مولاي يجعله عامر
عقدة عمك سيستاني في العبادات هي الصلاة ، فعلى عكس اهل المشرق فنحن في بلاد المغرب نفاضل بين اركان الاسلام حيث يبقى الصوم هو الركن الاساسي الذي لا يتسامح مطلقا في انتهاكه ، لم ابدأ الصلاة الا متأخرا و دون انضباط بل ما كان يحكمني في الالتزام هو علاقة مصلحية بالله ، يعني لا اشرع فيها الا اذا كانت هناك مصيبة متوقعة او امتحان دراسي في الطريق و بعدما تمر العاصفة أقطعها دون تردد لاعود الى حياة الانحراف من ثاني .
اذكر مرة في سنتي الجامعية الاولى قدوم اقارب لي اخونجية لاصطحابي لافطار رمضان بصحبتهم بعيدا عن جو و اكل السكن الجامعي ، المهم سبقتهم الى المائدة انتظر أذان المغرب ليفاجئني احدهم ان الماء الساخن جاهز بالحمام لكي اتوضأ لاداء الصلاة جماعة معهم ، المهم توضأت و صليت الجماعة معهم ولو ان طول انقطاعي عن الصلاة انساني حتى متى أقوم للركعة الموالية او اشرع في التشهد ، المهم بعد وجبة افطار دسمة اكتفيت فيها بالتمر و الحليب لان اغلب الاطباق كانت بالسمن البلدي الذي يسبب لي الغثيان و الرغبة في التقيؤ ، وجدتهم يأخذوني الى المسجد القريب لاداء صلاة التراويح و ما أطولها لتكمل الباهية بايقاظهم لي في الفجر للتسحر و اداء الصلاة الشيء الذي كان فوق طاقتي فاعتذرت لهم باني مريض و اريد فقط كوب ماء على عهد ان اصليها اول ما استيقظ من النوم . طبعا اول ما صحيت هربت كشيطان رجيم لا ألوي على شيء من هذا البيت الطاهر بابنائه الصالحين .
بعد تخرجي و نزولا على الحاح ابي الحاج كنت اتردد في ايام الجمعات على جامع قريب على طريقة الاعيان المنافقين و محافظي الداخلية بحلبابي المغربي الاصيل و زربية صلاتي تحت ابطي استمع في خشوع الى خطبة الجمعة وأصيح مع الجموع بحماس و بصوت قوي امييييييين .
و بمرور الايام صار لي موعد سنوي مع الجامع هو ليلة القدر حيث من عادة المغاربة ان يرسل كل بيت في الحي طبق كسكس باللحم و الخضر للجامع و هكذا املأ بطني و اصلي ما تيسر من ركعات في ليلة هي خير من الف شهر ضاربا للاخوة هناك موعدا في نفس الليلة من السنة المقبلة .
طبعا هناك نقطة مضيئة بعيدة صادقة في صلاة أديتها في خشوع تام و كانت ركعتي شكر لله بعدما نجوت من حادث سيارة مريع انقلبت فيه السيارة مرات و مرات ليخرج منها عمك سيستاني سليما بلاخدوش و لا ردود .