. أي أننا نجد شريعة إلهية ومعها التطبيق البشري.

-------

هنا نأتي إلى قضية إهلاك الله للناس في جهنم. وهي قضية مختلفة تماما عن إهلاك بعض الناس هنا وهناك بطوفان لم يحصل أصلا أو بحرب مع العبرانيين سببها مطامع بشرية بحتة.

فالمسيح يقول: الآب لا يدين، بل ترك الدينونة للابن. وفي موقع آخر يقول: ولا الابن أيضا يدين.

فلمن الدينونة إذن؟!

الأمر واضح: الإنسان يدين نفسه بنفسه وذلك بواسطة أعماله وخياراته.

الأمر لا يبدو بسيطا في البداية. ولكن تأمل فيه وقل لي رأيك.

تحياتي القلبية