صديقي ابن العرب:

المشكلة هي، كما تعرف، تكمن في قراءات يقدم كل واحد فيها رؤيته لما يتصور الإله عليه. كثيرا ما قلنا مثلا أن الله هو القادر ويبطش ورب الجنود وكل هذه التصورات موجودة حتى في الكتاب المقدس ولكن تخلينا عنها لا يكون بسهولة لأن الناس تخاف وتخاف لئلا يحل بها غضب من الله على الهرطقة المزعومة. أقصى ما نخشاه هو أن يقول أحد علينا هرطوقي. ولكن أليست العلاقة بالله هدفها الصلاة؟ أليست هدفها الاتحاد بالله؟ ماذا يضير لو قلت لربي أنا ربك وأنت عبدي؟ أليس ما بين العاشقين هو سر بينهم والألفاظ ليست بالضرورة هي المعيار؟ باعتقادي الرب يريد لنا الحرية فنتحرر في حبنا له وفي خوفنا منه. الناس مشكلتها هي الخوف من الله وأقصد هنا الخوف الغير صحي وهذا بدون شك مخلفات الإنسان البدائي فينا. من أحب الله لا يخطيء ليس لأنه يخشى الجحيم أو العقاب ولكنه سيكون حاله مثل يوسف القائل: كيف أصنع هذا الشر العظيم إلى....إلى مين يا ربي؟ إلى الله شخصيا وأخطيء؟ يستحيل أن أجرح مشاعر الله. لو انطلقنا ولسان حالنا هذا لكانت نظرتنا لله بعيدة عن ذلك الخوف المقيت الغير صحي. الكتاب المقدس ليس كتاب تاريخ وليس كتاب أحكام وفرائض أو كتاب الدين المسيحي بل هو كتاب الصلاة. لا نريد كتاب الدين المسيحي ولكن نريد الله نفسه. لهذا أحب كتب من نوعية "إلهي لا نفع له" لـ شارل دولييه وغيرهم ممن يدخلوننا في قلب الله مباشرة. تحياتي لك يا ابن العرب. على فكرة، البابا بندكتوس، وليس البابا حسني مبارك كما تسميه، ههههههههه، أصدر كتاب في الأسواق الآن عن المسيح وكعهده كتبه دائما دسمة. هذا الرجل معلم لاهوتي غير عادي.