هذه الفترة يا كنعاني

فترة حساسة جدا من تاريخ القضية الفلسطينية وكثير من الفلسطينيون لا يعلموا الدور الحقير الحقير لهذين النظامين ، كان يمكن للتاريخ أن يأخذ مسارا آخر تماما حتى بعد النكبة ، كانت ستكون دولة فلسطينية في الضفة وغزة في سنة ال48 وكان اللاجئون الفلسطينيون سيعودون إلى دولتهم فورا لكن ما الذي جرى كان مؤامرة حيكت في الظلام وداخل الغرف المغلقة لاستكمال شطب فلسطين الكيان والشعب ، فالجانب الأول قامت به اسرائيل والجانب الثاني اكمله ونفذه العرب على خير وجه ، لقد أداروا الصراع السياسي بأسوأ طريقة ممكنة على الإطلاق

لقد تقاسمت الأردن ومصر ما تبقى من ارض فلسطين فقامت الاردن بضم الضفة وبجرة قلم تحول سكانها لأردنيون دون أخذ رأيهم
لاحظ أن ما حصل هو ضم وليس وحدة فالوحدة شيء آخر غير الضم وطبعا لم يعترف أحد بالعالم بهذا الضم سوى الباكستان وبريطانيا ، بعد أن جمع الملك عبد الله مخاتير كان اكثرهم عملاء للانتداب البريطاني ولا يمثلون الفلسطينيين الذين كان أجدر بتمثيلهم الثوار الذين حملوا السلاح

وردا على مؤتمر غزة للحاج امين الحسيني واعلان حكومة عموم فلسطين ، تقرر ضم الضفة ، وعلى الجانب المصري وضعت غزة تحت ادارة الحكومة المصرية في وضع قانوني شاذ وغريب فلا غزة اصبحت جزء من الدولة المصرية و لا هي اصبحت دولة مستقلة ولا حكم ذاتي ، بل تحت حكم اشبه بالحاكم العسكري. وهناك بالمناسبة جانب صغير من الجولان الفلسطيني تم ضمه لسوريا وتحدث عنه المرحوم ياسر عرفات بأكثر من مناسبة ،

لو كانت فلسطين دول في ال 67 ولها حدودها لكان وضعنا القانوني الآن أفضل ألف مرة و واضح جدا.

أما المؤامرة الكبرى والأسوأ من كل ما جرى كانت هي القبول بالهدنة مع اسرائيل لمدة 19 سنة بعد حرب 48 وكأنها مباراة كرة قدم صفر الحكم واعلن نهايتها ، في وقت لم تكن فيه اسرائيل قوة نووية ولا عندها لا دبابات ولا طيران بل مجرد عصابات ، كان يمكن تحرير فلسطين في هذه الفترة أيضا وكان الجيش العراقي كفيل بذلك لوحده ، بالطبع لن اتحدث واخوض اكثر بالتاريخ عن فضائح الجيوش العربية يوم دخلت فلسطين مع احترامي لشهدائها وكيف ان الثوار الفلسطينيون عندما كانوا يسلمونهم اراضي ومناطق كانوا قد استبسلوا في الدفاع عنها كانت تسقط على الفور