«حزب الله» ضرب في عاليه الدرزية وجنبلاط «سلّم» أمن الجبل لخصمه أرسلان

GMT 22:30:00 2008 الأحد 11 مايو

الرأي العام الكويتية



--------------------------------------------------------------------------------


بيروت - وسام أبوحرفوش، ليندا عازار 

... انه يوم «الجبل الدامي»، فبعد إحكام «حزب الله» سيطرته على بيروت و«تطهيرها» من مكاتب «تيار المستقبل» الذي يتزعمه النائب سعد الحريري، سدد الحزب «ضربة قاصمة» للزعيم الدرزي وليد جنبلاط عبر الهجوم العسكري الذي شنّته قواته على القرى الدرزية في منطقة عاليه.
وبدا «حزب الله» من خلال مد عملياته العسكرية في اتجاه «الجبل الدرزي» بعد الامساك بـ «بيروت السنية»، صارماً في الاتجاه نحو إحداث «انقلاب حاسم» في موازين القوى قبل توجه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر الى بيروت.
ورغم ان «الاثمان السياسية» لـ «الواقع الجديد» على الارض لم تتضح طبيعتها، لا المرحلية ولا البعيدة، بعد، فإن كل الخيارات صارت مطروحة لوقف تمادي «الحرب المفتوحة» وتفادي تفجيرها لفتن اهلية دامية، ومن بين تلك الخيارات ربما استقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في اطار «آلية حل» ما زالت غامضة.
واللافت امس، كان «اللهجة الاستيعابية» التي لجأ اليها جنبلاط الذي اطل مراراً وتكراراً عبر شاشات التلفزة المحلية والعربية معلناً «التسليم» لخصمه الدرزي النائب السابق طلال ارسلان وتفويضه رعاية عملية تسليم المناطق الدرزية الى الجيش، الذي كان باشر انتشاراً في عاليه بدءاً من الساعة السادسة مساءً.
وقال جنبلاط بعد عدم التزام «حزب الله» وقف النار: «اذا كان لدى السيد (حسن) نصرالله ثأر شخصي ضدي، فلا مشكلة، لكن اتمنى عليه كي نتساعد، وبناء على التفويض الذي اعطي لارسلان، الا يحصل اعتداء على بني معروف في الجبل، ما يجري في بعض المناطق لا يساعد، ولنتعاون من خلال الجيش لوقف النار وليترك الثأر الشخصي وجهاً لوجه»، مطالباً اهل الجبل بتسهيل انتشار الجيش.
وكان لافتاً معاودة جنبلاط توضيح كلامه عن «الثأر الشخصي»، متراجعاً عن هذه العبارة مستعيضاً عنها بـ «الخلاف الشخصي»، في اشارة الى حرصه البالغ على التهدئة ووقف اي «اجواء شحن» لدى انصاره. وأكد «اننا لسنا ميليشيا ولا نملك سوى السلاح الفردي الموجود بيد المواطنين العاديين الذين يريدون الحفاظ على عرضهم وكرامتهم».
وتجدر الاشارة الى ان المعارك الضارية كانت بدأت في الثانية والنصف من بعد ظهر امس عندما تقدمت وحدات من «حزب الله» على محور القماطية - كيفون (بلدتان شيعيتان) في اتجاه عيتات، بيصور، عين عنوب، وبلدات اخرى في قضاء عاليه، حيث تعرضت لقصف عنيف من مدافع الهاون من عيار 60 و82 مللمترا وقذائف 106 مللمترات. وطاولت ايضاً تلة الـ 888 الاستراتيجية التي تشرف على بيروت وصولاً الى صيدا، حيث دارت معارك ضارية.
كما شهد محور الشويفات - دير قوبل، معارك قاسية بعدما تقدمت اليه الوحدات الخاصة من «حزب الله» وتحدثت المعلومات عن سقوط ضحايا تراوح عددهم بين اثنين وخمسة.
في هذا الوقت، استمر «حزب الله» في عزل لبنان عن الخارج عبر قفل مطار رفيق الحريري الدولي والمرفأ البحري وتواصل قطع الطرق الرئيسة في بيروت التي بدت خاوية وكأنها في «اضراب» احتجاجاً على استباحتها من المسلحين الذين اكد السنيورة انهم ما زالوا في الشوارع، مشيراً الى ان العدو الاسرائيلي لم يجرؤ على القيام بما قام به «حزب الله» في بيروت.
والأكثر اثارة للانتباه، كان اعلان النائب السابق خالد الضاهر من الشمال، تشكيل «مقاومة وطنية اسلامية» لمواجهة احتلال «حزب الله» الذي وصفه بأنه «جيش فارس» لبيروت العربية الوطنية.
وتراجعت حدة التوتر في الشمال امس، بعد انتشار الجيش، في حين استمرت جماعات اصولية بقطع الطريق الى سورية عند نقطة المصنع في البقاع، معلنة انها لن تفتحها الا مع افراج «حزب الله» عن مطار بيروت.
وقال خالد الضاهر بعد اجتماع «اللقاء الاسلامي»: «أعلن انطلاق «المقاومة الإسلامية السنية والوطنية اللبنانية» للدفاع عن لبنان والكيان والمؤسسات، وذلك لعدم قيام القوى الامنية والعسكرية من جيش وقوى امن داخلي من حماية العاصمة بيروت واهلها، ومحاولة الميليشيات التى تدعي زورا المقاومة وهي تمارس الارهاب والقتل بحق اللبنانيين عامة واهل السنة خاصة».
واستنكر «الإرهاب والإجرام الذي طال الأبرياء في الطريق الجديدة اثناء تشييع الضحايا في الطريق الجديدة وقتل المتظاهرين الابرياء في عكار حلبا من عصابات الاجرام والقتل التابعة للحزب القومي السوري»، وشدد على «رفض حصار المرجعيات الدينية والسياسية في بيروت وحصار للمفتي محمد رشيد قباني والقصر الحكومي وزعيم الاكثرية النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط واقتحام بيوت النواب والوزراء وترويع المواطنين الآمنين»، مؤكدا ان «أهل السنّة في لبنان سيردون الاعتداء على حرماتهم ومحاولات تهميش دورهم ولدينا كل الامكانات لذلك بأذن الله».