ملاحظات حول الموضوع اعلاه :

1. كاتب الموضوع ( العزيز شهاب ) يتحدث عن امريكا ، و كانه شخص محايد من كوكب خارجي ، مما استدعى هجوما شرسا ضده ، ممن شارك في الموضوع . اضافة الى فهم خاطىء لبعض مما يقصده ، بسبب بعض المشكلات الفنية في اسلوب الكتابة .

2. يبدو ان الغالبية تتحدث عن الحق كامر مسلم به ، مع انني توصلت الى ان الحق ليس حقا بحق . فالحق هو مفهوم نسبي ، حيث يدعي كل من الحق فيما يخدم رغباته او مصالحه او تطلعاته المادية او الاخلاقية المعنوية .

3. يقول الكاتب : لماذا ندين أمريكا على ما سبق ؟.. ثم يبرر لها ما تقوم به من غث أو سمين !!!
ثم ينطلق الكاتب الى فكرة اخرى ليقول : ومن المسؤول عن هذا الواقع ؟.. ليصل الى نتيجة مؤداها ، ان هيمنة امريكا " ان هيمنة أمريكا هي ببساطة نتاج الشعوب العربية ذاتها لا نتاج الحكومات العربية .. "

طبعا ، لدينا هنا مغالطة كبيرة ناتجة عن تسرع في تحليل مصادر القوة الامريكية ، و مداها ! فامريكا لم تكتسب قوتها من العرب او من غيرهم من شعوب الارض ! امريكا هي امريكا ، وهي ليست صنيعة أي دولة من الدول . امريكا التي تعملقت باقتصادها لدرجة ان رفضت امها (انكلترة ) ، هي امريكا التي تنعم بطاقات تعادل عشرات اضعاف طاقة اية دولة تليها من دول العالم المتقدم . هذه الامريكا لا تابه للعرب او للروس حتى ، و لا تعتمد عليهم في تبرير قوتها ، او تقرير توجهاتها السياسية و المصلحية على حد سواء . فامريكا هي ظاهرة مستقلة بحد ذاتها . و ليس من الحكمة بشيء ان نجلد انفسنا بالقول اننا من سمح لامريكا بان تفعل فينا كذا و كذا . فما تفعله امريكا هو نتاج لقوتها و قدراتها و طموحاتها ، وليس على الضعيف حرج ان تهاوى امام القوة العظمى . انها سنة الكون و فيزياء العالم ، القوي يتغلب على الضعيف !

4. الزميل أبو ندى ، يقول : أنا لا أؤمن بإمكانية إندثار ألشعوب وألحضارات ( وخصوصا في هذه ألمرحلة من ألعولمة ألبشرية ) !!!

ترى ، اولم تندثر شعوب و حضارات سابقة عبر الذوبان و فقدان ذاتياتها ضمن ذاتية اقوى منها . أين هي حضارة الهنود الحمر ؟ انهم احياء يرزقون ، نعم ، لكن حضارتهم اندثرت و لم تعد لهم ذاتية مستقلة فاعلة في خضم الصراع الحضاري القائم اليوم و في كل يوم حتى آخر ساعة من وجود جنس بشري على هذه الارض !!!

5. اما الزميل جرمانيوس ، فيقول :
- وكلما كبرت الدولة زادت شرورها
- وستضعف أميركا يوماً عندما يملها المجتمع الدولي ويبحث عن بديل لها في ذاته أو في قوى إقليمية أصغر .

ان فكرة الشر هي فكرة نسبية ، تماما كفكرة الحق ! فما تراه شرا قد يكون خيرا بالنسبة لدولة مجاورة . فما يتعرض له الفلسطينيون من شر قد يكون خيرا حقيقيا لصالح اسرائيل ، و العكس ايضا صحيح ! لهذا فان نمو دولة معينة و تعملقخا يستتبع بالضرورة شراهة اقتصادية لفتح اسواق جديدة امام اقتصادها ، الذي هو بالاساس السبب الحقيقي لقدرتها على التضخم و العملقة ز و فتح الاسواق قد تقابله قوى اخرى بالرفض مما يؤدي الى قيام تلكم الدولة باساليب دبلوماسية او عسكرية عدوانية ،اذا فشلت الدبلوماسية . و ذلك كي تحافظ القوى الصاعدة في المجتمع الجديد المتعملق على وتيرة حصولها على فائض ارباح من تمدد و توسع مصالحها داخل و خارج دولتها ! و هذه الدولة و معها مثيلاتها هي التي تخحلق ما يسمى بالمجتمع الدولي . فبقوتها تفرض ما تريد و بضعفها تفقد الكثير من الامتيازات و تتحول الى دولة من درجة ثانية ! لكن الدول الاصغر ليس لها دور في تحجيم تلك الدولة التي كانت عملاقة و ضعفت بل عوامل داخلية على الاغلب تعمل على تفكيكها و ارجاعها الى مستوى سابق كانت تعيشه ! قبل تعملقها .

6. العزيز غرامشي في شرحه لنشوء الولايات المتحدة الامريكية يقول لنا بانها نشات " تاريخيا كمسخ مبعض من مجموعات مختلفة من البشر، ولحق هذا النشوء انفلاش اضطراري تمثل بالقضاء على بدئها هي كمولود أوروبي، وعلى بدء من سكن تلك الارض أعني به الهنود الحمر "

لو تابعنا نشوء الحضارات القديمة او الحديثة ، لوجدنا بانها اعتمدت اساسا على الاقتصاد . فحضارة تشاتال هويوك التركية ، و حضارة كوش النوبية - المصرية و الحضارة اليونانية و الحضارة الاسلامية ، و اخيرا ، الحضارة الامريكية ، و التي هي جزء متمم للحضارة الاوروبية .... الخ لم تنهض الا على اقتصاد رفيع المستوى و فائض مادي امن لها القدرة على تبوء مركز تجارلاي و صناعي متطور ، اضافة الى استخدام تلك المنجزات و القدرات في فتوحات عسكرية في دول الجوار سمحت بتضخم و تعملق اقتصادها لتصل الى مرحلة سياسية متميزة . و لهذا فلا تغشنا فكرة قيام تلك الدولة بابادة هنود حمر او شعوب لاتينية او احتلالات او تعديات على جيرانها ن فكل تلك الاشياء ما هي الا جزء من العمل التوسعي الذي يؤدي الى العملقة الدولية ! و لهذا فالنتيجة التي اوصلنا اليها الزميل غرامشي ، وهو يرفضها اصلا ، بينما هي في الحقيقة صادقة تماما !!! أي ان الدول في تطورها و تعملقها لا ترحم الدول الصغيرة المجاورة ، فتعرضها للذوبان او الابادة او المواجهة الى اجل غير مسمى !

7. الزميل خالد ، و بكل اسى ينظر للمسالة من باب شعار العدالة و الحرية الانسانية . وهو يعلن عن عدم احترام الحكومة الامريكية لما تمارسه من سلوكيات يرفضها خالد المهموم تجاه بقية الشعوب المستضعفة .

و اقول للزميل خالد ، بان امريكا ، كاي شيخ قبيلة او زعيم حارة ، له ما له و عليه ما عليه تجاه الحارة او القبيلة او المجتمع الدولي الذي يعيش فيه . فامريكا لها مصالح تسعى للحصول عليها ، و على امريكا واجبات اخلاقية مستحقة . فهي تعتم بنفسها اولا و تعمل على نفيذ تلك الواجبات من باب آخر . و لن نتكلم عن مصالح امريكا ن اذ قدم الزميل شهاب ما يكفي من معلومات بهذا الخصوص ، لكن من ناحية الواجبات التي على امريكا ان تضطلع بها بموجب مشيختها للعالم و بموجب المعاهدات الدولية الموقعة بينها و بين دول كثيرة و بموجب تيارات و قوى داخل امريكا لها قوتها في اجبار الحكومة على تنفيذ بهض الاجندات الانسانية و الاخلاقية داخل و خارج امريكا على حد سواء ! تجد امريكا ان عليها ان تساهم مع روسيا و الصين و غيرهم من دول مجلس الامن في اطفاء بؤر التوتر في العالم . كما تجد ان عليها ان تكافح الارهاب الذي بات شرا لا يمكن التساهل معه ، و قد ايدتها كافة دول العالم دون استثناء . و لقد نجحت في شعارها القديم حول الاطاحة بالنظام الشيوعي العالمي متمثلا بالاتحاد السوفييتي ، و هي تسعى لتقوم بالمثل بالنسبة للارهاب الدولة ، و لقد خصصت المليارات في سبيل ذلك و وصلت الى نتائج جيدة جدا . و من واجبات امريكا نشر الديموقراطية في العالم ن بغض النظر عما حققت حتى اليوم ن لكنها دون شك قد غيرت الكثير مذ طرحت ذلك الشعار و جعلت من المطالبة به يوميا ، ديدنا لها ! لهذا من الخطا الا نرى في امريكا سوى دولة عدوانية تبيد و تحتل و تدمر و تفرض قيودا و تمارس تعديات فحسب !

اما الزميل thunder75 ، فلم يرى في الزميل شهاب سوى ميكيافيلي فحسب ! فيقول " فالحقيقة أن أمريكا ليس لديها "مصالح" في المنطقة أمريكا لديها "أطماع" في منطقتنا. "

ترى ما الفرق بين المصالح و الاطماع ؟
الجواب ، ان ما هو مصالح لدة دولة قوية يعتبر اطماعا لدى الدولة الضعيفة . و العودة الى رفض مصالح الدولة القوية لا يكون بالحديث عن الحق ، او العار ، او العيب ، بل في تقييم حقيقي للذات العربية المنهارة و التي تجاوزها التاريخ و ما زالت تتحدث عن نفسها كذات فاعلة في مجرى الاحداث السياسية المعاصرة . فما سبب ضعفنا الا ما وصلت اليه حالتنا الفكرية و السياسية و الاجتماعية نتيجة لعهود طويلة من القمع و الزيف و التجهيل التركي فينا ، أربعمئة سنة من التجهيل و الكبت ، حتى بتنا لا قدرة لنا على تفكير او انتاج او ابداع ضمن مؤسسات دينية تهيمن على كل ابداع ثقافي ، فتخنقه في مهده ، هذا من ناحية ، و مؤسسات سلطوية تمارس القهر و الكبت و التضليل الفمري و السياسي بحق شعوبها ، من ناحية أخرى . بينما امريكا كانت تتقدم خلال المئة سنة الاخيرة في كافة المجالات بخطى متسارعة نحو الوصول الى مركز سيدة العالم بامتياز .

فكيف لهكذا شعوب ان تقف في وجه مجتمع متقدم بكافة المقاييس مثل المجتمع الامريكي عندما يبحث عن مصالحه في بلادنا ! هذا هو احد الاسباب التي جعلت العرب يعيشون الهزيمة حتى اعمق قرارات انفسهم . فنجد في مجتمعنا قوى تتراوح بين المهزومة و الطوباوية التي لا تعترف بهزيمتها و تعمل على الرفض باشكال صبيانية تعصبية ، على طريقة : ابي افضل من ابيك ، ولن ارد عليك باكثر من ذلك ، حتى لو ذبحتني .

تحياتي .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	العروبة لن تصلب مرتين... تساؤلات في العمق	الفتح المبين	1	895	08-02-2010, 09:09 PM آخر رد: هاله
	تساؤلات مشروعة عن الإسلام- هام جدًا	إبراهيم	8	2,212	04-11-2010, 01:58 PM آخر رد: observer
	ردا على تساؤلات الاخ فلسطيني كنعاني	المهاجر الفلسطيني	34	6,608	02-16-2009, 10:41 PM آخر رد: A H M E D
	عدة لماذات... تساؤلات وجدانية بحاجة لتفسير عما يحصل بالمنطقة	journalist	5	959	03-09-2007, 07:25 AM آخر رد: discovery2
	تهنئه لايران واسرائيل وامريكا بموت صدام	الفحل	5	1,124	12-30-2006, 05:30 PM آخر رد: على نور الله