الأخ / الحق يحرركم
تحية بعبق الجوري
لا بد للرسول أن يأتي بمعجزة ليثبت بها صدق مهمته ( كرسول ) .
سيدنا موسى وسيدنا عيسى أرسلا لبني إسرائيل تحديدا ... وموسى أتى بمعجزة جعلت سحرة فرعون ينبهرون ويؤمنون لتأكدهم أن تحول العصى الى أفعى ليست ضربا من الخيال ... أو من علوم السحر .
سيدنا عيسى أتى بمعجزات فوق طاقات البشر وقدراتهم ... فقد أشتهر بنو اسرائيل في ذلك الوقت بالطب ... فأتاهم بمعجزات لا يمكن لجميع أهل الأرض أن يقوموا بها ... وكل ذلك بإذن الله ... فمن إبراء الأبرص والأعمى لإحياء الموتى .
أما سيدنا محمد فأرسل بالقراّن الكريم ... ومهمته أنحصرت في البلاغ فقط ... أما جمعه وحفظه وثبات قراءته فهي مهمة تولاها الله عز وجل ... فلا فضل في ذلك لأي من البشر :
(( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ))

لو لم أجد إعجازا في هذا الكتاب لما اّمنت به ... فالتصديق يسبق الإيمان ... وللإيمان بالكتاب يلزمنا التفكر والتدبر والتعقل ... أما إيمان العاطفه فهو إتباع للهوى .
في القراّن الكريم يا سيدي نجد المحكم ... وهو شديد الوضوح ... ولا يحتاج لأكثر من تأويل ... وهذا نجده في الأحكام والحدود والكثير من القصص ... وهناك المتشابه ... وهو ما ستتبين معانيه وحقيقته الأجيال اللاحقة ... وقد تعهد الله سبحانه ببيان هذا المتشابه :
(( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))
ما أود أن أضيفه هنا أن دين الله واحد لا يختلف من أمة لأخرى ولا من رسول لاّخر ... ولكن الإختلاف يكون في التشريع والمنهج ... وهذا بسبب تطور الإنسان ... فاّدم لم يؤمر إلا بعدم الأكل من الشجرة ... هذا هو التكليف الوحيد الذي أمره الله سبحانه به ... بعد نفخة الروح ... لأن أرضيته المعرفية وقدراته الفكرية لا تزال في بداياتها ... ثم تطور الإنسان وتطورت معه الشرائع ومنهج الحياة ... ولكن المهم منها نجده ثابت في جميع الرسلات ... وهي اّيات الصراط المستقيم ... أو الوصايا العشر ... ونجدها في أكثر من موقع وبصياغات مختلفة ... لنرى إحداها :
(( قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) .
هل يختلف الناس على مثل هذه الأمور ... بإختلاف تشريعاتهم ؟!!!
لذا جاءت الاّية التي تلي هاتين الاّيتين ... بأن هذا هو الصراط المستقيم ... أو الطريق المؤدي للنجاة ورضى الرب :
(( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))
تلاحظ أخي الكريم أن الوصية الأولى هي لله سبحانه ( توحيد العبادة ) أما بقية الوصايا فهي لمصلحة الإنسان ومجتمعه .
تقبل تحياتي ... وتقديري .
راعي إبل