Enki
عضو رائد
    
المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
|
بحث: الاسباب الحقيقية لنشوء مكة
تجارة الحجاز
ارى ان توفر معادن نفيسة في الجزيرة العربية، مع توفر الحاجة لهذه المعادن من قبل الامبراطورية الساسانية والبيزنطية (Heck 1999) هو مبرر كاف لقيام التجارة، فما دام هناك حاجة لسلعة فان التجارة تقوم، وعلى الاغلب فان ريع المعادن النفيسة كاف لدعم نشوء مدن في مواطن مقفرة او صحراوية. وقد كان بامكان العرب مقايضة هذه المعادن بالموارد الضرورية لدعم حياتهم في تلك البيئة من طعام وملبس وحاجات اساسية اخرى.
يبدو لي ان السبب الذي من اجله لم تذكر مكة في كتابات المؤرخين التابعين للامبراطوريات القديمة هو ان تجارة مكة لم تتم بصورة مباشرة مع تلك الدول، بل كانت التجارة تتم عن طريق وسطاء، وكان هؤلاء الوسطاء يشترون ما تجلبه مكة دفعة واحدة ومن ثم يتولون بيعه او نقله الى الامبراطوريات المختلفة.
لكي نفهم النقطة السابقة لابد ان ننظر الى الطريقة التي كانت تتعامل فيها الامبراطوريات مع ما يحيط بها من شعوب اخرى، فالساسانيون كانوا في حرب دائمة مع البيزنطينيين، وبغية تجنب الاستنزاف المستمر لقواتهما على طول الحدود بين الدولتين عبر الحروب والصراعات، كانت هذه الامبراطوريات تلجأ الى طريقة ذكية تقلل فيها من كلفة ابقاء جنود وقلاع حصينة على حدودها مع باقي الامبراطوريات، كانت هذه الدول تلجأ الى دعم الممالك التي تقع على حدودها مع الدول الاخرى، وتشجيع الاستيطان والسكن في هذه الممالك بحيث تعمل هذه المملكة المرتزقة والمتحالفة (افتراضياً) مع تلك الامبراطورية على صد الهجمات من الدول الاخرى، فهي على هذا مثل من يقف بوجه النار فيحمي من يقف خلفه، كان الغساسنة متحالفين مع الروم، بينما كان المناذرة تابعون للساسانيين. ونجد ان بعض ملوك المناذرة مثل المنذر بن ماء السماء يساعد الساسانيين في الحرب ضد البيزنطينيين ويحقق انتصارات مهمة، ومما يذكر في الكتاب المقدس ايضاً، نجد ان الفراعنة كانوا يدعمون اليهود في فلسطين بالسلاح كي يعملو كحائط صد لهجمات الاشوريين، عدوهم التقليدي. وهذه الممالك كانت لها دور كبير في التجارة مع عرب الجزيرة، وربما كانو مثل الوسطاء في التجارة بين مكة وباقي الامبراطوريات.
الجدير بالذكر ان علاقات التجارة بين قومين تؤدي الى خلق نوع من الجدل او العلاقات المتبادلة في الازياء والتشبه بين شعبين، فيحاول احد الطرفين التشبه بالاخر بالاعتماد على فرق الحضارة بين الشعبين، يعبر د. علي الوردي في دراسته لشخصية الفرد العراقي عن ذلك بقوله: ان صاحب النموذج الحضاري الارقى يفرض نموذجه الى باقي الشعوب، فمثلاً نلاحظ ان اليابان واندونيسيا والامارات ومدن اخرى بدأت تفقد بصمتها العمرانية التقليدية وتحولت باتجاه النمط الغربي في العمارة، وهكذا نلاحظ ان العرب حاولوا التشبه وتقليد نمط الحضارة التي اطلعوا عليها في اسفارهم وتجولهم، على سبيل المثال، نلاحظ ان عمر بن عبد لحى "يستورد" الاصنام ويوزعها في مكة. ان الاصنام لم تكن موجودة في جزيرة العرب، والبدو ابعد من عبادة الاصنام كما ذكرت ذلك في بحث سابق عن الطوائف الاسلامية، انها دخيل جاء عن طريق التجارة والرغبة بالتشبه بالغير، لكن المهم في ذكر هذا الموضوع، ان الاصنام التي جلبها عمر، لم تكن فارسية ولم تكن يونانية بل هي اسماء الهة عبدتها الشعوب القديمة في الشام والعراق، مما يشير الى ان العلاقة التجارية بين مكة والشام والعراق كانت مع الممالك العربية ولم تكن مع الساسانيين والبيزنطينيين والا لكنا رأينا تأثراً بالحضارة اليونانية والفارسية في مكة نفسها.
لكننا في هذا البحث نريد ان نقدم اطروحة حول الاسباب التي ادت الى نشوء مكة، فكل ما ذكرناه لحد الان جيد، لقد وجدنا سلعة مهمة تبرر اقتصادياً نشوء قرى في الصحراء، ووجدنا سبب يبرر عدم ذكر مكة في الكتب القديمة، فبقي ان نفكر في سبب ادى الى نشوء مكة نفسها، طبعاً نحن هنا لانود ان نجتر الاسباب الدينية اليهودية والمسيحية والاسلامية حول ابراهيم واسماعيل وهاجر وسارة وما شابه فهذه القصص لاتعدو ان تكون اساطير لا اساس لها من الصحة. كما ان المجال للبحث في اسباب نشوء مكة لايزال في طور التكهنات وذلك لضعف الادلة الاثارية في هذه المواقع وندرتها، اذ ان السلطات السعودية تمنع القيام بمثل هذه البحوث، وربما لو انه تم السماح بالبحث الاثاري في مكة والمدينة وغيرها من المدن لكان اكتشفنا نتائج مذهلة.
اطروحتان لنشوء مكة
ساقدم في هذا البحث اطروحتان لنشوء مكة في هذا الموقع، ساسمي الاولى: اطروحة الخوف، والثانية: اطروحة الاسواق
اطروحة الخوف
تبتني هذه الاطروحة على نمذجة عامة للعلاقات بين الحضر والبدو، او ساكني المدينة وساكني الصحراء، وهو نموذج يعتمد على وجود نوع من المد والجزر كما يسميه د علي الوردي بينهما، ومثل هذه الاطروحة شرحتها في موضوع "اطروحة حول الاصول التاريخية للعرب"، وكملخص للفكرة اقول: ان اهل مكة ينحدرون من اقوام سكنت شمال او جنوب الجزيرة العربية، وانهم تعرضو للطرد او الاقصاء من مساكنهم الاصلية، قد يكون هذا الاقصاء لاسباب دينية مثل الهرطقة فنحن نجد في الكتابات التاريخية ان روما كانت تطرد المهرطقين المسيحيين ممن يخالفون نظرية الكنيسة التقليدية، وكان هؤلاء يهربون – بدافع الخوف – الى الصحراء، فنسمع بعض الروايات عن وجود رهبان على اطراف الجزيرة او حتى في المدن العربية ومنها مكة نفسها. وقد يكون السبب نوع من الصراعات القبلية والحروب ادت الى خسارة احد الطرفين وهروبها باتجاه الصحراء، من الصعب ان اتخيل ان احداً يريد ان يسكن في ارض قاحلة برغبته وقناعته، انه لابد ان يكون قد دفع دفعاً الى ذلك. ومهما كان السبب، فان الهارب الخائف على حياته لايمكن ان يلجأ الى موقع شهير يتوسط الطرق التجارية، بل هو يبحث عن مكان مستتر ومكنون وبعيد بعض الشيء عن طرق التجارة بل من المناطق التي لم يتسامع بها احد وقل ذكرها بين الاقوام التي كان يسكن فيها سابقاً. وهكذا فان القرشيين اختاروا هذا الموقع بدافع طلب الامان والابتعاد عن الملاحقة التي يتعرضون لها لسبب او لاخر.
نقاط القوة في هذه الاطروحة
نقاط القوة في هذه الاطروحة هو اننا نجد لها بعض التأييد في الكتابات التاريخية والدينية، فجد محمد الاكبر "قصي" يوحي اسمه بانه من استبعد او اقصي، واسم قريش يوحي بانه الجمع بعد الشتات، وحينما نطلع على القرآن نلاحظ بوضوح ارتباط السكن بمكة بنعمة من نعم الله في جعل مكة مكان آمن من الخوف، في سورة الايلاف (قريش) مثلاً:
"وآمنهم من خوف"
ونقرأ ايضاً في مكان اخر:
"ومن دخله كان امنا"
وايضاً
"وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
فمن الواضح ان موقع مكة ارتبط بحصول الامن بعد الخوف من القتل والتعرض للاذى من باقي القبائل والاقوام.
نقاط الضعف في الاطروحة
نقاط الضعف في هذه الاطروحة هي انها تفترض ان مكة كانت موقع مهجور قبل ان تهاجر اليه قريش، بينما الروايات التاريخية تذكر ان مكة لم تكن مهجورة قبل مجيء قصي ومن معه، بل كانت بيد خزاعة وقبلها كانت بيد جرهم، بل ترى النصوص التاريخية ان العرب كان تتقاتل على السيطرة على مكة، ومثل هذا الخبر وان كان يتضمن مبالغة واضحة ومعتادة في النصوص التاريخية ولكنه اعتراض وجيه جداً على الاطروحة المتقدمة.
الامر الاخر اننا نفترض معنى معين للايات القرآنية المتقدمة بينما قد لايكون هذا هو المعنى المقصود، خصوصاً مع اختلاف المفسرين بشأنها.
إطروحة الاسواق
تبتني هذه الاطروحة على ان بعض المدن المقفرة في الجزيرة العربية، نشأت في بداية امرها كأسواق موسمية، كانت هذه المدن تعمر خلال فترة معينة من السنة، يحضر بها التجار من مناطق معينة، عارضين سلعهم وفق نظام خاص، ويحضر الزبائن من المناطق القريبة ويشترون مما هو معروض من سلع اساسية، وبعد انتهاء موسم التجارة، يغادر التجار هذه المحطة التجارية متجهين الاخرى وهكذا، بينما تفرغ هذه المدن من عمارها حتى مجيء الموسم التالي. لقد كان في الجزيرة العربية قديماً عدة اسواق مشهورة، مثل دومة الجندل، سوق المشقـّر، سوق الشهر، سوق سوهار، سوق ذو المجاز. ومن الجدير بالذكر ان هذه الاسواق كانت تتبع اسلوب معين في عرض البضائع ومن يحق له عرضها اولاً، ففي دومة الجندل، كان من الممنوع على التجار القادمين من العراق وسوريا ان يعرضوا بضاعتهم قبل ان يقوم التجار المحليون ببيع ما لديهم (Haug & Bonner 2002)، يبدو ان هذا النظام كان يهدف الى تشجيع التجار المحليين ومنع المنافسة من التجار الاجانب، كما ان بعض هذه الاسواق كان لها اهمية دينية، فدومة الجندل كانت لها اهمية للحجيج باعتبار وجود صنم الاله واد.
كانت القبائل العربية تتنافس فيما بينها للسيطرة على هذه الاسواق لان من يسيطر على السوق يحق له ان يقرر من يتقدم البيع ومن يتأخر، وربما كانت تفرض ضرائب او عطيات من التجار لمنظمي الاسواق بغية الحصول على دور متقدم ومناطق جيدة لعرض البضائع، ايضاً هناك بعض الدلائل على ان التجار كانو يدورون على هذه الاسواق في تسلسل معين خلال السنة مبتدئين بدومة الجندل ومروراً بباقي الاسواق الاخرى خلال الجزيرة العربية، ويبدو ان مدن الجزيرة كانت مرتبطة فيما بعضها بشبكة كبيرة من الطرق والمعاهدات التجارية القبلية والتنافسات ومتعهدي نقل البضائع وخدمة الزبائن وغير ذلك من امور يحتاجها كل سوق. وقد يكون بمرور الزمن وقدرة قبيلة او مجموعة من القبائل على السيطرة على سوق وتوفير القدر الكافي من الغذاء والماء فانها استقرت في هذه المدينة متحولة لذلك من محطة تجارية مؤقتة الى مدينة دائمية.
نقاط القوة في هذه الاطروحة
هذه الاطروحة قوية جداً بنظري، اذ انها تعطي اسباب اقتصادية لنشوء مدينة ما، وهذه الاسباب غير معزولة عن البيئة التي نشأت بها المدينة والعلاقات الاجتماعية بين الاقوام المحليين بالاضافة الى العلاقات الدولية. كما اننا يمكن ان نربط هذه الاطروحة بالاطار الجماعي للبحوث الاثارية التي تجري حالياً في شبه الجزيرة، وهو امر مهم لمن لايريد ان يشذ باطروحة معينة عن المسار الجماعي لبقية الباحثين.
نقاط ضعف هذه الاطروحة
في الحقيقة هذه الاطروحة تأتي باشكال مهم، الاشكال هو: هل كانت مكة في الاصل محطة للحجيج ام محطة للتجارة؟ بكلام اخر، هل مكة صارت سوقاً لانها مركز للحج، ام لانها سوق صارت مركز للحج؟ ايهما سبق الاخر؟ بحسب الاطروحة المقدمة، فان مكة كانت محطة تجارية مثلها في ذلك مثل باقي الاسواق المؤقتة التي نشأت بالقرب من ابار المياه، ومن ثم بعد ازدهار السوق، قام اهلها ببناء مركز للحج واستيراد اصنام متأثرين بذلك بما حولهم من تقليد للممالك الاكثر حضارة. وهو امر يبدو مخالفاً لما ورد من اخبار بهذا السياق، وعلى كل فان الاعتماد الكلي على التاريخ وروايات الرواة المسلمين حول ما حصل قبل الاسلام لن يؤدي بنا الى اي نتيجة لان الكثير من تلك الاخبار مكذوب ووضعه الوضاعة حتى يرتفعو بمستوى اباءهم واجدادهم ممن لم يكن لهم فضل لا بجاهلية ولا باسلام كما يشير الاستاذ طه الحسين، في بحثه عن الادب الجاهلي.
محاولة لرسم صورة شاملة
يبدو لي ان التغييرات في الاوضاع التجارية قد كان له الاثر الاكبر في رسم خريطة لشبه الجزيرة العربية، فانهيار سوق البينزنطينيين على البحر المتوسط بعد القرن الثالث الميلادي، قد اثر كثيراً على ازدهار تجارة المدن في شرق الجزيرة العربية، مثل مليحة والدور وكوش فبدأت السفن التجارية تتجه بصورة مباشرة نحو عدن والبحر الاحمر واثيوبيا، ولم يكن امام تجار هذه المناطق بعد انحسار المشترين وانعدام الطلب سوى الانتقال الى التجارة مع الاعراب في شبه الجزيرة نفسها، فكان ما تبقى من بضائع تحضر من الهند والمشرق تنقل على ظهور الجمال (التي وجدت لها اثار في تلك المواقع كما مر سابقاً) نحو عمق الجزيرة بحيث تدور خلال الاسواق بحثاً عن الزبائن، وطبعاً لم يكن الطلب بحجم السلع المعروضة مما ادى الى انهيار اقتصاد تلك المدائن وانقراضها تماماً.
يبدو لي من غير المنطقي ان يكون تاريخ مكة قد رسم بعمل شخص واحد يسمى ابراهيم، بل على الاغلب فان وجود بئر مكة كان بفعل حملات استكشافية في عمق الصحراء قامت بها الامبراطوريات التي تعاقبت على السيطرة على المناطق القريبة، قد تكون تلك الحملات مصرية، على اعتبار ان بعض الباحثين – مثل سيد القمني- يرجح ان تكون قبيلة جرهم مصرية الاصل، وان كلمة بكة او مكة وكعبة وبناء الكعبة نفسها مصري، فرعوني الاصل. او قد تكون بفعل الاستكشافات الاشورية وان كان ليس لدينا ما يؤيد هذا التخمين.
ومع تغير طرق التجارة وتكامل العرب في لعبة التجارة الدولية في المنطقة، بمقايضتهم للذهب والفضة والنحاس وغيرها من المعادن، بالسلع الضرورية للحياة من اقمشة وجلود واطعمة مختلفة، فان شبه الجزيرة العربية تحولت الى مسرح كبير للاسواق الموسمية المتنقلة، حيث كان التجار يعرضون سلعهم في احدى المدن ومن ثم ينتقلون الى الاخرى وهكذا، كانت القبائل المحلية هي المسؤولة عن ادارة هذه الاسواق، ويبدو لي ان كل قبيلة تسيطر على سوق كانت تضع مجموعة من القواعد العرفية للطريقة التي يدار بها السوق وتنظم بها عرض البضائع وبيعها، ومكة كانت مدينة من بين هذه المدن حيث بدأت بسوق متواضع ومنافسة من عدة قبائل على ادارة هذا السوق وتوفير احتياجاته من سقاية للزبائن وتوفير الطعام والمآوي وغيرها مما يتطلبه اقامة هذا الاحتفال الموسمي، وفي هذا السيناريو فنحن نضع بناء الكعبة كمرحلة لاحقة وتكميلية لقيام مكة كسوق موسمي، ويخيل لي ان الكعبة بل كعبات شبه الجزيرة كلها كانت لمسات تشبه بالمعابد في الامبراطوريات المجاورة ومنها الاصنام التي اضافت اللمسات الاخيرة.
ولأن هذا التصور لاينقض الاطروحة الاولى، فمن الممكن ان نقول ان قصي وعشيرته دخلو معترك الصراع على السيطرة على سوق مكة وانتهى بنجاحه بالسيطرة عليها وعلى ادارة الحجيج، ان الحج لم يكن مجرد شعيرة دينية عند العرب بل كان موسم تجارة ولعل هذا يفسر لنا تخوف بعض المسلمين من الفقر والفاقة وحلول المجاعة بعد الامر الذي اصدره محمد بمنع ان يقرب الكفار مدينة مكة. يقول القرآن "وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله".
ان قريش لم يكونو في بداية امرهم تجاراً، بل ربما يكونو قد بدؤا على الاغلب كسائسي جمال ومن ثم متعهدي نقل، ينقلون البضائع الى مكة من الجنوب، ومن باقي الاسواق خلال مكة الى سوريا والعراق، ويبدو انه مع تطور حجم التجارة الى الشمال بازدياد حجم المعادن النفيسة المستخرجة فان تجارة مكة زادت وتوسعت، بكلام اخر ان مكة لم تكن ترانزيت بين الشمال والجنوب، بل كانت ترانزيت بين بعض مناطق شبه الجزيرة العربية وممالك شمال الجزيرة العربية، وطبعاً فان مكة مارست التجارة مع الجنوب ومع الشمال لدعم سوقها المحلي وتوفير الغذاء الضروري لشعبها.
ملخص القول، ان اهمية مكة مثلها مثل اهمية دومة الجندل وغيرها من اسواق العرب، لقد كان المسلمون يشنفون اذاننا بان كعبة مكة يحج اليها كل العرب، ثم اتضح لنا ان الكعبة هذه هي واحدة بين العديد من الكعبات حتى ان البعض عد ثلاث وعشرين كعبة ! وكما هي عادة البدوي في التعصب لقبيلته وايثارها على باقي القبائل، فقد كان اهل مكة يظنون ان كعبتهم هي الافضل والاشرف والاعلى والاكمل ولها كل الصفات الجيدة والانحدار الشريف الذي لاتدانيه كعبة اخرى. ان هذا الادعاء لايسانده اي دليل تاريخي او عقلاني كما هو الحال في معظم ادعاءات الشعوب القديمة.
-------------------------------------
لائحة المصادر
Bulliet, R.W. (1975) The Camel and the Wheel, Cambridge: Harvard University Press.
Crone, P. & M. Cook (1977) Hagarism, Cambridge: Cambridge University Press.
Crone, P. (1987) Meccan trade and the rise of islam. Princeton: Princeton University Press.
Groom, N. (1981) Frankincense and Myrrh, a Study of the Arabian Incense Trade. London: Longman Press.
Haug, R. & M. Bonner (2002) the Local and global commerce of Arabia before Islam. Pacific Neighbourhood Consortium. University of Michigan. Retrieved from the World Wide Web on 02 Jun. 08 at:
http://pnclink.org/annual/annual2002/pdf...221102.pdf
Heck, G. (1999) Gold mining in Arabia and the rise of the Islamic state. Journal of the Economic and Social History of the Orient, Vol. 42, 3: 364-395.
Heck, G. (2003) "Arabia without Spices": An alternate hypothesis. Journal of the American Oriental Society, Vol. 123,3:547-576.
Kennet, D. (2005) On the eve of Islam: Archaeological evidence from eastern Arabia. Antiquity Publications. Vol. 79,303:107–118.
Kennet, D. (2007) The decline of eastern Arabia in the Sasanian period. Arabian archaeology and epigraphy, Vo. 18,1, May 2007:86-122(37).
Khan, L. (?) Hagarism: The Story of a Book Written by Infidels for Infidels. Retrieved from the World Wide Web on 02 Jun. 08 at:
http://baltimorechronicle.com/2006/042606AliKhan.shtml
Muller, W. (1978) "Weibrauch...," off-print: Pauly-Wissowa, Realencyclopadie, Supplement and 15, Munich.
Van Ess, J. (1971) Fruhe Mu'tazilitische Haresiographie. Beirut.
|
|
06-02-2008, 08:11 PM |
|