{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
دكتور بهجت ..ما تعريفك للمبدأ.؟!
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #7
دكتور بهجت ..ما تعريفك للمبدأ.؟!
:" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب "، جورج سنتانا.


هل المبادئ ثابتة أم متغيرة ؟

صديقي الفاضل .
منطقيا
كي نجيب على هذا السؤال علينا أن نسأل سؤالين هما :
هل المبادئ من طبيعة واحدة ؟.
وما هي مصادر تلك المبادئ ؟.فلو كانت المصادر ذات طبيعة تتميز بالثبات فتكون المبادئ ثابتة ،ولو كانت ذات طبيعة متغيرة تكون المبادئ بالتالي متغيرة .
وأخيرا .. ماذا نرتب من نتائج لو كانت المبادئ ذات طبيعة متغيرة (غير ثابتة) ؟.
............................................................................
أرجوا أن أوجه الإنتباه أننا كثيرا ما نخلط في اللغة العربية بين مصطلحات متعددة و نتعامل معهما كما لو كانت كلها نفس الشيء و منها على سبيل المثال: المبادئ principals و المقاييس standardsو المعايير norms ، و المقصود بالمعايير ما هو متوقع من (سلوك) الناس في المواقف المختلفة ، كالصدق و الشجاعة و الكرم و إحترام الذات و العفة الجنسية و .... ، أما المعايير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين ، فنقول عن (س) من الناس أنه رجل صاحب مبادئ ، بمعنى أنه يسلك سلوكا فاضلا ، و طالما نتحدث عن نظرية الأخلاق ، فيمكننا التعامل مع المبادئ بمعنى المعايير .
ما هو مصدر الأخلاق ؟.
هناك موقفان أحدهما هو النظرية الذاتية ، التي ترى أن المعايير الخلقية التي يبدوا أنها نتيجة تدخل الضمير (الإفتاء في قضايا الضمير ( casuistry هي ناتجة عن أحداث قديمة لا خلقية ، ذكراها تبعث الألم أو اللذة ، وقد كبتت تلك المشاعر في اللاشعور ،و لكنها تعبر عن نفسها في الوقت الحاضر بصورة شعورية ، خلال تبني معايير أخلاقية بذاتها ، و أنه بالرغم من الإعتبارات النفعية التي تصدر عنها المشاعر الخلقية ، فهذه الأخيرة لها بالفعل كيان مستقل ، لهذا نجد أنه ليست هناك رذيلة واحدة لم تكن فضيلة أو واجبا دينيا في وقت ما أو أنها فضيلة بالفعل في مكان آخر ، فقتل المخالف ( الجهاد ) على رأس الفضائل الإسلامية الأصولية و لكنها على رأس الرذائل لدى الطائفة الجانية في الهند ، حتى أنهم يضعون أقنعة على أنوفهم لحماية البكتريا و الجراثيم من الدخول إلى أجسامهم و التعرض للموت ، و السرقة كانت فضيلة لدى الإسبرطي الشاب و بين القبيلة الهندية المدعوة توجو ، كما تأخذ مسمى ديني هو ( الجزية ) في التراث الإسلامي ، هناك أيضا أن القرصنة كانت في الزمن القديم عملا شريفا يدعوا للفخر ، و كان الإضطهاد الديني من أسمى واجبات المسيحي في العصور الوسطى ، و ما زال أهم الواجبات الدينية للأصولي الإسلامي ( حد الردة – الجزية – الدين الأسمى ... الخ ) .
الموقف الآخر هو النظرة الموضوعية و التي عبر عنها الفيلسوف كانط بأفضل شكل ممكن ،و ترى أن الإنسان الأخلاقي يخضع لما يعترف به من نظام خلقي موجود في الكون وهو يخضع له لكونه إنسانا ، و يرى كانط أن هناك عالم خلقي مستقل عنا ،وهو مختلف عن العالم الحسي الذي يظهر لحواسنا و نتبينه بعقولنا ، و يمكن النظر للأديان الأخلاقية أنها محاولات بشرية للإتصال بهذا العالم الأخلاقي المطلق .
إن مشكلة الأخلاق كانت دائما موضوعا مشوقا و شاقا أيضا ،و لقد شاركت فيه أكثر من مرة ، بل تجاسرت مرة و طرحت شريطا عن الأخلاق و مصدرها ، اكتفيت فيه باستعراض بعض نظريات الأخلاق لفلاسفة كبار ، أذكر أن المذهب النفعي و فلسفة إيمانويل كانط كان على رأسها ،وربما أهم إضافاته أنني تعرضت لموضوع الأخلاق عند رولز ، وهو واحد من أهم الفلاسفة المعاصرين ، و يهدف رولز لبناء نظرية تتفق نتائجها مع معتقداتنا العامة بما هو عادل و أخلاقي و بما هو غير عادل و غير أخلاقي ، و أن يجعل هذه النظرية نسقا يقف إزاء المذهب النفعي ، وهو يرى أن يتم تقرير الأخلاق عن طريق التفاوض بين عقلاء يعلمون كل شيء عن الكون و يجهلون كل شيء عن أنفسهم ، و لكن يمكن بشكل عام و إن كان غير دقيق اعتبار أفكار رولز تجديدا لمذهب الحدسيين و أنصار العقد الاجتماعي ، و كثيرا ما فكرت في طرح هذا الفكر في موضوع منفصل ، و لكني أحجمت لعدم شعبية مثل هذه الموضوعات المرهقة .
يبقى أن أقول أني شخصيا من مؤيدي النظرية الذاتية ، لهذا أقول بعدم ثبات المعايير ( او المبادئ ) ، و أنها ذات مصدر إجتماعي متغير بالضرورة ، إلى هنا و سأتوقف HALT و لن أتحرك سنتيمترا واحدا ، كي أفرق بين الموقف الفلسفي الأخلاقي ethical و ذلك الأخلاقي النسقي morale ، و أرى أن هناك خلط بينهما بالفعل لدى الكثيرين خاصة من غير المتمرسين على التعامل مع القضايا الفكرية و الثقافية بشكل عميق ، فكثيرا ما تكون المقولات الفلسفية غامضة و يفهم منها عكسها تماما ، خاصة أن تلك القضايا الفلسفية طرحت في بيئة مغايرة و بعقليات مختلفة و في أطر لغوية و ثقافية مغايرة ، علينا أن نفكر مرتين أن هذه الأفكار الفلسفية لا تخاطب المثقف الشائع بل تخاطب نوعية متميزة بمواهبها و جهدها meritocracy ، علينا أن نتذكر أن النازية كانت تزعم أنها التطبيق الأمثل لأفكار الفيلسوف نيتشه ،و أن الخمير الحمر كانوا يزعمون أنهم الترجمة الأمينة لأفكار كارل ماركس !، و هكذا فليس من النادر أن تدمر الأفكار الراقية العقول الصغيرة ،و هذه الفكرة تحديدا دارت حولها أهم روايات ديستويفسكي العظيم ( الأخوة كرامازوف و الجريمة و العقاب ) .
إن أسوأ ما نفعله هو أن نعتقد أن نسبية الأخلاق و تغيرها و مصدرها الإجتماعي مبرر لعدم التقيد بالأنساق الأخلاقية morale systems ، فالنسق الأخلاقي هو كيان تراكمي مستقل يحقق للمجتمع وظائفا لا غنى عنها ولا بديل لها سوى نسق أخلاقي آخر أكثر إحكاما ، إني أتذكر الآن تعبيرين أحدهما لسارتر عندما اشتكى يوما :" أن كل متشرد في أوروبا يزعم أنه وجودي " ،و تعبيرا آخرا شهيرا لفيلسوف جميل هو جورج سنتانا يقول فيه :" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب "، إنني أدعوا أيضا أن نصدق كل المذاهب الكاذبة فهذا سيكون أفضل كثيرا من عدم الإيمان بأي شيء .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 04-19-2008, 11:19 PM بواسطة بهجت.)
04-19-2008, 11:16 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
دكتور بهجت ..ما تعريفك للمبدأ.؟! - بواسطة بهجت - 04-19-2008, 11:16 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هديتي إلى العزيز بهجت وباقي الأعزاء الملاحدة قبح "الله" وجوههم The Holy Man 47 13,624 11-12-2010, 10:17 PM
آخر رد: The Holy Man
  هل تتفقون مع دكتور عزمي بشارة بتعريف الطائفية ماهو تعريفكم لها بسام الخوري 4 2,914 12-09-2009, 05:42 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  جديد الزميل بهجت: ولكن العرب قوم لا يعدلون ! عوليس 36 6,773 06-09-2009, 08:42 PM
آخر رد: بهجت
  دكتور فضل - نتمنى أن تطمئننا عنك وعن أسرتك الكريمة thunder75 47 10,007 01-30-2009, 10:48 PM
آخر رد: عاصي
  قلوبنا معك دكتور "فضل " ... العلماني 135 26,450 04-23-2008, 02:53 PM
آخر رد: العلماني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS