{myadvertisements[zone_1]}
رد على الختيار فى جلسته عن سورة الرحمن
الختيار غير متصل
من أحافير المنتدى
*****

المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
مشاركة: #58
رد على الختيار فى جلسته عن سورة الرحمن
المحور الثاني : معنى السجود في اللغة

يقول الزميل eeww2000 أن المعنى اللغوي الوحيد للسجود هو الخضوع .
وهذا نصه :
Array
انا غير مقتنع ان هناك معنى للسجود لغويا الا الخضوع
[/quote]

تعالوا نأخذ جولة في المعاجم لنبحث عن معنى السجود .
ولكن قبل ذلك ، لنبحث أولاً عن معنى الخضوع الذي يكره زميلنا .
يقول ابن منظور :
خضع: الخُضُوع: التواضُع والتَّطامُن. خَضَع يَخْضَع خَضْعاً وخُضُوعاً
واخْتَضَع: ذلّ. ورجل أَخْضَعُ وامرأَة خَضْعاء: وهما الرَّاضِيانِ
بالذلّ؛
والخَضَعُ: تَطامُن في العنق ودُنُوّ من الرأْس إِلى الأَرض
وخَضَع الإِنسان خَضْعاً: أَمالَ رأْسَه إِلى الأَرض أَو دنا منها.
إذاً السجود حسب كلام زميلنا eeww2000 يعني الخضوع والذي يعني :
التواضع ، التطامن ، الذل ، إمالة الرأس ودنوها من الأرض .
فأي المعاني سيختار زميلنا ؟
لا أدري
ولزيادة التوضيح
يقول ابن منظور :
طأطأ: الطَّأْطَأَةُ مصدر طَأْطَأَ رأْسَه طَأْطَأَةً: طامَنَه.
وتَطَأْطَأَ: تَطامَنَ. وطَأْطَأَ الشيءَ: خَفَضَه.
وطَأْطَأَ عن الشيء: خَفَض رأْسَه عَنْه. وكُلُّ ما حُطَّ فقد طُؤْطِئَ.
وقد تَطَأْطَأَ إِذا خَفَضَ رأْسَه.
فالتطامن هو طأطأة الرأس وخفضه .
يمكننا الآن أن نعيد كتابة الجملة السابقة كالتالي :
إذاً السجود حسب كلام زميلنا eeww2000 يعني الخضوع والذي يعني :
التواضع ، التطامن(طأطأة الرأس وخفضه) ، الذل ، إمالة الرأس ودنوها من الأرض .
وكلها تشير إلى معانٍ حسية فيها انخفاض للرأس ، ما عدا كلمة "الذل" والتي لا تدل دائماً على ذلك .
ويمكننا هنا أن ننهي النقاش مع الزميل بقولنا أن تمسكه بمقولة "أصل السجود الخضوع" لا تمنع السجود الحسي الذي فيه خضوع وتطامن وطأطأة للرأس وإمالة له مع دنو من الأرض كما أثبتنا من نقولنا السابقة .
وخلافنا كان مع الزميل حول السجود الحسي والسجود المعنوي ، وهو يدعي أن السجود للشجر والنجم لا يمكن أن يكون حسياً ، أي فيه حركة وانخفاض وميل نحو الأرض كسجود الإنسان ، بل هو سجود غير حسي أي معنوي معناه الخضوع .


وسأقوم الآن باستعراض معنى السجود في عدة معاجم . وسوف أجعل المعاني الحسية للسجود باللون الأحمر ، والمعاني المعنوية للسجود باللون الأزرق .
أعتذر مقدماً عن الاقتباسات الطويلة ولكني مضطر لها حتى لا أُتهم بالاجتزاء .



الخليل بن احمد الفراهيدي ت 174 هـ – معجم العين
سجد:
نِساءٌ سُجَّدٌ: فاتِراتُ الأعينُ، قال:
وأهوى إلى حُورِ المدامعِ سُجَّدِ.
وامرأةٌ ساجدةٌ: ساجيةٌ.
وقوله تعالى: "وأنّ المساجدَ لله" والمسجِدُ اسمٌ جامع يجمع المسجِدَ، وحيث لا يُسجَدُ بعد أن يكون اتُّخذ لذلك، فأما المَسجَدُ من الأرض فموضعُ السُّجود نفسه.
والإسجادُ: إدامةُ النَّظر مع سكونٍ .

[line][ne]


يقول الأزهري ت 370 هـ في تهذيب اللغة:
أبو عبيد عن أبي عمرو: أَسْجَدَ الرجل إذا طأطأ رأسه وانحنى، وسَجَدَ إذا وضع جبهته على الأرض.
وقال حميد:
فُضُولَ أَزِمَّتهَا أَسْجَـدَتْ سُجُودَ النَّصَارَى لأِرْباِبَهَا
قال وأنشدني أعرابي من بني أسد:
وقلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدَا
يعني بعيرها أنه طأطأ رأسه لتركبه.
وقال ابن السكيت نحواً منه، قال: والإسْجَادُ أيضا: فتور الطرف .
وقال كثير:
أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ دَلَّـكِ عـنـدنـا وإسْجَادَ عَيْنَيْكِ الصَّيُودَيْن رابحُ
أبو عبيد عن أبي عمرو: الإسْجَادُ: إدامة النظر مع سكون.
وروى أبو العباس عن أبي الأعرابي أنه قال: الإسْجَادُ بكسر الهمزة: اليهود.
وأنشد:
وَافَى بهَا لِدَرَاهِمِ الإسْجَادِ
وروى ابن هاني لأبي عبيدة أنه قال: يقال: أعطونا إسجاداً أي الجزية.
وروى بيت الأسود بالفتح:
وَافَى بها لِدَراهِمِ الأسْجادِ
وقال: عنى دراهم الجزية.
وقال الليث غي قول الله: (وأَنَّ المَسَاجِدَ للهِ).
قال: السُّجُودُ مواضعه من الجسد، والأرض: مَسَاجِدُ، واحدها مَسْجَدٌ.
قال: والمَسْجِدُ: اسم جامع حيث يُسْجَدُ عليه، وفيه، وحيث لا يُسْجَدُ بعد أن يكون أُتخذ لذلك، فأما المسجد من الأرض فموضع السُّجُودِ نفسه.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: مَسْجَدٌ بفتح الجيم: محراب البيوت، ومُصلّى الجماعات: مَسْجِدٌ بكسر الجيم، والمَسَاجِدُ: جمعها.
والمَسَاجِدُ أيضا: الآراب التي يُسْجَدُ عليها.
ويقال: سَجَدَ سَجْدَةً.
وما أحسن سِجْدَتَهُ، أي: هيئة سُجُودِهِ.
وقال الزجاج: قيل المَسَاجِدُ: مواضع السُّجُودِ من الإنسان: الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان والرجلان، ونحو ذلك.
قال الفراء: وقال غيرهما في قوله: (وأنّ المَسَاجِدَ لله): أراد: وأن السَّجودً لله، وهو جمع مَسْجِدٍ، كقولك: ضربت في الأرض مضرباً.
وقوله جل وعز: (وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وقالَ يا أَبَتِ هذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ).
قال الزجاج: قيل: إنه كان من سُنَّةِ التعظيم في ذلك الوقت أن يُسجدَ للمعَظَّمِ في ذلك الوقت.
قال: وقيل: (خَرُّوا لَهُ سُجَّداً) أي خروا لله سُجَّداً.
قلت: وهذا قول الحسن، والأشبه بظاهر الكتاب أنهم سجدوا ليوسف، دلَّ عليه رؤياه التي رآها حين قال: (إِنِّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً، والشَّمْسَ وَالقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ). فظاهر التلاوة أنهم سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أن أشركوا بالله شيئاً، وكأنهم لم يكونوا نُهوا عن السجود لغير الله في شريعتهم.
فأما أُمه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فقد نهاهم الله عن السجود لغير الله جل وعز.
وفيه وجه آخر لأهل العربية، وهو أن تجعل اللام في قوله: (وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً).
وفي قوله: (رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) لام من أجل، المعنى: وخرُّوا من أجله سُجداً لله تشكراً لما أنعم الله عليهم بيوسف عليه السلام، وهذا كقولك: فعلت ذلك لعيون الناس أي من أجل عيونهم. وقال العجاج:
تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ إذا اسْتُحِيرَا لِلْمَاءِ في أَجْوَافِها خَرِيرَا
من أجل الجرع، والله أعلم.
وقال الليث: السَّاجِدُ في لغة طيء: المنتصب.
وروى ابن هاني لأبي عبيدة أنه قال: عين ساجدة إذا كانت فاترة، ونخلة ساجدة إذاأمالها حملها.
قال لبيد:
غُلْبٌ سَواجِدُ لمْ يَدْخُلْ بها الحَصَرُ
وكل من ذلَّ وخضع لما أُمر به فقد سَجَدَ.
ومنه قول الله: (يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُه عَنِ اليمينِ والشّمَائِلِ سُجَّداً للهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ) أي خضعاً متسخرة لما سُخِّرت له.
وسجود الموات كله في القرآن: طاعته لما سُخِّرَ له.
ومنه قول الله جل وعز: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ ومَنْ فِي الأَرضِ ?إلى قوله- وكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ) وليس سُجودُ الموات لله بأعجب من هبوط الحجارة من خشية الله، وعلينا التسليم لله، والإيمان بما أنزل من غير تطلب كيفية ذلك السُّجُودِ وفقهه، لأن الله جل وعز لم يُفقهناه، ونحو ذلك: تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطير والدواب يلزمنا الإيمان به، والاعتراف بقصر أفهامنا عن فقهه.
كما قال الله: (وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)-الآية.

[line][ne]

الصاحب بن عباد ت 385هـ - المحيط في اللغة

سجد: السُّجُوْدُ: لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَوْمٌ وَنِسَاءٌ سُجَّدٌ. وَسَجَدَاتُ الْقُرْآنِ: إِحْدَى عشرةَ سَجْدَةً. والمَسَاجِدُ: السُّجُوْدُ وَمَوَاضِعُه من الجَسَدِ والأرْضِ، الواحِدُ: مَسْجَدٌ. والمَسْجِدُ: اسْم جامِع يَجْمَعُ المَسْجَدَ وحَيْثُ لا يُسْجَدُ. والمَسْجَدُ:?مَوضِعُ السُّجُودِ نَفْسِه. والمَسْجِدَانِ: مَسْجِدُ مَكَّةَ والمَدِينَةِ في شِعْرِ الكُمَيْت. والسُّجَّدُ: الفاتِرَاتُ الأعْينِ. والإِسْجَادُ: إِدَامَةُ النَّظَرِ في فُتُورٍ وسُكُون. وعَيْنٌ سَاجِدَةٌ. و الأَسْجَادُ: الجِزْيَةُ. ودَرَاهِمُ الأَسْجَادِ: دَراهِمُ المُلُوكِ. والسّاجِدُ -في لُغَةِ طَيِّىءٍ- :المُنْتَصِبُ، وفي لُغَةِ سائر العَرَبِ: المُنْحَني.وأسْجَدَ الرَّجُلُ: إذا طَأْطَأَ رَأْسَه وانْحَنَى. وسَجَدَ: وَضَعَ جَبْهَتَه بالأرْضِ.


[line][ne]


الجوهري ت 393 هـ - الصحاح

سَجَدَ: خضع. وقال:
بِجَمْعٍ تَضِلُّ البُلْقُ في حَجَراتِهِ تَرى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحَوافِرِ
ومنه سُجودُ الصلاة، وهو وضع الجَبْهة على الأَرْضِ. والاسْمُ السِجْدَةُ بالكسر. وسورة السَجْدَةِ. أبو عمرو: أَسْجَدَ الرَجُلُ: طَأْطَأَ رَأْسَهُ وانْحَنى. وأنشد أعرابِيٌّ من بني أسد:
وَقُلْنَ لَهُ أَسْجِدْ لِلَيْلَى فَأَسْجَدا
والسَجَّادَةُ: الخُمْرَةُ. وأَثَر السجود أيضاً في الجبهة. والإسجادُ: إدامة النَظَر وإمراضُ الأجفانِ. قال كثيِّر:
أَغَرَّكِ مِنَّا أَنَّ ذلك عِـنْـدَنـا وإِسْجادَ عَيْنَيْكِ الصَيودِيْنِ رائجُ
والمَسْجِدُ والمَسْجَدُ: واحد المَساجد. والمسجدان: مسجدُ مكةَ مسجدُ المدينةِ. وقال الشاعر:
لكم مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصى لكم قِبْصُهُ من بين أَثْرى وأَقْتَـرا
والمَسْجَدُ بالفتح: جبهةُ الرجل حيثُ يصيبه نَدَبُ السجودِ. والآرابُ السبعةُ مساجدُ.

[line][ne]

مقاييس اللغة لابن فارس ت 395هـ :
(سجد) السين والجيم والدال أصلٌ واحدٌ مطّرد يدلّ على تطامُن وذلّ. يقال سجد، إذا تطَامَنَ. وكلُّ ما ذلَّ فقد سجد. قال أبو عمرو: أسْجَدَ الرَّجُل، إذا طأطأَ رأسَهُ وانحنى. قال حُميد:
فُضُولَ أزِمّتِها أسْجَدَتْ *** سُجودَ النَّصارى لأربابِها([8])
وقال أبو عبيدة مثلَه، وقال: أنشدَني أعرابيٌّ أسديّ:
* وقُلنَ له أَسْجِدْ لليلَى فأسْجَدَا([9]) *
يعني البعيرَ إذا طأطأَ رأسه. وأما قولهم: أسجَدَ إِسجاداً، إذا أدام النَّظر، فهذا صحيحٌ، إلاَّ أن القياسَ يقتضي ذلك في خَفض، ولا يكون النّظرَ الشّاخصَ ولا الشزْر. يدلُّ على ذلك قولُهُ:
أَغَرَّكِ مِنِّي أنَّ دَلَّكِ عندنا *** وإِسجادَ عينيكِ الصَّيُودَينِ رابحُ ([10])
ودراهم الإسجاد: درَاهمُ كانت عليها صورٌ، فيها صورُ ملوكهم، وكانوا إذا رأوها سَجَدُوا لها. وهذا في الفُرس. وهو الذي يقول فيه الأسود:
مِنْ خَمرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطّقٍ *** وافَى بها لِدراهم الإِسجادِ([11])

[line][ne]


ابن سيده ت 458 هـ - المحكموالمحيط الأعظم

السَّاجد: المنتصب.
سَجَد يسجُد سُجُودا: وضع جبهته على بالأرض.
وقوم سُجَّد وسُجُود، وقوله تعالى: )و خَرُّوا له سُجَّدا( هذا سجود إعظام لا سجود عبادة؛ لأن بني يعقوب لم يكونوا ليسجدوا لغير الله عز وجل.
وقوله تعالى: )و إذ قلنا للملائكة اسجُدوا لآدم( قال أبو إسحاق: السجود عبادة لله تعالى لا عبادة لآدم؛ لأن الله إنما خلق من يعقل لعبادته.
والمَسْجَد، والمَسْجِد: الموضع الذي يُسْجَد فيه.
وقال الزجاج: كل موضع يتعبد فيه فهو مسجِد ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "جعلت لي الأرض مسجِدا وطَهورا" وقوله عز وجل: )و من أظلم مِمّن مَنَع مساجد الله( المعنى على هذا المذهب أنه: من أظلم ممن خالف ملة الإسلام. وقد كان حكمه ألا يجيء على "مفعل"؛ لأن حق اسم المكان والمصدر من فعل يفعل أن يجيء على "مفعل" لعلة قد ابنتها في الكتاب المخصص وأوضحتها بلفظ سيبويه وشرح الفارسي. ولكنه أحد الحروف التي شذت فجاءت على "مفعل". وقد ذكرتها هنالك.
قال سيبويه: وأما المَسجِد فإنهم جعلوه اسما للبيت، ولم يأت على فَعلَ يفعُل: كما قال في المدق: إنه للجلمود، يعني: أنه ليس على الفعل، ولو كان على الفعل لقيل: مدق لأنه آلة والآلات تجيء على "مِفْعَل" كمخرز ومكنس ومكسح.
والمِسْجَدة: الخمرة المسجود عليها.
وقوله تعالى: )و أن المساجد لله( قيل: هي مواضع السجود من الإنسان: الجبهة واليدان والركبتان والرجلان.
وأسجد الرجل: طأطأ رأسه وانحنى. وكذلك البعير، قال الاسدي، انشده أبو عبيد:
وقلن له أسجِدْ لليلى فأسجدا
والإسجاد: إدامة النظر مع سكون، قال كثير:
وإسجادَ عينيكِ الصَّيودَين رابح أغرّكِ منّى أنَّ دَلَّكِ عـنـدنـا
ونخل سواجد: مائلة عن أبي حنيفة، وانشد للبيد:
غُلْب سواجد لم يدخل بها الحَصَر بين الصَّفا وخليج العين سـاكـنةٌ
قال: وزعم ابن الأعرابي: أن السواجد هنا: المتأصلة الثابتة، قال: وأنشد في وصف بعير سانية:
لولا الزِّمامُ اقتحم الأجاردا
بالغَرْب أودَقّ النعام الساجدا
كذا حكاه أبو حنيفة لم اغير من حكايته شيئا.


[line][ne]

يقول ابن منظور ت 711 هـ في لسان العرب :
@سجد: الساجد: المنتصب في لغة طيّء، قال الأَزهري: ولا يحفظ لغير الليث.
ابن سيده: سَجَدَ يَسْجُدُ سجوداً وضع جبهته بالأَرض، وقوم سُجَّدٌ
وسجود. وقوله عز وجل: وخروا له سجداً؛ هذا سجود إِعظام لا سجود عبادة لأَن
بني يعقوب لم يكونوا يسجدون لغير الله عز وجل. قال الزجاج: إِنه كان من سنة
التعظيم في ذلك الوقت أَن يُسْجَد للمعظم، قال وقيل: خروا له سجداً أَي
خروا لله سجداً؛ قال الأَزهري: هذا قول الحسن والأَشبه بظاهر الكتاب
أَنهم سجدوا ليوسف، دل عليه رؤْياه الأُولى التي رآها حين قال: إِني رأَيت
أَحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأَيتهم لي ساجدين؛ فظاهر التلاوة أَنهم
سجدوا ليوسف تعظيماً له من غير أَن أَشركوا بالله شيئاً، وكأَنهم لم يكونوا
نهوا عن السجود لغير الله عز وجل، فلا يجوز لأَحد أَن يسجد لغير الله؛
وفيه وجه آخر لأَهل العربية: وهو أَن يجعل اللام في قوله: وخروا له سجداً،
وفي قوله: رأَيتهم لي ساجدين، لام من أَجل؛ المعنى: وخروا من أَجله سجداً
لله شكراً لما أَنعم الله عليهم حيث جمع شملهم وتاب عليهم وغفر ذنبهم
وأَعز جانبهم ووسع بيوسف، عليه السلام؛ وهذا كقولك فعلت ذلك لعيون الناس
أَي من أَجل عيونهم؛ وقال العجاج:
تَسْمَعُ لِلجَرْعِ، إِذا استُحِيرا،
للماء في أَجوافها، خَريرَا
أَراد تسمع للماء في أَجوافها خريراً من أَجل الجرع. وقوله تعالى: وإِذ
قلنا للملائكة اسجدوا لآدم؛ قال أَبو إِسحق: السجود عبادة لله لا عبادة
لآدم لأَن الله، عز وجل، إِنما خلق ما يعقل لعبادته.
والمسجَد والمسجِد: الذي يسجد فيه، وفي الصحاح: واحد المساجد. وقال
الزجاج: كل موضع يتعبد فيه فهو مسجَِد، أَلا ترى أَن النبي، صلى الله عليه
وسلم، قال: جعلت لي الأَرض مسجداً وطهوراً. وقوله عز وجل: ومن أَظلم ممن
منع مساجد الله؛ المعنى على هذا المذهب أَنه من أَظلم ممن خالف ملة
الإِسلام؟ قال: وقد كان حكمه أَن لا يجيء على مَفْعِل ولكنه أَحد الحروف التي
شذت فجاءَت على مَفْعِل. قال سيبويه: وأَما المسجد فإِنهم جعلوه اسماً
للبيت ولم يأْت على فَعَلَ يَفْعُلُ كما قال في المُدُقِّ إِنه اسم للجلمود،
يعني أَنه ليس على الفعل، ولو كان على الفعل لقيل مِدَقٌّ لأَنه آلة،
والآلات تجيء على مِفْعَلٍ كمِخْرَزٍ ومِكنَسٍ ومِكسَحٍ. ابن الأَعرابي:
مسجَد، بفتح الجيم، محراب البيوت؛ ومصلى الجماعات مسجِد، بكسر الجيم،
والمساجد جمعها، والمساجد أَيضاً: الآراب التي يسجد عليها والآراب السبعة
مساجد. ويقال: سَجَدَ سَجْدَةً وما أَحسن سِجْدَتَه أَي هيئة سجوده. الجوهري:
قال الفراء كل ما كان على فَعَلَ يَفْعُل مثل دخل يدخل فالمفعل منه
بالفتح، اسماً كان أَو مصدراً، ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مَدْخَلاً وهذا
مَدْخَلُه، إِلا أَحرفاً من الأَسماء أَلزموها كسر العين، من ذلك المسجِد
والمطلِع والمغرب والمشرق والمَسْقِط والمَفْرِق والمَجْزِر والمَسْكِن
والمَرْفِق مِن رَفَقَ يَرْفُقُ والمَنْبِت والمَنْسِك من نَسَك ينَّسُك،
فجعلوا الكسر علامة الاسم، وربما فتحه بعض العرب في الاسم، فقد روي مسكَن
ومسكِن وسمع المسجِد والمسجَد والمطلِع والمطلَع، قال: والفتح في كله جائز
وإِن لم نسمعه. قال: وما كان من باب فَعَل يفعِل مثل جلس يجلِسُ فالموضع
بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما، تقول: نزل منزَلاً بفتح الزاي، تريد
نزل نزولاً، وهذا منزِله، فتكسر، لأَنك تعني الدار؛ قال: وهو مذهب تفرد
به هذا الباب من بين أَخواته، وذلك أَن المواضع والمصادر في غير هذا
الباب ترد كلها إِلى فتح العين ولا يقع فيها الفرق، ولم يكسر شيء فيما سوى
المذكور إِلا الأَحرف التي ذكرناها. والمسجدان: مسجد مكة ومسجد المدينة،
شرفهما الله عز وجل؛ وقال الكميت يمدح بني أُمية:
لكم مَسْجِدَا الله المَزُورانِ، والحَصَى
لكم قِبْصُه من بين أَثرَى وأَقتَرا
القِبْصُ: العدد. وقوله: من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى
ورجل أَقتر أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس، المُثْري منهم
والمُقْتِر.والمِسْجَدَةُ والسَّجَّادَةُ: الخُمْرَةُ المسجود عليها.
والسَّجَّادةُ: أَثر السجود في الوجه أَيضاً. والمَسْجَدُ، بالفتح: جبهة
الرجل حيث يصيبه نَدَبُ السجود. وقوله تعالى: وإِن المساجد لله؛ قيل: هي
مواضع السجود من الإِنسان: الجبهة والأَنف واليدان والركبتان والرجلان.
وقال الليث في قوله: وإِن المساجد لله، قال: السجود مواضعه من الجسد
والأَرض مساجد، واحدها مسجَد، قال: والمسجِد اسم جامع حيث سجد عليه، وفيه
حديث لا يسجد بعد أَن يكون اتخذ لذلك، فأَما المسجد من الأَرض فموضع السجود
نفسه؛ وقيل في قوله: وإِن المساجد لله، أَراد أَن السجود لله، وهو جمع
مسجد كقولك ضربت في الأَرض.
أَبو بكر: سجد إِذا انحنى وتطامن إِلى الأَرض.
وأَسجَدَ الرجلُ: طأْطأَ رأْسه وانحنى، وكذلك البعير؛ قال الأَسدي
أَنشده أَبو عبيد:
وقلنَ له أَسجِدْ لِلَيْلى فأَسجَدَا
يعني بعيرها أَنه طأْطأَ رأْسه لتركبه؛ وقال حميد بن ثور يصف نساء:
فُضولَ أَزِمَّتِها أَسجَدَتْ
سجودَ النصارى لأَرْبابِها
يقول: لما ارتحلن ولوين فضول أَزمَّة جمالهن على معاصمهن أَسْجدت لهن؛
قال ابن بري صواب إِنشاده:
فلما لَوَيْنَ على مِعْصَمٍ،
وكَفٍّ خضيبٍ وأَسوارِها،
فُضولَ أَزِمَّتِها، أَسْجدت
سجودَ النصارى لأَحْبارِها
وسجدَت وأَسجدَتْ إِذا خفضت رأْسها لتُرْكَبَ. وفي الحديث: كان كسرى
يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني؛ والطالِعُ: هو السهم الذي يجاوز الهَدَفَ من
أَعلاه، وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِسِ، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال
له عاصِدٌ؛ والمعنى: أَنه كان يسلم لراميه ويستسلم؛ وقال الأَزهري: معناه
أَنه كان يخفض رأْسه إِذا شخص سهمه، وارتفع عن الرَّمِيَّة ليتَقَوَّم
السهم فيصيب الدارَةَ.
والإِسجادُ: فُتورُ الطرفِ. وعين ساجدة إِذا كانت فاترة. والإِسجادُ:
إِدامة النظر مع سكون؛ وفي الصحاح: إِدامة النظر وإِمراضُ الأَجفان؛ قال
كثير:
أَغَرَّكِ مِنِّي أَنَّ دَلَّكِ، عندنا،
وإِسجادَ عيْنَيكِ الصَّيودَيْنِ، رابحُ
ابن الأَعرابي: الإِسجاد، بكسر الهمزة، اليهودُ؛ وأَنشد الأَسود:
وافى بها كدراهم الإِسجاد
(* قوله «وافى بها إلخ» صدره كما في القاموس: من خمر ذي نطق أغن منطق).
أَبو عبيدة: يقال اعطونا الإِسجاد أَي الجزية، وروي بيت الأَسود بالفتح
كدراهم الأَسجاد. قال ابن الأَنباري: دراهم الأَسجاد هي دراهم ضربها
الأَكاسرة وكان عليها صُوَرٌ، وقيل: كان عليها صورة كسرى فمن أَبصرها سجد لها
أَي طأْطأَ رأْسه لها وأَظهر الخضوع. قاله في تفسير شعر الأَسود بن يعفر
رواية المفضل مرقوم فيه علامة أَي
(* قوله «علامة أي» في نسخة الأصل
التي بأيدينا بعد أي حروف لا يمكن أَن يهتدي اليها أحد) . . . .
ونخلة ساجدة إِذا أَمالها حملها. وسجدت النخلة إِذا مالت . ونخل سواجد:
مائلة؛
عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للبيد:
بين الصَّفا وخَلِيج العينِ ساكنةٌ
غُلْبٌ سواجدُ، لم يدخل بها الخَصَرُ
قال: وزعم ابن الأَعرابي أَن السواجد هنا المتأَصلة الثابتة؛ قال وأَنشد
في وصف بعير سانية:
لولا الزِّمامُ اقتَحَم الأَجارِدا
بالغَرْبِ، أَوْ دَقَّ النَّعامَ الساجدا
قال ابن سيده: كذا حكاه أَبو حنيفة لم أُغير من حكايته شيئاً. وسجد:
خضع؛ قال الشاعر:
ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ
ومنه سجود الصلاة، وهو وضع الجبهة على الأَرض ولا خضوع أَعظم منه.
والاسم السجدة، بالكسر، وسورة السجدة، بالفتح. وكل من ذل وخضع لما أُمر به،
فقد سجد؛ ومنه قوله تعالى: تتفيأُ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم
داخرون أَي خضعاً متسخرة لما سخرت له.
وقال الفراء في قوله تعالى: والنجم
والشجر يسجدان؛ معناه يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء.
ويكون السجود على جهة الخضوع والتواضع كقوله عز وجل: أَلم ترَ أَن الله يسجد
له من في السموات (الآية) ويكون السجود بمعنى التحية؛ وأَنشد:
مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُدُ
قال ومن قال في قوله عز وجل: وخروا له سجداً، سجود تحية لا عبادة؛ وقال
الأَخفش: معنى الخرور في هذه الآية المرور لا السقوط والوقوع. ابن عباس
وقوله، عز وجل: وادخلوا الباب سجداً، قال: باب ضيق، وقال: سجداً ركعاً،
وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له؛ ومنه قوله تعالى: أَلم تر
أَن الله يسجد له من في السموات ومن في الأَرض، إِلى قوله: وكثير حق عليه
العذاب؛ وليس سجود الموات لله بأَعجب من هبوط الحجارة من خشية الله،
وعلينا التسليم لله والإِيمان بما أَنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود
وفقهه، لأَن الله، عز وجل، لم يفقهناه، ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال
وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإِيمان به والاعتراف بقصور أَفهامنا عن
فهمه، كما قال الله عز وجل: وإِن من شيء إِلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون
تسبيحهم.

[line][ne]

للزبيدي ت 816 هـ - تاج العروس :

س - ج - د
سجد: خضع ومنه سجود الصلاة، وهو وضع الجبهة على الأرض، ولا خضوع أعظم منه، والاسم: السجدة، بالكسر. وسجد: انتصب في لغة طيئ قال الأزهري: ولا يحفظ لغير الليث، ضد.
قال شيخنا: وقد يقال لا ضدية بين الخضوع والانتصاب، كما لا يخفى، قال ابن سيده: سجد يسجد سجودا: وضع جبهته على الأرض، وقوم سجد وسجود. وقال أبو بكر: سجد إذا انحنى وتطأمن إلى الأرض. وأسجد: طاطأ رأسه وانحنى وكذلك البعير، وهو مجاز. قال الأسدي أنشده أبو عبيدة:
وقلن له أسجد لليلى فأسجدا
يعني بعيرها أنه طاطأ رأسه لتركبه، وقال حميد بن ثور يصف نساء:
فلما لوين على معـصـم وكف خضيب وإسوارها
فضول أزمتها أسـجـدت سجود النصارى لأحبارها
يقول: لما ارتحلن ولوين فضول أزمة جمالهن على معاصمهن أسجدت لهن. وسجدت وأسجدت، إذا خفضت رأسها لتركب. وفي الحديث: كان كسرى يسجد للطالع أي يتطامن وينحنى والطالع: هو السهم الذي يجاوز الهدف من أعلاه، وكانوا يعدونه كالمقرطس، والذي يقع عن يمينه وشماله يقال له: عاصد. والمعنى أنه كان يسلم لراميه ويستسلم. وقال الأزهري: معناه أنه كان يخفض رأسه إذا شخص سهمه وارتفع عن الرمية ليتقوم السهم فيصيب الدارة.
ومن المجاز: أسجد: أدام النظر مع سكون. وفي الصحاح: زيادة في إمراض بالكسر أجفان، والمراد به: النظر الدال على الإدلال، قال كثير:
أغرك مني أن دلك عنـدنـا وإسجاد عينك الصيودين رابح
والمسجد، كمسكن: الجبهة حيث يصيب الرجل ندب السجود. وهو مجاز، والآراب السبعة مساجد قال الله تعالى: وأن المساجد لله وقيل: هي مواضع السجود من الإنسان: الجبهة، والأنف، واليدأن، والركبتان، والرجلان. وقال الليث: السجود، مواضعه من الجسد والأرض: مساجد، واحدها مسجد، قال: والمسجد اسم جامع حيث سجد عليه.

والمسجد بكسر الجيم: من أي موضع السجود نفسه. وفي كتاب الفروق لابن بري: المسجد: البيت الذي يسجد فيه، وبالفتح: موضع الجبهة. وقال الزجاج: كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد، ويفتح جيمه قال: ابن الأعرابي مسجد بفتح الجيم، محراب البيوت ومصلى الجماعات. وفي الصحاح: قال الفراء المفعل من باب نصر، بفتح العين، اسما كان أو مصدرا، ولا يقع فيه الفرق، مثل دخل مدخلا، وهذا مدخله إلا أحرفا من الأسماء كمسجد، ومطلع، ومشرق، ومسقط، ومفرق، ومجزر، ومسكن، ومرفق، ومنبت، ومنسك فإنهم ألزموها كسر العين وجعلوا الكسر علامة الاسم. والفتح في كله جائز وإن لم نسمعه، فقد روي مسكن ومسكن وسمع المسجد والمسجد، والمطلع والمطلع. قال وما كان من باب جلس يجلس فالموضع بالكسر، والمصدر بالفتح، للفرق بينهما، تقول نزل منزلا. بفتح الزاي، أي نزولا، وتقول هذا منزله، بالكسر، لأنه بمعنى الدار. قال: وهو مذهب تفرد به هذا الباب من بين أخواته، وذلك أن المواضع والمصادر في غير هذا الباب يرد كلها إلى فتح العين، ولا يقع فيها الفرق، ولم يكسر شيء فيما سوى المذكور إلا الأحرف التي ذكرناها، انتهى نص عبارة الفراء.
ومن المجاز: سجدت رجله، كفرح، إذا انتفخت فهو أي الرجل أسجد. والأسجاد بالفتح في قول الأسود ابن يعفر النهشلي من يدوانه رواية المفضل.

من خمر ذي نطف أغن منطق وافى بها كدراهم الأسـجـاد
هم اليهود والنصارى، أو معناه الجزية، قاله أبو عبيدة، ورواه بالفتح. أو دراهم الأسجاد هي دراهم الأكاسرة كانت عليها صور يسجدون لها، وقيل: كانت عليها صورة كسرى فمن أبصرها سجد لها، أي طاطأ رأسه لهأ وأظهر الخضوع، قاله ابن الأنباري، في تفسير شعر الأسود بن يعفر وروي بكسر الهمزة، وفسر، باليهود وهو قول ابن الأعرابي. ومن المجاز: الإسجاد: فتور الظرف، وعين ساجدة إذا كانت فاترة، وأسجدت عينها غضتها. ومن المجاز أيضا: شجر ساجد، وسواجد، ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ‏:‏ أمالَها حَمْلُها، وسجدت النخلة مالت، ونخل سواجد: مائلة، عن أبي حنيفة، قال لبيد:
بين الصفا وخليج العين سـاكـنة
غلب سواجد لم يدخل بها الحصر وقوله تعالى: سجدا لله وهم داخرون أي خضعاء متسخرة لما سخرت له.

وقال الفراء في قوله تعالى: والنجم والشجر يسجدان معناه: يستقبلان الشمس ويميلان معها حتى ينكسر الفيء. وقوله تعالى وخر له سجدا سجود تحية لا عبادة، وقال الأخفش معنى الخرور في هذه الآية: المرور لا السقوط والوقوع. وقال ابن عباس في قوله تعالى: وادخلوا الباب سجدا أي ركعا وقال: باب ضيق. وسجود الموات محمله في القرآن طاعته لما سخر له، وليس سجود الموات لله بأعجب من هبوط الحجارة من خشية الله، وعلينا التسليم لله، والإيمان بما أنزل من غير تطلب كيفية ذلك السجود، وفقهه.
ومما يستدرك عليه: المسجدان: مسجد مكة، ومسجد المدينة، شرفهما الله تعالى، قال الكميت، يمدح بني أمية:
لكم مسجدا الله المزوران والحصىلكم قبصه ما بين أثرآ وأقترا والمسجدة، بالكسر، والسجادة: الخمرة المسجود عليها، وسمع ضم السين، كما في الأساس. ورجل سجاد، ككتان، وعلى وجهه سجادة: أثر السجود والسواجد النخيل المتأصلة الثابتة. قاله ابن الأعرابي وبه فسر قول لبيد. وسورة السجدة، بالفتح. ويكون السجود بمعنى التحية.
والسفينة تسجد للريح، أي تميل بميله، وهو مجاز، ومنه أيضا فلان ساجد المنخر، إذا كان ذليلا خاضعا. والسجاد: لقب علي بن الحسين بن علي، وعلي بن عبد الله بن عبأس، ومحمد بن طلحة بن عبدالله التميمي رضي الله عنهم.

[line][ne]

الفيروز ابادي ت 817 هـ - القاموس

سَجَدَ‏:‏ خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ‏.‏


وأسْجَدَ‏:‏ طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ‏.‏


والمَسْجَدُ، كمَسْكَنٍ‏:‏ الجَبْهَةُ، والآرابُ السَّبْعَةُ مَساجِدُ‏.‏


والمَسْجِدُ، المَسْجَدُ‏:‏ م، ويُفْتَحُ جيمُهُ، والمَفْعَلُ من بابِ نَصَرَ بفتح العين، اسْماً كان أو مَصْدراً إلاَّ أحْرُفاً، كمَسْجِدٍ، ومَطْلِعٍ، ومَشْرِقٍ، ومَسْقِطٍ، ومَفْرِقٍ، ومجْزِرٍ، ومَسْكِنٍ، ومَرْفِقٍ، ومَنْبِتٍ، ومَنْسِكٍ، ألْزَموها كسرَ العينِ، والفتحُ جائزٌ وإن لم نَسْمَعْه، وما كان من باب جَلَسَ فالمَوْضِعُ بالكسر، والمَصْدَرُ بالفتح، نَزَلَ مَنْزَلاً، أي‏:‏ نُزُولاً، وهذا مَنْزِلُهُ، بالكسر، لأِنَّه بمعنَى الدارِ‏.‏


وسَجِدَتْ رِجْلُهُ، كفَرِحَ‏:‏ انْتَفَخَتْ، فهو أسْجَدُ‏.‏


والْأَسْجادُ في قولِ الْأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ‏:‏


من خَمْرِ ذِي نُطَفٍ أغَنَّ مُنَطَّقٍ*‏.‏*وافى بها كدراهِمِ الْأَسْجادِ


اليَهودُ والنَّصارَى، أو مَعْناهُ‏:‏ الجِزْيَةُ،


أو دَراهِمُ الْأَسْجادِ‏:‏ كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسْجُدونَ لها، ورُوِيَ بكسر الهَمْزَةِ، وفُسِّرَ باليَهودِ‏.‏


وعَيْنٌ ساجِدَةٌ‏:‏ فاتِرَةٌ‏.‏


ونَخْلَةٌ ساجِدَةٌ‏:‏ أمالَها حَمْلُها، وقولُه تعالى‏:‏‏{‏وادْخُلوا البابَ


سُجَّداً‏}‏، أي‏:‏ رُكَّعاً‏.‏


[line][ne]


مجمع اللغة العربية - المعجم الوسيط

( سجد )
سجودا خضع و تطامن و وضع جبهته على الأرض فهو ساجد ( ج ) سجد و سجود و السفينة للريح أطاعتها و مالت بميلها
( سجدت ) رجله سجدا انتفخت فهي سجداء و هو أسجد ( ج ) سجد
( أسجد ) طأطأ رأسه و انحنى يقال أسجد الرجل و أدام النظر إلى الشيء بأجفان مراض غضيضة
( الساجد ) يقال فلان ساجد المنخر ذليل خاضع
( الساجدة ) مؤنث الساجد و يقال عين ساجدة فاترة و نخلة ساجدة مائلة ( ج ) سواجد
( السجاد ) الكثير السجود
( السجادة ) الطنفسة و البساط الصغير يصلى عليه و أثر السجود في الجبهة
( المسجد ) الجبهة حيث يكون ندب السجود ( ج ) مساجد و المساجد من بدن الإنسان الأعضاء التي يسجد عليها و هي الجبهة و الأنف و اليدان و الركبتان و القدمان
( المسجد ) مصلى الجماعة و المسجد الحرام الكعبة و المسجد الأقصى مسجد بيت

[line][ne]

الخلاصة

لدينا عدة ملاحظات على الشروح السابقة لمعنى كلمة سجد :

1- نلاحظ أن معنى السجود الحسي وهو الملون بالأحمر يرد بشكل كثيف في المعاجم ، مقارنةً بالمعنى المعنوي الملون بالأزرق والذي نجده يأتي غالباً في نهاية الشرح .بل إن الصاحب بن عباد وابن سيده لم يذكرا الذل أو الخضوع من معاني السجود بتاتاً .
2- يقول الصاحب بن عباد ، والسّاجِدُ -في لُغَةِ طَيِّىءٍ- :المُنْتَصِبُ، وفي لُغَةِ سائر العَرَبِ: المُنْحَني. لاحظوا أنه لم يقل أن الساجد في سائر لغة العرب يعني الذليل أو المستسلم ، بل قال المنحني ، وهذا إيضاح ما بعده إيضاحه لمعنى السجود عند سائر العرب باستثناء طيء .
3- سجود البعير هو طأطأة رأسه . لاحظوا ارتباط السجود المجازي هنا بالحركة نحو الأسفل .
4- الإسجاد هو إدام النظر ، وفي ذلك يقول ابن فارس " فهذا صحيحٌ، إلاَّ أن القياسَ يقتضي ذلك في خَفض، ولا يكون النّظرَ الشّاخصَ ولا الشزْر" ، لاحظوا كيف اشترط الخفض في النظر وليس الشخوص او الشزر إذا وُصف بالإسجاد ، وذلك لأن السجود في اللغة دائماً يدل على حركة نحو الأسفل ، فهو تطامن وطأطأة وميل ووضع الجبهة على الأرض وانحناء ، فقال أن القياس (أي القياس على معنى السجود) يقتضي الخفض أي خفض النظر وليس شخوصه أو شزره .
5- سجود النخل هو ميلها بسبب حملها ، وهذا ليس من القرآن بل من لغة العرب ، وهو مجاز شبيه بمجاز سجود البعير ، ونلاحظ فيه الحركة نحو الأسفل .
6- سجود السفينة هو ميلها مع الريح ، وهذا أيضاً فيه حركة إمالة ، وليس مجرد ذل وانقياد ، لأن السفينة منقادة دائماً ومستسلمة للريح ، لكن يقال عنها ساجدة إذا مالت وليس إذا كانت تمضي في طريقها من غير ميل ، وبالتالي فالسجود يُطلق هنا على حركة ميلها وليس على مجرد انقيادها وهذا واضح ، وسأفسره بمثال آخر عن الشمس لاحقاً .
7- السجود بمعنى الركوع ، وهو الانحناء دون ملامسة الأرض ، وذلك في تفسير "وادخلوا الباب سجدا" . وهذا يعني أن السجود الحسي لا يُشترَط فيه وضع الجبهة على الأرض كما اتهمنا به الزميل وهذا ما سنوضحه في النقطة رقم 8 .
8- نستنتج من الشروحات السابقة في المعاجم أن السجود في اللغة يعني :
التطامن، الانحناء ، وضع الجبهة على الأرض ، طأطأة الرأس ، الميل ، الركوع ، الخضوع ، الذل ، الطاعة.
بينما يقول زميلنا :
Array
جميع كتب المعاجم تضع الخضوع كمعنى لغوى للسجود . [/quote]

وقال :
Array
السجود المعنى الاصلى الوحيد الاساسى له هو الخضوع [/quote]

9- كان كسرى يسجد للطالع أَي يتطامن وينحني ، فسجوده هنا لم يشترط فيه مس الجبهة للأرض ، تماماً كسجود البعير والنخل والسفينة ، جميعها لا تشترط وضع الجبهة على الأرض ، بل مجرد انحناء وتطامن .

وهنا نذكّر بفهم الزميل eeww2000 لقولنا في موضوعنا الأول
Array
الآية تصرّح بسجود الشجر والنجوم(أو) نبات الأرض ، ولكن هل سبق أن رأى أحدكم نباتاً أو شجراً أو نجماً ساجداً ؟
أين يمكن أن نجد هذه الأشياء تسجد ؟ [/quote]

حيث قال :

Array
و لم يقل اى تفسير ان السجود حقيقى بمعنى ان الشجر يضع جبهته على الارض
هذا تفكير قاصر ليس على مستوى المناقشة الا فى جلسات المعلق الختيار . [/quote]
وقال :
Array
من حقك الا تصدق او تقتنع بهذا التفسير و لكن من قال بهذا التفسير اكثر فهما منك و رقيا فى التفكير فلم يفكروا تفكيرك البدائى عن السجود بالجبهة و كانت هذه فكرتهم لان السجود بالجبهة غير وارد عند ذوى الافهام فبحثوا عن تفسير قد يعجبنا او لا يعجبنا المهم الفهم السليم سيقودنا الى الحق باذن الله اما الجهل السقيم فلا يصلح الا فى الجلسات اياها. [/quote]
ويستنتج :
Array
اذن ما كتبه الختيار هنا لا معنى له و فهم طفولى لا يليق بختيار بل حتى الاطفال لن يقتنعوا به . [/quote]


لا أدري من أين جاء بمقولتي هذه !!!
فهل قلت أنا سجود بالجبهة للشجر على الأرض !!!
واعملوا بحث عن كلمة "جبهة" فأنا لا أراها . لكنها تهمة شنعاء يريد الزميل eeww2000 أن يلصقها بي ثم ينتشي بنعتي بالجهل والفهم الطفولي .
لذلك حق لنا أن نقوم بشطب ذاك الكلام المنسوب لنا زوراً وبهتاناً .

وهذا نصي الأصلي :

Array

1- "وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)"

اختلف المفسرون – على عادتهم – بالمقصود بالنجم ، فبعضهم قال هو النبات الذي ليس له ساق ، وآخرين قالوا هو نجم السماء ، والشجر معروف ، الآية تصرّح بسجود الشجر والنجوم(أو) نبات الأرض ، ولكن هل سبق أن رأى أحدكم نباتاً أو شجراً أو نجماً ساجداً ؟
أين يمكن أن نجد هذه الأشياء تسجد ؟
أم تُراها ظلالها التي تسجد ؟
نعم أنا لا أمزح ، فآية أخرى تقول :
" ولِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بالغُدُّوِّ والآصَالِ " الرعد 15
هل يُعقَل أن يفسّر الظل على أنه سجود للشجرة !!!
هناك احتمال آخر
هل تُراها تسجد ولكننا لا ندرك هذا السجود ؟
تماماً كسجود الملائكة والدواب ؟
"وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ " النحل(49)

أم تُراه كتسبيح السماوات والأرض ومن فيهن دون أن ندركه ، وذلك حسب قوله :
" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " الإسراء 44

إذا كان الأمر كذلك ، فما الفائدة من هذه الجملة ؟ ماذا نستفيد حين يحدثنا الله عن سجود شجر أو نجم أو دواب أو ملائكة دون أن نستطيع رؤيته ؟
هل يتوقع منّا أن نؤمن به للسجود الخفي لهذه الموجودات فنخِرّ سجّداً !!!
هل أقنعك بقولي أني أطير في السماء كالطيور مرفرفاً بذراعيّ العاريتين لكنك لا تدرك هذا الطيران وتعجز عن رؤيتي أفعله !!!

أعتقد أن هذه الجملة أو الآية كما يسمونها ، لم تخدم النص بشيء غير انتهائها بالألف والنون التي استلحم كاتب النص على حشرها في نهاية أغلب الآيات ، للحفاظ على سلامة القافية – عفواً – أقصد الفاصلة . فهم ينزعجون من قولنا قافية لأن هذا يشبه القرآن بالشعر !! . [/quote]


وبمراجعته تكتشفون الطريقة التي يريد أن يناقش بها الزميل eeww2000 ، فهو يقوّلني ما لم أقله ، ثم يردّه عليّ .

وسؤالنا الذي نطرحه على الزميل eeww2000 هو :
لماذا من بين معاني السجود تختار فقط السجود المعنوي (الخضوع والذل) وتهمل المعاني المتعلقة بالسجود الحسي الحركي(الانحناء وخفض الرأس والميل والتطامن والطأطأة للرأس ووضع الجبهة على الأرض وما إلى ذلك) !!!!
علماً بأن المعنى الحسي أسبق في الوجود من المعنوي المجرد ، كما يقول صبحي الصالح في كتابه "دراسات في فقه اللغة - ط 17 ص 180 "

هناك حديث مشهور عن سجود الشمس عند عرش الرحمن وهذا نصه في البخاري :
"‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأبي ذر ‏ ‏حين غربت الشمس ‏ ‏أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى ‏
والشمس تجري ‏ ‏لمستقر ‏ ‏لها ذلك تقدير العزيز العليم "

فهل سجود الشمس هنا سجود حسي حقيقي فيه انحناء أم هو سجود معنوي بمعنى الانقياد والاستسلام ؟

أعتقد أن الشمس - حسب الفهم الإسلامي - دائماً منقادة مستسلمة خاضعة لله مسخرة بأمره ، ولا تنتظر حتى تغرب لتذهب وتخضع أو تستسلم .

فلو أن سجودها كان بمعنى الانقياد والاستسلام فلماذا جعله فقط عند الغروب بينما هي خاضعة مستسلمة دائماً وأبداً ؟

وهذا يدل على أن نبي الإسلام حين قال هذا الحديث كان يقصد السجود الحسي الحقيقي .

ولكن كيف هو ؟

فتلك مشكلته وليست مشكلتنا .

فمثلما آمن أتباعه بركوبه على ظهر دابة تشق عباب السماوات لتبلغ به إلى السماء العاشرة ، لير عجائب العالم الفوقي ثم يعود في نفس الليلة ، فيمكنهم أن يؤمنوا بسجود الشمس الحقيقي لحظة الغروب ، فإن طلبوا العقلانية في تفسير سجود الشمس فلماذا لم يطلبوه في قصة الإسراء والمعراج !
ومثلما يؤمن أتباعه بأن الشهب رجوماً للشياطين ، يمكنهم الإيمان بالسجود الحسي للشمس .


يتبع
12-08-2007, 01:58 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
رد على الختيار فى جلسته عن سورة الرحمن - بواسطة الختيار - 12-08-2007, 01:58 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بخصوص بعض نصوص سورة المائدة TERMINATOR3 16 3,753 01-08-2012, 08:14 PM
آخر رد: TERMINATOR3
  حاجة في نفس يعقوب قضاها ...لطائف من سورة يوسف . جمال الحر 8 2,560 12-15-2011, 05:37 PM
آخر رد: جمال الحر
  الشروط العمرية المستوحاة من سورة التوبة 29 عوني عوني 6 2,367 08-26-2011, 07:14 PM
آخر رد: عوني عوني
  لحظة تأمل فى سورة الكافرون سمط الدرر 10 4,062 06-17-2011, 12:31 AM
آخر رد: يوسف فخر الدين
  الآيتان المزيفتان في آخر سورة براءة ( سورة التوبة ) الفكر الحر 11 6,902 05-22-2011, 04:36 AM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS