تحية طيبة,
انتبهت اليوم لهذا الموضوع الهام ,وسأساهم بوجهة نظري التي تبقى شخصية .

سؤال:
هل الأردن دولة ذات قانون وسيادة.

الجواب: نعم,وتاريخ الأردن الجغرافي يمتد الى ما قبل انشاء امارة شرق الأردن عام 1921 ,وكانت هناك عائلات مستقرة في هذا البلد لفترة تمتد الى مائتي عام قبل انشاء الامارة.

ماذا يعني ذلك؟
يعني ان مقولة ان الاردن دولة مصطنعة هي هراء نظري يراد به تمرير مقولة ان الاردن تم انشائه على يد الشعب الفلسطيني الشقيق.

من هذا المنطلق وعند قيام المملكة الاردنية الهاشميةكان الخليط السكاني يتكون بشكل رئيسي من الاردنين المقيمن في البلد ,الهجرات القامة مع الملك عبدالله الاول في اطار الثورة العربية,الهجرات القادمة من بلاد القوقاز -الشركس والشيشان-,والفلسطينين الذين قدمو الى الاردن بعد نكبة ال48 .

تم منح الجنسية الاردنية لهذه التشكلية الاثنية -الاجتماعية وتعاملت معهم الدولة من منظار المواطنة بدون تمييز.

عند قيام الوحدة بين الضفتين الشرقية والغربية لنهر الاردن اعتربت الضفة جزء من المملكة وحصل المواطنون المقسمون في الضفة على الجنسية الاردنية, وبعد احتلال الضفة الغربية,ونظرا لوجود فرص عمل جيدة خارج الاردن قام الكثير من الاردنين من اصل فلسطيني بالسفر الى الخارج والعمل خصوصا في دول الخليج,مما ساعد من خلال التحويلات المالية على الاستثمار وتطوير الاقتصاد.

عام 1970 ,ونظرا للنشاط المتزايد من قبل المنظمات الفلسطينية على الارض الاردنية,وتحولها جزئيا من العمل ضد اسرائيل الى عمل يتداخل بشكل غير مقبول في دور الدولة الاردنية,ورفع بعض المنظمات الفلسطينية شعار طريق "القدس يمر عبر عمان" وتزايد نفوذ الحركة الفدائية وتعاطف قسم كبير من الاردنيّن من اصل فلسطيني وشرق اردني معها,خشي النظام الملكي من فقدان السيطرة على السلطة,ورغبة منه بالحفاظ على السلطة,وعدم تسليم السلطة لمجموعة من المنظمات التي انتشرت في الاردن بشكل غير مقبول من اقصى اليمين الى اقصى اليسار,وكان مشروعها اقامة دولة "ثورية ذات طابع فلسطيني" مما دفع الشرق اردنين الى التحالف مع النظام الهاشمي منعا لتحويل الاردن من دولة للمقاومة الفلسطينية الى دولة "فلسطينية" بمعنى اخر "وطن بديل" للفلسطينين.

لاحقا وبعد ان ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية ,واعتبرها العرب والفلسطينين ممثلهم الشرعي وطالبو الاردن بفك الأرتباط قام الملك حسين بالاستجابة لهذه المطالب.

السؤال المطروح هو ماذا بعد فك الارتباط,هل يعتبر المواطنين الفلسطينين الذين يحملون جواز سفر اردني ومقيمين في الاردن مواطنين اردنين؟

ان الانتقال من وحدة الضفتين الى وحدة الشعبين الاردني والفلسطيني على ارض الاردن بدون وجود كيان فلسطيني مستقل,والدعوة الى دمجهم في المجتمع الأردني هو بكلمتين "مشروع توطين"!

ان المطالبات الفلسطينية بضرورة دمج الاردنين من اصول فلسطينية بالجيش ,والاستخبارات هو في الحقيقة طلب رخيص من نوعه,فهم ينتقدون النظام الذي يميز ضدهم,وفي نفس الوقت يريدون ان يكونو جزءا من الته القمعية!

يحظى الفلسطينيون في الاردن بكثير من الحقوق,مرورا بالتوظيف وانتهاءا باستلام الوزرات ,ومن يعترض فلينظر الى تشكيلة الحكومة "الأردنية" الحالية,واستغرب في الحقيقة لماذا لا تكون مثل هذه المطالبات في سوريا الشقيقة او لبنان التي يعيش فيها قسم كبير من الفلسطينين الذين لا يتمتعون بربع حقوق الفلسطينين في الاردن,ام انه يجب تسمية الاردن "فلسطين" وتسليم الحكم الى جهة فلسطينية لكونهم الاكثرية وعندها تنتهي شكواهم من التميز ضدهم!
يوم الاحد عندما صدرت توجيهات من الملك بتوزيع مساعدات على المناطق الفقيرة شمل القرار البادية الاردنية والمخيمات,ولكن هذا كله يتم اغفاله ويصر الفلسطينيون على انه هناك تمييز!

في الحقيقة بدأ الشرق اردنيبون يخشون على انفسهم من الانقراض او التحول الى لاجئين في بلدهم ,ومن يطالب بالتوظيف في القطاع الخاص هم الاردنيون الذي بعد ان يقدم الطلب يسأل هذه السؤال المقيت "انت اردني اردني ولا فلسطيني"!!
واذا كان من الشرق اردنين يقال له اذهب وتوظف في الجيش !

من الواضح ان الامور بحاجة الى اعادة قرائة,فالشرخ بين الطرفين يظهر بوضوح ومحاولة التغطية على هذه المسألة ليست في صالح احد.

تحية خالصة.