Arrayفعلا لم افهم قصدك لأننا تعودنا من الاسلاميين على مفاجأت في التعاطي مع الدين ! ..[/quote]
لست يا عزيزي شهاب من الذين تشير اليهم فليس لي مفاجآت في التعاطي مع الدين.
بل المفاجأة منك عزيزي فالاية مكتوبة امامك و لا شك بانك تعرف موقع اداة النفي (ما) في الاية . اتوقع من شخص عقلاني ان يقول حسنا. هل كلامي مظبوط ام لا ؟

Arrayاذن تريد أن تقول : ان الانسان بمنطوق القرآن يمكن ان يعلم ما في الارحام !! وبالتالي فان الغيبيات التي لا يعلمها الا الله والتي وردت في سورة لقمان تقتصر على ما جاء فيها (ما ) النفاية على حد تعبيرك ! ..[/quote]
و هل الاية اصلا ذكرت كلمة غيب او غيبيات يا شهاب؟
لقد وضعت لك ايضا الاية التي تتحدث عن مفاتح الغيب متوقعا من انسان عقلاني مثلك ان يعتبر الموضوع منتهيا:
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {الأنعام/59}

هذه بنود مفاتح الغيب :

العلم مقابل عدم العلم.

الان دعنا نطبق هذا على جملة ( ينزل الغيث) في اية لقمان.
قل لي اين كلمة ( لا يعلمها الا هو ) لان الفعل المستخدم هو ( ينزل) و ليس يعلم. يعني هو يتحدث عن انزاله للغيث و ليس عن علم او عدم علم.



Arrayحسنا .. يثير هذا الفهم جملة من التساؤلات :

1- من من العلماء الثقات قال بهذا الفهم ؟؟ .. يذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الاية تحديدا ما يلي (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ....هَذِهِ مَفَاتِيح الْغَيْب الَّتِي اِسْتَأْثَرَ اللَّه تَعَالَى بِعِلْمِهَا فَلَا يَعْلَمهَا أَحَد إِلَّا بَعْد إِعْلَامه تَعَالَى ) .. ونقل الطبري اقول أئمة التفسير بأن ما ورد في هذه الآية (هُنَّ مَفَاتِح الْغَيْب ) .. بل ان فهم العزيز الصفي يتناقض مع كلام محمد نفسه !!! اذن اخرج البخاري قول محمد ( مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) وقد ورد هذا الحديث برويات متعددة .. الا اذا كان عزيزنا الصفي من منكري السنة وممن يرد كلام الفقهاء والمفسرين جملة وتفصيلا فهذا شأنه بالتأكيد وهو حر به ..[/quote]
لست منكرا للسنة و لكني اعرف جيدا كيف اقرا العربية و هذا هو حديث النبي(ص) كما رواه البخاري:
ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ اَبِيهِ، اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ اِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الاَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِاَىِّ اَرْضٍ تَمُوتُ، اِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‏"‏‏.‏
و لم يقل (ص) لا يعلمها الا هو . بل هو البخاري من عنون الحديث:
1 ـ باب ‏{‏وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا اِلاَّ هُوَ‏}‏
و كلنا يعرف بان هذه الاية التي يقصدها البخاري ليست قصد النبي(ص) اذ هي من سورة الانعام.
و لا تنسى بنك وافقتني بان الغيب لا يقتصر على هذه الخمسة.
طبعا لا يخف عليك بان الغيب غيوب: نسبي و مطلق و الخ الخ..


Array2- حتى اذا جارينا العزيز الصفي في فهمه هذا وضرنا عرض الحائط بكلام محمد نفسه وكلام المفسرين فان السؤال المنطقي الذي يُطرح هنا: اذا سلمنا بأن الغيب في سورة لقمان يقتصر على ما سُبق بـ (ما) فهل علم الساعة (وهو لم يسبق بـ ما) ليس من الغيب وبالتالي يمكن أن يعلمه البشر !؟ ..[/quote]
يا عزيزي لا تجارين انا بل احترم قواعد العربية و ستصل الى نفس النتيجة المنطقية التي سيصل اليها اي انسان محايد.
الاية تقرر علم الله تعالى بالساعة. لم تؤكد او تنف علم الانسان بها.
ايضا ابسط قواعد المنطق تقول بانك لا يمكن من هذه الجملة ان تخرج بنتيجة ان الانسان يعلم او لا يعلم ( علم الساعة).
و لان علم الساعة نفسه المذكور في هذه الاية لم يحدد لك ما هو المقصود به فلا تستطيع ان تقول لنا اي علم هو المقصود فللساعة حسب ما اخبرنا الوحي و النبي (ص) علامات كبرى و علامات صغرى و موعد ( لحظة فناء).
(1) العلامات الصغرى و هي جزء من علم الساعة يعرفها الانسان لان النبي(ص)اخبر بها.
(2) العلامات الكبرى و هي جزء من علم الساعة وهذه ايضا يعرفها الانسان لان القران و النبي(ص) ايضا اخبرانا بها.
(3) موعدها( لحظة الفناء) و هذه بين القران بان لا احد يعلمها الا الله في ايات اخر:
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {الأعراف/187}

عليه لا يمكنك ان تقرر بان الانسان يعلم او لا يعلم ( علم الساعة) من نص اية لقمان.
و لكن يمكنك ان تثبت علمه بعلاماتها الصغرى و الكبرى باحاديث النبي(ص) الصحيحة . و كذلك تنفي علمه بايان مرساها بنص القران.

Array3- ما الفائدة من أن يذكر الله امور يتباهى بأنه يعملها .. ولكن في ذات الوقت لا ينفي امكانية علم البشر بها !؟ .. اليس هذا لغوا لا معنى له ؟ ..[/quote]

و من قال لك بان الله كان يتباهى؟
يا صديقي ناقشنا بعقلانية كما نناقشك.
هل قال الله تعالى بانه يتباهى بعلمه بهذه الاشياء ؟ دلنا على هذه الكلمة او القرينة التي قادت لهذه النتيجة العجيبة.
لنقرا هذه الاية:
الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {الأنفال/66}
هل تفهم من الفعل علم في هذه الاية انه يتباهى بشئ؟