{myadvertisements[zone_1]}
سؤال للزملاء المسلمين : ما هي قضية الصحابة؟
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #16
سؤال للزملاء المسلمين : ما هي قضية الصحابة؟
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابي لفظ يقع على من طالت صحبته للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكثرت مجالسته له عن طريق التبع له والأخذ عنه.
روي عن شعبة بن موسى السيلاني قال: أتيت أنس بن مالك فقلت: هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيرك؟ قال: بقي أناس من الأعراب قد رأوه، أما من صحبه فلا.
وقال المازني في شرح البرهان "لسنا نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه صلى الله عليه وآله وسلم يوما، أو رآه لماما، أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب، وإنما نعني بهم أولئك الذين نصروه واتبعوا النور الذي أنزله الله أولئك هم المفلحون".
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن علي الحافظ باسناده عن سعيد بن المسيب أنه قال :"الصحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين".
وعلى ما تقدم، لا يعد من الصحابة إلا من تحقق فيه معنى الصحبة بملازمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطول مجالسته. ويعرف كون الواحد منهم صحابيا، تارة بالتواتر، وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر، وتارة بأنه يروى عن آحاد الصحابة أو آحاد التابعين أنه صحابي، وتارة بقوله وإخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته بأنه صحابي.

وجميع الصحابة عدول، ولهم جميعا خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة.
فمن ذلك قوله تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)
وقوله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) فالمقصود بها الصحابة فهم بعض المؤمنين.
وقوله تعالى: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم).
وقوله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون*والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون*).
وقوله تعالى: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود* ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما*).
وفي أصحاب الأنبياء عامة قال تعالى : (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين*)

ومن السنة الشريفة قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:"أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".
ومنه ما رواه الترمذي وابن حبان من حديث عبدالله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله فيوشك أن يأخذه".
وثبت في البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:"والذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه".
وروى البزار في مسنده بسند رجال ثقات من حديث سعيد بن المسيب عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"إن الله قد اختار أصحابي على الثقلين سوى النبيين المرسلين".

هذه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، تنطق بوضوح بفضل الصحابة وعلو مكانتهم ووجوب حبهم وتعظيمهم، وعلى عدالتهم. على أن حال الصحابة التي كانوا عليها تدل على عدالتهم، فقد كانوا على حال عظيم من الأعمال الكبيرة، من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام وبذل المهج والأموال، وقتل الأبناء والآباء في سبيل الإسلام، والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين. وهذا يدل على القطع بعدالتهم والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
هذا هو الحق، وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة رضوان الله عليهم، فإن لم يكونوا عدولا فكيف يكون ما نقل إلينا بوساطتهم حقا؟

صحيح أن الصحابي الواحد ليس معصوما، بل يجوز عليه ما يجوز على سائر البشر من خطأ وارتكاب المحرمات، إذ لا معصوم غير الأنبياء والرسل. ولكن ما ينقلوه لنا هو من الدين ولو نقل ذلك فردهم، لأنهم عدول في النقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لقوله عليه السلام:"بأيهم اقتديتم اهتديتم"، وكذلك ما يجمعون عليه مقطوع بصحته لاستحالة الخطأ في إجماعهم.
فالإدعاء بعصمة أي واحد منهم خطأ، لأنه يجوز الخطأ على كل واحد من البشر إلا الأنبياء فيما يبلغونه عن الله تعالى. وجرح عدالة أي واحد منهم خطأ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول :" بأيهم اقتديتم اهتديتم"، واعتبار اجماعهم دليلا شرعيا أمر واجب، لأنه يستحيل عليهم شرعا أن يجمعوا على خطأ.


هذا أحسن ما قدرنا عليه، فمن أتانا بأحسن منه، تركنا رأينا وصرنا إلى قوله.
02-10-2005, 02:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سؤال للزملاء المسلمين : ما هي قضية الصحابة؟ - بواسطة خالد - 02-10-2005, 02:46 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هدية للزملاء المسيحيين Free Man 6 1,560 04-27-2012, 03:44 PM
آخر رد: fahmy_nagib
  سؤال للزملاء المؤمنين ( مسيحيين أو مسلمين ) NigHtMaRE 113 24,440 09-11-2011, 04:13 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  ابارك للزملاء الشيعة فى ذكرى مولد الامام المهدى عليه السلام على نور الله 16 5,134 07-20-2011, 10:48 PM
آخر رد: الفكر الحر
  للزملاء المسيحيين و المهتمين بالتاريخ الكنسي ؟؟؟ بلاجذور 3 2,012 06-18-2011, 02:14 PM
آخر رد: بلاجذور
  سؤال وجواب للزملاء الشيعة vodka 75 15,953 05-28-2011, 05:34 AM
آخر رد: سمط الدرر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS