المشكلة يا وميض أن هكذا مناشدات لا تجدي نفعاً فعلاً، في السياسات الدولية لا تنفع إلا توازنات القوى، العريضة يمكن أن تنفع لبناء مستشفى أو مركز صحي أو الضغط على قوى سياسية محلية في هذا التفصيل السياسي أو ذلك أو لإطلاق سراح سجين. ولكن ليس في السياسات الدولية.
كما أن البيان كعادة البيانات التي تريد أن تجمع ولا تفرق متماهية في إنسانيتها المثالية الهائمة، ولا تتخذ أي موقف، فهي مائعة جميلة ولكن لا تحدد المسؤوليات، لمن هذه العريضة؟ وماذا تريد بالضبط؟ وما الذي تقترحه كآليات لوقف الاقتتال؟
يعني يا وميض، تريدين بعريضة أن تنهي صراع عمره قرن؟ بغير تغير موازين القوى بالمنطقة لا يمكن ذلك برأيي. وأنا من ناحيتي لا أوقع على هكذا عرائض، لأنها لا تحدد ما أعتقده "حقاً"؛ أي أن هناك ضحية وجلاد، هناك ظلم إسرائيلي مدعوم من أمريكا، وهناك ضحية فلسطينية متأذية، وما حدث في غزة ليس إلا استمرارية لهذا الصراع التاريخي. ولن يُحل إلا ضمن هذا المنظار برأيي. أما التوسلات من قبيل "وقف الاقتتال والضحايا المدنيين من الجانبين" فهذا عبث لدي يساوي بين الجاني والمجني عليه. عدا عن أنه لا يجدي نفعاً ولو وقع على العريضة ستة مليارات إنسان.
خالص تحياتي.
(f)