الأخ الفاضل eeww2000 يريد تحقيق نصر ما باستخدامه حجة الإيتيمولوجيا (علم أصل الكلمات) بأن يقوم برد الكلمة إلى أقدم معنى نشأت منه، لكنه يتناسى أن الباحث الحقيقي و المتمكن من الإيتيمولوجيا يعي تماماً أن هذه الطريقة تعود بمفهوم الكلمة خطوة إلى الوراء في بناء شجري، و مع كل خطوة للوراء يطرأ تغيير على مفهوم الكلمة فنصل بعد عشر خطوات إلى مفهوم يختلف بنسبة هائلة عن المفهوم الخاص بالكلمة التي بدأنا منها. ليس هذا فحسب، بل سيجد أن هناك آلاف و آلاف الخطوات التي تقوده رجوعاً في عملية التتبع هذه حتى يصل إلى تخوم العربية و يقفز إلى اللغة السامية الأصلية التي تفرّعت عنها، و بعدها يبحر أكثر إلى الخلف و يغادر هذه اللغة ليصل إلى أصل اللغات الإندوأوروبية ثم يبحر من جديد ليصل إلى أصل الكلمة في السنسكريتية و هلم جراً!

هذه ألفباء كل استقراء تفريعاتي المنحى يعتمد شجرية التاكسونومي، من أول علم الأنسبة و مروراً بتصنيف الأنواع في الأحياء و ليس انتهاءً بالإيتيمولوجيا.

كمثال، لنأخذ الكلمة التي وضعها eeww2000 مؤخراً لتوضيح منهجه في البحث اللغوي:
Arrayكلمة سبب المعنى اللغوى الاصلى الوحيد لها هو الحبل و اى باحث محترم يجب ان يضع فى اعتباره المعنى الاصلى اللغوى و الاساسى للكلمة محل البحث و اقرا اى بحث تجد صاحبه يقول اصل الكلمة لغويا كذا لانه باحث يحترم من يكتب لهم.[/quote]
هكذا فعلى ’الباحث‘ ’اللغوي‘ الذي ’يحترم من يكتب لهم‘ أن يضع في اعتباره أن "ربط أحمد الصندوق بالحبل" = "ربط أحمد الصندوق بالسبب" لأنه الأصل اللغوي الوحيد، بالتالي يكون من السذاجة أن يقوم ’الباحث‘ الذي ’يحترم من يكتب لهم‘ بتقديم الحبل على أنه ذلك الشيء المادي الطويل الذي نقوم بفتله و عقده، أو أن عليه مثلاً أن يقول أن بيت الشعر يتكون من حبل و وتد إلى آخر احتمالات التبادل و الاستبدال التي تضرب بأبسط معاني المصطلح ’مفهوم‘ بعرض الحائط. الظريف أنه يمكننا باستخدام الإيتيمولوجيا أن نرى ـ في خطوة واحدة ـ أن ’الله‘ هو مذكر ’اللات‘ (اللات و العُزى)، لكن ـ طبعاً ـ لا أذن لتسمع و لا عين لتبصر.

اللغة، بمفرداتها و تركيباتها، تحصل على معناها من استخدامها، لا من خلال رحلة العودة و الرجوع إلى الخلف في سلسلة الإيتيمولوجيا اللانهائية و التي يمكننا وصفها بالعمى التاريخياني للحقيقة، لو استعرنا من قاموس نيتشيه.

أضع ما تقدم قاعدةً لأستسخف محاولات التشويه لطرح الختيار و مناقشته إمكانية أن يكون السجود المقصود مادياً، بل و أكثر يقوم eeww2000 بالجزم و التأكيد و فرض المفهوم المعنوي للسجود تفسيراً وحيداً أوحداً للكلمة. هذا الكلام كان يصلح لو كان القرآن قد نزل على قوم لا يستخدمون كلمة ’سجود‘ إلا في صورتها المعنوية فقط. لماذا؟ لأن الكلمة تحصل على معناها من استخدامها الفعلي، و نحن نعرف ـ على الأقل ـ أن عرب شبه الجزيرة من الوثنيين كانوا يسجدون للأصنام، و أن المسلمين كانوا يسجدون في صلاتهم منذ ظهرت و حتى اليوم.

نهايةً يمكنني، دون أن يطرف لي ضمير، أن أؤكد على مدى تهافت و لامعقولية طرح eeww2000.

هذه نقطة. الآن أناشد الختيار بالتوقف عن تبديد طاقته على أمر فهمناه منذ الصفحة الثانية من حوار الطرشان هذا، و أرجوه ألا يدخل في هذه الممانعة الاستعراضية التي تثبت أن أي مناظرة يقودها الدين هي مجرد showbiz من الاسكيتشات السخيفة لغرض تبيان كم أن المناظر ـ eeww2000 في حالتنا ـ رائع و مؤمن و متمسك بيقينه مهما حدث حتى لو اضطر لأن يلوي الحقائق أو أن يختطف المعاجم و التفاسير لحسابه، فيخرس منها ما يشاء و يذر ما يتفق و هواه.

ختيارنا، أرجوك فكر في أن يكون ردك القادم هو الأخير؛ نحتاج وقتك و جهدك في أشياء لا تضيعهما بلا طائل(f)