الزميل فادي

تحياتي


1- هل هناك علاقة بين التكبر والتواضع؟ بمعني آخر هل الإنسان أو الله ممكن أن يجمع بين صفتي التكبر والتواضع؟
- الله لا يجمع بين صفات الكمال وصفات النقص إذ أن هذا محال عقليًا ودينيًا. ربما أن تقصد أن المسيح تواضع وتجسد للأسباب التي تبدونها. أقول مع أن الإسلام يعارض ذلك بشدة فلا تجسد في الإسلام، إلا أنك تلاحظ في العهد الجديد أن المسيح (الابن) هو الذي تواضع وتجسد، ولكن الله (الآب) لم يتجسد مطلقًا. بل نادى: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. التواضع صفة نقص لا تليق بالله ذي الجلال والجمال والكمال.
2- قلت أن سبب تكبر الشيطان انه رفض السجود لادم ؟ أريد توضيحا وهل يتفق ذلك مع وصية الله لموسي في الوصايا العشر :
" لا تسجد لهن و لا تعبدهن لاني أنا الرب إلهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث و الرابع من مبغضي "(خر 20 : 5)
و أيضا :
" فانك لا تسجد لاله آخر لان الرب اسمه غيور اله غيور هو" (خر 34 : 14)

- شرحت ذلك بالتفصيل في المداخلة رقم 11

3- قلت أيضا أن الملائكة سجدوا فكيف أولا يتفق هذا مع كلام الله ؟ وثانيا هل هناك دليل واحد في حياة الجنس البشري كله من آدم حتى الآن أن ملاكا سجد لإنسان؟؟
- قلنا من قبل أن السجود هو الإنحناء تعبيرًا عن الاحترام وليس سجود عبادة وأن الآمر به هو الله، وقال بعض العلماء أن الملائكة التي أمرها الله بالسجود بهذا المعنى هم الملائكة المكلفين ببني آدم منهم الكتبة الذين يكتبون الحسنات والسيئات على سبيل المثال.
- لا يوجد في الإسلام إلا أمر الله لملائكته بالسجود لآدم. والإسلام لا يستقي عقائده من حياة الشعوب وتاريخ البشرية، وإنما هناك القرآن الكريم والسنة الشريفة وإجماع الأمة.
4- هل الله خلق الشيطان كشيطان أم كان مخلوق علي صورة أخرى؟
- الله لا يظلم أحدًا. لم يكن "إبليس" شيطانًا قبل معصيته، بل إن الاسم "إبليس" لم يطلق عليه إلا بعد أن عصى وأصر على معصيته. ولذلك لم يلعنه الله ويطرده من رحمته قبل ذلك. واللعن لا يقتضي تغيير الصورة، بدليل قول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } (112) سورة الأنعام
هنا نرى شياطين الإنس وما غيَّر الله صورتهم.

البلس: الحزن المعترض من شدة الإبلاس ومنه اشتق إبليس ولما كان إبليس كثيرا ما يلزم السكوت. قيل أبلس فلان: إذا سكت أو انقطعت حجته. (التعريفات. ج1. ص 144)
فهو مخلوق بائس حزين لا حجة له عند الله تعالى.

ب ل س: أبْلَسَ من رحمة الله أي يئس ومنه سمي إبليسُ ... و الإبْلاسُ أيضا الانكسار والحزن يقال أبْلَسَ فلان إذا سكت غما. (مختار الصحاح)

الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أبلس، ومنه اشتق إبليس فيما قيل. قال عز وجل: {ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون} <الروم/12>، وقال تعالى: {أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} <الأنعام/44>، وقال تعالى: {وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين} <الروم/49>.
ولما كان المبلس كثيرا ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل: أبلس فلان: إذا سكت وإذا انقطعت حجته.(مفردات غريب القرآن. الأصفهاني)

شاط يشيط: احترق غضبا، فالشيطان مخلوق من النار...... الشيطان اسم لكل عارم من الجن والإنس. (مفردات غريب القرآن)

وهكذا نثبت أن الكلمتين "إبليس" و "شيطان" لم تطلق عليه إلا بعد المعصية والإصرار على موقفه من أمر الله. ونعلم أنه هناك شياطين الإنس الذين لعنهم الله بكفرهم ومحاربتهم لمنج الله على يد أنبيائه ورسله، ولم يغير الله صورتهم، وإنما وصفهم بأنهم شياطين. ولا يوجد دليل يناقض هذا ويقول على سبيل القطع أن إبليس كانت له خِلْقَة تغيرت إلى الأسوأ بعد حلول اللعنة عليه.

شكرًا

والسلام عليكم

أهدي السادة المتصفحين كتاب يتحدث عن الجرائم الأمريكية في العراق بالوثائق. حجمه 6.5 م ج ويقع في 250 صفحة:

http://www.islamicnews.net/ShowBanner.asp?ID=24