الزميل فادي

أهلًا بك

إليك ردودي على النقاط التي أثرتها في مداخلتك أعلاه:

1- لا تكبر ولا تواضع. الله أراد أن يخلق فخلق. فهذا يتعلق بصفة الخلق والقدرة عنده فهو الخلاق العليم القدير.
2- لا تكبر ولا تواضع. الله –في الإسلام- عرض الأمانة (أي القيام بمنهج السماء مع الحساب عليه)- على خلقه، فاختار الإنس (آدم) والجن (إبليس) اختاروا الحرية مع تحمل المسئولية، حرية الإيمان والكفر، والطاعة والمعصية.
3- نفس الرد. والله يمهل ولا يهمل. وإذا أخذ اللهُ الظالمَ أخذه ولم يفلته. وتذكر أن المسيح قال أنه من جدف على الروح القدس لا يُغْفَر له في هذا العالم ولا في العالم الآتي. أي أن المسألة إمهال لا إهمال، ولا تواضع.
4- الله يتحدث مع خلقه بما يليق به وفي إطار "ليس كمثله شيء" ليعطيهم منهجه وما يصلح شأنهم في الدنيا والآخرة. ولا علاقة لهذا بالتكبر ولا التواضع. ناجي وكلم الله وهو يسمعك، نعم. تتفاهم معه، لا. إنك تكلم الله وتتبتل إليه في صلاتك وتدعوه بما شئت من طلب النعم أو اللجوء إليه مما أصابك. فهو سميع الدعاء ومجيبه، وهو عفو كريم رحمن رحيم. ولا علاقة لهذا بالكبر ولا التواضع.
5- يبدو أنك نسيت أننا نناقش الموضوع من وجهة نظر إسلامية! فإن قلت أن الله قال لملائكته: "إني جاعل في الأرض خليفة" فهذا على سبيل الإبلاغ. الله لا يستشير أحدًا، لأن ذلك نقص، والنقص محال على الله تعالى. ولقد خاض العهد القديم في صفات الله وذاته خوضًا لم يسبق له مثيل خاصة عندما أراد أن يعاقب اليهود فتباحث معه موسى بكل شدة وزجره أن هذا سيجعل المصريين يشمتون وعلى الرب أن يتذكر إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فندم الرب:
« اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ... فَنَدِمَ الرَّبُّ». (خروج 32: 12- 14)

وإيليا يعنف الرب عندما قبض طفلاً لأرملة فيقول له «قَدْ أَسَأْتَ» ويسارع إلى تصحيح إساءته ويبعث الحياة في جسد الطفل من جديد.
لا يوجد شيء من هذا الهراء في الإسلام. الرب متواضع ومؤدب، والأنبياء أجلاف يتسمون بالغباء في مخاطبتهم لربهم. ما هذا؟!
6- نفس الرد، فالله لا يحتاج لمن يبصره بعواقب الأمور وعندما تتضح له الصورة يندم على ما كان قد عزم عليه. لا يوجد هذا الهراء في الإسلام. إن موسى يشرح للرب ملابسات القضية، وفي نهاية الشرح يقول سفر الخروج:
"فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ انَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ." 0خروج 32: 14)
وكثيرًا ما حدث هذا للرب، يتخذ القرار بتسرع، فيلفت أنبياؤه نظره لفداحة الأمر، فلا يجد الرب إلا الندم والرجوع على الفور عن قراره (صموئيل ثاني 24: 16 + أخبار أول 21: 15 + إرميا 26: 19 + عاموس 7: 3، 6).
وهذا يخالف قوله:
ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟ (عدد 23: 19)
وهذا هو المنطقي. انظر إلى تحيليل كلمة "يندم" كما جاءت في المخطوطات القديمة:
H5162
נחם
na^cham
naw-kham'
A primitive root; properly to sigh, that is, breathe strongly; by implication to be sorry, that is, (in a favorable sense) to pity, console or (reflexively) rue; or (unfavorably) to avenge (oneself): - comfort (self), ease [one’s self], repent (-er, -ing, self). (Strong's Hebrew and Greek Definitions)
يتنهد، يأخذ نفسًا بقوة تعبيرًا عن الأسف، يأسف ويتحسر على الانتقام فيتراجع، يريح نفسه، يندم.
هذا هراء كما ترى سيد فادي.

7- أما (إشعياء 1: 18) فقد فهمتَها أنت سيد فادي بطريقة خطأ. أحيلك لتفسير البروفيسور ألبرت بارنرز:
God had been addressing magistrates particularly, and commanding them to seek judgment, to relieve the oppressed, to do justice to the orphan and widow; all of which terms are taken from courts of law. He here continues the language, and addresses them as accustomed to the proceedings of courts, and proposes to submit the case as if on trial.
أي أن "هلم نتحاجج" أي ابحثوا عن الحق فيما بينكم، وأقيموا العدل. ويستمر الرب بنفس الأسلوب ويخاطبهم على أنهم تعودوا إجراءات المحاكم فيحثهم على الاعتراف بالقضية (الحق والعدل) كما لو كانت في محكمة تنظر فيها.
يريد المفسر هنا أن يقول أن الرب يقول "هلم نتحاجج" وكأنه يقولها على لسان أحدهم. أي تحاججوا معًَا فيما بينكم للوصول إلى الحق والعدل.
ويقول المفسر John Jill:
there is no reasoning with him there; none can contend with him, or answer him, one of a thousand; if he marks iniquity in strict justice, none can stand before him; there is no entering the lists with him upon the foot of justice, or at its bar: but at the bar of mercy, at the throne of grace; there the righteous may dispute with him from his declarations and promises.
لا نقاش مع الرب، ولا يقدر أحد ان يقنعه، أو يستفسر منه. إنه يحقق العدل الصارم، فلا أحد يقف أمامه ليجادله، ولكن نطلب منه الرحمة والفضل والنعمة وتحقيق وعده لنا.
8- هل التواضع يعتبر صفة نقص في المسيح؟
لا. لأننا كمسلمين نؤمن أن المسيح بشر ونبي ورسول من أولي العزم من الرسل.
9- الإنسان عندما أراد أن يسجد للملاك كان الملاك يرفض ذلك (سفر الرؤيا)
- هناك أناس سجدوا للأنبياء سجود احترام لا عبادة ولم يرفض الأنبياء ذلك. (المداخلة رقم 11)
10- ماذا كان اسم الشيطان قبل السقوط؟ وماذا كانت وظيفته؟
لا يطلب الإنسان من الله أن يطلعه على كل شيء خاصة الأشياء التي لا تمت لمهمته على الأرض من قريب أو من بعيد. وإلا: كم عدد الملائكة التي خلقها الله؟ وما أسماؤهم؟ وما وظيفة كل منهم؟ الله أطلعنا على الجانب الذي يهمنا في القضية وهي أن إبليس كان من الجن وبالتالي هو مخير كآدم مع تحمل المسئولية، فاختار الكفر والسير بالإضلال والصد عن سبيل الله، وعلينا أن نحذره بتقوى الله وطاعته والبعد عن المعاصى والاستغفار ...الخ.

شكرًا

والسلام عليكم