{myadvertisements[zone_1]}
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #18
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس
الشيخ: هنيئًا مريئًا يا جماعة!
القس: شكرًا يا شيخ. كرمك هذا لن يثنيني عن إبداء رأيي بكل حرية.
الشيخ: نعم. لا علاقة بالكرم والمجاملة في العقائد.
القس: اسمحا لي بالعودة قليلًا فقد اقتحم علينا السيد عماد مجلسنا وسمعته يهمس بما كنت سأثيره.
الشيخ: تكلم أيها القس! أعتقد أن أسلوبك أرقى خلقًا من المدعو عماد.
القس: قبل أن أتحدث أقول إن أسلوب أغلبية المسيحيين يترفع عن أي إساءة لمشاعركم. يمكننا أن نلتزم بالأدب ونعلن رأينا بكل حرية. ولا تعارض بين الأدب وحرية الرأي والفكر.
الشيخ: نحن نقدر ذلك صديقي. ونؤمن أن أمثال عماد هم قلة وسط السواد الأعظم من إخواننا المسيحيين الذين نجلهم وتربطنا صداقات بكثير منهم. المهم صديقي هات ما عندك بكل حرية.
القس: كيف سقط شعر الرسول أثناء المرض؟ ألا يدل ذلك على الدخول الفعلي المتحقق للشيطان في جسد نبيكم؟!
الشيخ: لنؤجل هذا السؤال لنهاية الجلسة. لا أقول للجلسة القادمة، ولكن صديقي اطرحه آخر سؤال من فضلك!
القس: إذن فلنتجه للسؤال التالي مؤقتًا: هناك صفات خطيرة لله ذكرها القرآن؟
الشيخ: هل يمكن أن تمدنا ببعض الأمثلة؟!
القس: الله الماكر المخادع: (آل عمران3: 54), (الانفال8: 30), (الرعد13: 42)
الشيخ: أحييك على صراحتك ووضوحك في التعبير عن رأيك. وأحيي فيك الطرح الخالِ من أي أذىً للمشاعر. تعالَ بنا سيدي القس ننظر في الآيات أولًا:
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(51)فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52)رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(54)إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواوَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(55) (آل عمران)
القس: نحن نتحدث عن آية واحدة فقط يا سيدي؟!
الشيخ: من الخطأ أن ننظر في آية واحدة إلا في إطار السياق الذي جاءت فيه عزيزي!
القس: إذن أسمعك! تفضل!
الشيخ: ومكروا الذين كفروا بسيدنا عيسى بن مريم ووضعوا خططهم لصلبه ....
القس: ولكنهم صلبوه بالفعل يا شيخ؟!
الشيخ: عزيزي لقد اتفقنا عندما نناقش شيء يتعلق بالقرآن أن يكون ردي استنادًا للقرآن فقط!
القس: أعتذر عن هذا! أكمل يا صديقي!
الشيخ: وضعوا خططهم لصلبه وهذا مكر. هذا مكر سيء. فدبر الله نجاة رسوله عيسى بن مريم وسمى ذلك مكر خير. وهو خير الماكرين أي أقواهم مكرًا (في الخير فقط) وإيصال الضرر للظالمين عقابًا أو زجرًا لهم، أو انتقامًا منهم بإهلاكهم، أو رحمة بالمؤمنين أو بالمظلومين. سيدي القس! عندما تقوم مجموعة إرهابية بالتخطيط لحرق كنائسكم، وتعلم بذلك أجهزة الأمن، فتضع الخطط المضادة وتحبط المكر السييء وتنجو كنائسكم من الحرق ويقتل بعض الإرهابيين، ما رأيك في حهاز الأمن إذن؟!
القس: أعتقد وبدون تعصب أن هذا مكر خير.
الشيخ: هو كذلك بالنسبة لله، ولله المثل الأعلى. واستخدمت كلمة "مكر" هنا للمشاكلة وكأسلوب أدبي. تعالَ ننتقل إلى آية أخرى:
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ(31)وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(32) (الأنفال)
الشيخ: نفس الشيء صديقي القس! الكافرون يمكرون أولًا للفتك برسول الله (ص) كما مكروا بعيسى بن مريم، فيمكر الله ثانيًا. بمعنى يُفْشِل خططهم أو يهلكهم فلا يصلوا لهدفهم السيء وهو قتل الرسل وقتل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. كما ترى من سياق الآيات لا يفعل الله إلا الخير. تعالَ ننظر في آيات أخر:
وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(41)وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ(42) (الرعد)
الشيخ: قد مكر الذين من جاءوا من قبل كفار مكة من الأمم السابقة للصد عن سبيل الله. ألم يعلموا أن لله المكر جميعًا؟! فكيف خطر ببالهم أن الله لا يعلم مكر الناس جميعًا؟! وكيف غفلوا عن قدرة الله على إفساد مكرهم وإهلاكهم. فهم يعلم مكر كل نفس وسيعلم الماكرون يوم الدينونة لمن الجنة ويعلمون أن مكرهم إنما كان بأنفسهم مما حاق بهم من العذاب ومما حرموه من نعيم الجنة والتمتع بالنظر لوجه الرحمن.
القس: في القرآن نجد: الله المتكبر؛ الشيطان المتكبر: (الاعراف7: 13) , (البقرة2: 34), وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم. وقيل عن الله " هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام …الجبار المتكبر.
الشيخ: قبل أن ننظر في الآيات، تعالَ نقرأ ما يلي:
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} (146) سورة الأعراف
{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} (39) سورة القصص
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } (15) سورة فصلت
الشيخ: انظر عزيزي. كل الآيات تتحدث عن الاستكبار ولكن بغير الحق كما ترى.
القس: وما الفرق بين الكبر بحق والكبر بغير الحق؟!
الشيخ: لنفترض صديقي القس أنك تكبرت على الناس بعلمك فهذا كبر بغير حق.
القس: كيف وهو علمي أنا وليس علم أحد؟
الشيخ: نعم ولكن هل ولدتك أمك عالمًا؟ّ بالطبع لا. فهذا نعمة من نعم الله عليك. فهي نعمة عرضية زائلة لا أصيلة ثابتة. فيمكن للعالِمِ أن يصاب بالزهايمر أو أي مرض يفقده عقله وتركيزه.
أما صفات الله فهي أزلية ثابتة فالله لا يتغير بنص كتابنا وكتابكم. وهو متكبر عن فعل النقص ومترفع عن ذلك. تعالَ ننظر فيما أورته من آيات:
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(13) (الأعراف)
الشيخ: على أمر من تكبر هنا إبليس يا عزيزي؟!
القس: تكبر على أمر الله له بالسجود لآدم ورفض.
الشيخ: الحمد لله. فهنا لا نقارن استكبار إبليس بكبرياء الله عز وجل. هل نطلب من الله أن يطيع إلهًا آخر؟! نأتي للآية التالية:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ. (البقرة 34)
القس: هي هي يا شيخ. ننتقل إلى السؤال التالي. أعتقد أن هذا أفضل.يقول عماد أن الشيطان في القرآن يعظ ويبشر بالإسلام:(ابراهيم14: 22)؟! ويقول عماد: نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم.
الشيخ: فلنقرأ الآية إذن:
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22) (إبراهيم)
الشيخ: اقرأها عزيزي مرة أخرى وأقسم بالله ساتركك تعلق عليها لثقتي في حيادك!
القس: بصراحة أختلف مع عماد. فالآية واضحة ولم يرد فيها شيء عن الإسلام. إنها تصور مشهدًا من مشاهد يوم القيامة وأعتقد أنه المشهد الأخير عند دخول الكافرين النار. وهذا ليس تبشير. فالتبشير يكون بشيء مستقبلي. إن إبليس يتحدث هنا عن واقع مشهود رأي العين. ولم يرد في الآية أن الشيطان يخاف الله رب العالمين.
الشيخ: حمدًا لله! لننظر في الآيت الأخر:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا(1)يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا(2)وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا(3)وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا(4)وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا(5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6)وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا(7)وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا(8)وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا(9)وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا(10)وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا(11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا(12)وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى ءَامَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا(13)وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا(14)
الشيخ: هل تجد يا عزيزي إبليس هنا؟!
القس: بصراحة ومع شكري لما قدمته لي من عصير، نعم إبليس هنا في هذه الآيات ، يا شيخ؟
الشيخ: كيف؟!
القس: إننا نؤمن ان الجن هم الشياطين هم الأبالسة ويعبر عنهم إنجيل متى بقوله: إبليس وملائكته. فلا معنى لجن مؤمن عندنا!
الشيخ: عزيزي يبدو أنك نسيت أننا نناقش الموضوع من وجهة نظر إسلامية!
القس: آه! فعلًا! لقد نسيت! هل يمكن أن توضح لنا الأمر؟!
الشيخ: نعم، بإذن الله! ينقسم الجن في الإسلام إلى نوعين كما ترى من خلال الآيات: جن مؤمن، وجن كافر. وقد قال العلماء انهم جميعًا ذرية إبليس، مثل ذرية آدم، منهم المؤمن ومنهم الكافر.
القس: لقد فهمت! إذن لا يوجد في الآيات ذكر لإبليس ولا خوفه من رب العالمين. ولكن لماذا قال عماد ذلك؟
زيد: أئذن لي سيدي الشيخ! السيد عماد هنا لا يرجع للمصادر ويبحث بجدية عن الحقيقة، وإنما ينقل فقط. وسأستشهد بالآيات التي يقصدها السيد عماد، أو بمعنى أصح التي يقصدها الموقع الذي نقل عنه دون تدقيق:
{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (48) سورة الأنفال
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (16) سورة الحشر
القس: لقد افتضح أمر السيد عماد وثبت بالفعل أنه لا يتكلم من نفسه، بل الآخرون هم الذين يتكلمون من خلاله!
زيد: لقد قلتها أنت سيدي القس وكفيتنا أن نقولها نحن. المهم، شيخي، ألا تلقي الضوء لنا على هاتين الآيتين؟!
الشيخ: الآية الأولى نزلت تشرح موقف وقع في معركة بدر بين المسلمين ومشركي قريش، وأن الشيطان تمثل لهم في صورة إنسان وحرضهم على القتال والاستمرار فيه، فلما رأى ملائكة السماء تتنزل لنصرة كتيبة محمد (ص) خاف أن يكون يوم بدر هو اليوم الذي أنظره الله إليه. ففر هاربًا ناطقًا بما سبق.
القس: ولكن كيف يقول إبليس أنه "يخاف الله"؟! هل يعقل أن إبليس يخاف الله؟! إنني لا أتصور هذا؟!
الشيخ: نعم. ونحن كمسلمين لا نتصور هذا مثلك يا صديقي.
القس: إذن أنت تكذِّب الآية؟!
الشيخ: ولماذا لا نكذب إبليس؟!
القس: أتقصد أن إبليس كاذب هنا؟!
الشيخ: كاذب هنا؟! ولا هناك عزيزي! ومتى كان صادقا؟! وعمومًا يقول بعض العلماء إضافة إلى هذا أن إبليس قالها لتأكيد التبرؤ من الإنسان الكافر عامة أي الناس الذين اختاروا الكفر في قوله: إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ. أو أن إبليس يخاف عقاب الله بالفعل إلا أن استكباره الكاذب يمنعه من الانصياع لله وإعلان توبته والندم على ما بدر منه، ودليلي هنا عندما طلب من الله أن ينظره إلى يوم يبعثون فينجو بذلك من مرحلة من مراحل العذاب. فلو لم يكن يخاف عذاب الله لما طلب ذلك!هات السؤال التالي، صديقي!
القس:الفتنة من الله ومن الشيطان: (الاعراف7: 27), (الانبياء21: 35), (الاسراء17: 60) (الفرقان 20)
مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس.
الشيخ: لننظر في الآيات عزيزي القس:
يَابَنِي ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27) (الأعراف)
الشيخ: أتركك صديقي القس توضح المقصود هنا من كلمة "يفتتنكم"!
القس: المعنى يضلكم كما أضل آدم وحواء. هات الآية الثانية يا شيخ. نعم ها هي في المصحف الذي أمامك:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(35) (الأنبياء)
الشيخ: أي نختبركم بالشدة والرخاء ومواقف الحياة الدنيا التي تمرون بها، لنحدد بشهادتكم لا بعلمنا الغيبي مدى صبركم ومدى شكركم فيكون ذلك حجة عليكم أو حجة لكم يوم تقفون ليوم الحساب. إن كلمة "فتنة" تأتي لغةً من "فتن" الحديد أو المعدن، أي عرضه للحرارة لينقيه من الشوائب. كذلك القضاء والقدر تنقي الإنسان وتظهر معدنه سواء كان إيمانًا أو كفرًا كان مستترًا أو نفاقًا كان مختبئًا. تعالوا نرتل الآية التي بعدها:
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْءَانِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) (الإسراء)
الشيخ: نفس الطريقة. إن الله يريد من عباده أن يثقوا في كلامه ووعده ووعيده. ولم لا وهو الله الغني عن العالمين. إن الله لا يريد أنصاف المؤمنين. فإما مؤمن راسخ إيمانه وإما كافر. فإذا جاء مسلم في عهد الرسول ولم يصدق أن الله قادر على ان يسري بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى السموات، ومال إلى عجز الله عن فعل ذلك، أتروه مؤمنًا؟! أتروا أن الله ظلمه عند أول اختبار حقيقي للإيمان؟! لقد اختبر الله إبراهيم في القرآن والكتاب المقدس فما أنكرنا ذلك. ...... تقول الآية التالية:
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا(20) (الفرقان)
الشيخ: إن الله أرسل من قبل أن يرسل محمدًا (ص) رسلًا يأكلون الطعام أي بشر لا ملائكة كما طلب كفار قريش:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} (9) سورة الأنعام
يمشون في الأسواق: يطلبون الرزق الحلال فيتجرون ويحترفون الحرف المختلفة للإنفاق على أنفسهم وذويهم من الرزق الحلال.
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة: فالغني فتنة للفقير، فهل سيحقد الفقير على الغني أم يرضى بقضاء ربه ويسعى لتحسين مستوى معيشته قدر المستطاع دون حقد أو غل. وهل يعطف الغني على الفقير ويتذكر نعمة الله عليه ورحمته به فيعطف على الفقراء والمساكين أم يجحد نعمة ربه عليه؟! وينسحب هذا على الأصحاء والمرضى، والسادة والعامة، ...الخ. لذلك حقد سادة قريش على محمد (ص) بنزول الرسالة عليه وهو ليس من أشراف القوم ووجهائهم. فقالوا:
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ(31) (الزخرف)
القس: نأتي إلى ........
زيد: سيدي القس! لقد أرهقت شيخي بأسئلتك! لنسترح قليلًا ونتناول مشروب على حسابي إذا أذن شيخي.
الشيخ والقس: ليكن ذلك! بعد إذن السيد إسحاق والسيد عماد! ونعتقد أنهما لن يمانعا! ويمكنهما أن تناول المشروب معنا، على حسابهم طبعًا.
01-31-2005, 06:58 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - بواسطة zaidgalal - 01-31-2005, 06:58 PM
حوار حول شخصية إبليس في الكتاب المقدس - بواسطة ضيف - 02-06-2005, 02:18 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خرافات الكتاب المقدس الجواهري 87 23,537 09-16-2013, 12:35 PM
آخر رد: ابانوب
  حوار حول مسيلمة الكذاب فارس اللواء 0 780 04-28-2013, 09:10 AM
آخر رد: فارس اللواء
  هل المسلم يستطيع ان يحكم على الكتاب المقدس بانه محرف coptic eagle 57 9,335 02-07-2013, 09:47 AM
آخر رد: الصفي
  الاقتبسات الاسلاميه من الكتاب المقدس coptic eagle 59 14,508 09-20-2012, 11:51 PM
آخر رد: coptic eagle
  - ((( حوار عام مفتوح ))) - الفكر الحر 128 26,692 09-17-2012, 07:38 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS