Arrayالمسيحية اليوم وليست مسيحية القران[/quote]

نقطة أخرى: المسلم يرفض مسيحية اليوم بسبب طريقة عرضها في فاترينة الأديان حيث كل ما يتكون لدى المسلم من انطباع عن "مسيحية اليوم" هو أنها تلك الديانة التي يقوم بتعليمها رجل يتسربل برداء كله أسود في أسود وعمامة سوداء وقلما يبتسم وربما تفادى الضحك حيث إنه لم يدون لنا الإنجيل أن المسيح "ضحك". في المجتمع العربي ينظر المسلم لهذا الرجل وهيئته الغريبة ولحيته الكثة وينتابه شعور فيه الخوف والنفور يتمازجان. يأخذ الفضول بفكر المسلم فيقرر أن يغامر ويذهب لهذا المكان المسمى "الكنيسة" وإذ به يجد يد "أبونا" ممدودة لكل عابر سبيل فيقبلها وفي أحيانا أخرى يتطور تقبيل تلك اليد الطاهرة التي تحمل جسد الرب ودمه إلى "مطانية" وهي نوع من أنواع الركوع أي إنحناءة فيها شبه ركوع تشبه ما كان يفعله الرومان قديما أمام أباطرتهم من انحناء وسجود. يرتاع المسلم من هذا ويعود لمصحفه فيقرأ: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً. يقارن نظرة المسيحي المشرقي لهؤلاء الكهنة والرهبان ومعاملتهم وكأنهم أرباب فتأخذ المسلم الرجفة ويقول: معاذ الله أن يكون هناك رب آخر في حياتي سوى ربي وربي هو الله ومعاذ الله أن أنحني لمخلوق من البشر سوى الله وحسب أولئك القوم قول التوراة "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد".

يعزف المسلم بكل فضوله عن بيع النصارى ويذهب لغرفته ويدير مؤشر المذياع وإذ به يسمع قداس الأحد بصوت متباكي مخنث يستهل بعبارات: فصلوووووون شريف من إنجيل معلمنا مرقس الرسول ولتحل بركته علينا آمين.... يسمع المسلم كل هذا التباكي وهو ابن بيئة تغرس فيه الرجولة والاعتداد بالنفس فينفر وفي كل هذا لا يعرف عن جوهر المسيحية سوى ذلك الصوت الخانع والمطانيات وتقبيل الأرض تحت قدمي الكاهن الذي لا يقل سلطانه وقوله عن حكم الأباطرة فهو يجلس في الكنيسة ويحظر عليهم ما يحظر وله الأمر من قبل ومن بعد. إنه يحذر هؤلاء القوم من الاستماع لمحطات البروتسطانت وبهدوء: لا حل ولا بركة لمن يسمع لمحطات التلفزيون المسيحية. إنه يحرم من يشاء ويبارك من يشاء وبسلطانه الرسولي حيث كل ما يربطه على الأرض مربوط في السماء وما يحله على الأرض يُحل في السماء بفضل ما أعطاه الرب يسوع من سلطان كهنوتي يؤمنون به في مقولته الأولى لبطرس وللكاهن مثل ذلك من جيل لجيل بحسب عقيدة التسلسل الرسولي أي Apostolic Succession.


من جهة أخرى صديقي يجعله عامر أذكر مسلمين تحدثوا بإعجاب عن الأباء الكهنة وخاصة القادمين من أوروبا حيث تجد الواحد منهم يهجر بلده ويقيم في كنيسة كاتوليكية في قرية من القرى ويخدم أبناء القرية ولك أن تقرأ عن الأب عيروط صاحب كتاب الفلاحون ولك أن تسمع جاري في قريتنا يحدثني عن ذلك الأب الكاهن الهولندي والذي كان يتقاضى منه ربع جنيه لقاء تعليم أبناءه القراءة والكتابة. إذاً هناك فريق يقدر ما يقوم به هؤلاء النصارى من خدمة للمجتمع على الصعيد الصحي والتربوي ولهذا ينظرون لهم بتقدير صادق ويحبونهم حباً جماً ويقولون: ما أحلاه، لا ينقصه سوى شيء واحد وهو أن ينطق الشهادتين؛ الأمر الذي يبينه لهم البعض من خلال حوار البطريرك تيموثاوس الأول مع الخليفة المهدي عندما قال عن النبي محمد إنه سلك سبيل الأنبياء، وعليه، فخطاه موصولة بخطى الأنبياء والرسالة متصلة وموصولة.


ودمت لصديقك الذي يحبك ويحترمك.