أخيرا .. افرجت الجهات المعنية عن احتفالية (دمشق عاصة الثقافة العربية) عن السر المصون واللغز الخفي : اسعار بطاقة حفلة فيروز ..

وبما اني من عشاق فن هذه الاسطورة .. التي علمتنا حب الروح .. لا شبق الجسد كحال فنانات هذا الزمان الرديء .. فقد فكرت أن احضر مسرحية فيروز (فيس تو فيس) بعد أن سمعتها كاملة عبر التسجيلات الصوتية ..

دقتت جيدا في لائحة الاسعار فوجدتها كما يلي:

(2000) ليرة .

(5000) ليرة.

(8000) ليرة.

وأخيرا : (10000) ليرة ! .

واذا عرفنا أن متوسط الدخل القومي في سورية (اللهم لا حسد) هو (10000) ليرة .. واذا عرفنا أن 80% من الشعب السوري مصنفين ضمن فئة (الطبقة الكادحة والطليعة الثورية والعمال المنحدرون من أرض الثورة التي تحمل هموم الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية) يعني بالعربي الفصيح : موظفين على باب الله ... وبالتالي فان حضور حفلة فيروز العتيدة سيكلف المناضل الكادح (الثوري .. أو الثور .. لا فرق) نصف راتبه أو ربعه على أقل تقدير .. فالسؤال الذي يطرح هنا :

من سيحضر حفلة فيروز ؟ ..

فكرت قليلا .. ثم قررت الا اضيع مناسبة تشريف فيروز الى ربوع دمشق التي لطالما تنغت بها .. وسأحضر حفلتها التعيدة .. ولكن على طريقة (المناضل الثوري الكادح) ..

حسنا .. في يوم 28/1/2008 ساسهر في البيت .. واجهز طبق فواكي معتبر .. وصحن موالح على كيفك .. وانجعي على كنبة التأمل التي تعودت أن استلقي عليها وأنا اشاهد التلفزيون، أو اقرأ كتابا، أو استمع الى بعض الموسيقا .. وبذات توقيت الحفلة ساشغل قرص مسرحية (صح النوم) واستمع اليها .. واصوب نظري صوب الغلاف الملون للقرص والذي يحمل صورة فيروز في بوزات مختلفة .. واغمض عيني .. واسرح .. واحلق .. حتى يأتي الصباح .. على زعيق المنبه الذي سيكون له ذاك اليوم طعم مختلف ....

لعله سيهمس لي :

صح النوم .. يا كادح ! .