التدين , والبحث عن ركن فى اللوبى ؟
لطالما أحترمت كل الناس , كلهم بلا فرق ( أبيض اسود , مسيحى مسلم , حتى اليهود لم يسلموا منى ... وجدت ان ما يفعلوه أنتقام من ابراياء لم يفعلوا لهم شئ . مجرد ناس بتفش غل وكبت الحرمان عقود من السنين ) . حتى لما وصلت للحيوانات لم تسلم من حبى لها وشفقتى عليها من الدبح ..
عشت سنين فى أيمان جميل ( بعض أيامه هادئة ومجرد فلكور عائلى ومع صحابى يعنى ... هنصلى الجمعة فين ؟ والكلام ده ) لكن عندما أخذت الطريق الأخر ( عشت أيضا أيام هادئة وأيام صاخبة , أيام واحد رايح يصلى والثانى واقف مستنيه عشان أنا مش بصلى .. وصاخبة عندما نبدأ فى نقاش أنت مش بتصلى ليه ؟ )
لكن فى بداية الطريق الأخر بدأت أتعب وأضيق من نظرة أصحابى لى , ومن ضعف قدرتهم على فهم أنك أخترت طريق أنت مقتنع بيه ! وأنه مالك وما لك لنفسك أنت واحدك . وشكيت أمرى لشخص أعتبره حكيم وله فى الخبرة باع , فقالى : لو حد قالك ما تيجى تصلى معانا ؟ قوله أصل أنا بحب أصلى فى البيت لما أروح . ولو قالك : أنت صائم ؟ قوله : الحمد لله .
فى هذه اللحظة بدأ الطريق يأخذ شكل أخر , بدأت كل شئ تسير فى الطبيعى ! طالما أنك محتفظ بالكلام لنفسك - فكل الناس هتكون طبيعية معاك , والأهم طبيعية حولك ... بدأت ألحظ سلوكيات الناس وتصرفاتها .
وهنا كانت الصدمة , أكتشفت ان كلنا فى الهم سوا بالضبط .
لو سبت واحد شيخ ينصحك بدون أى مقاومة , هتلاقى أنه بيتكلم فى تقريبا فى نفس الكلام اللى بيتكلمه أثنين صيع على قهوة بس مع اختلاف الأسلوب :
صناعيى : يلعن دين أم العيشة على اللى عايز يعيشه , يا رب خلقتنى ليه ؟
واحد متدين شوية : لا حول ولا قوة الا بالله , الحاجة عاملة تغلى والدنيا بتضيق ... وبتقول يارب سترك !
أكتشفت فعلا أن كل انسان مننا حاسس بالألم , لكن يداويه بطريقته الخاصة ! وأحيانا كثيرة ان هذه الطرق تنفع فعلا . فمثلا ذكر لى شخص كان بيحاول يقنعنى بوجود الله قالى : انه مرة كان مديون جدا , وكان تقريبا قرب يدخل السجن . حتى فوجا بشخص جاء اليه فى البيت ودفعه فلوس كانت متأخرة كلها تقربيبا أكثر من قيمة الدين . فقالى سددت الفلوس وبقيت معاى فلوس كمان .
وتابع : أنت عارف أنا لم كنت مزنوق , كنت عامل اصلى وأدعى ربنا " يارب أفرجها من عندك " ... تفتكر مين اللى بعته ؟
أكيد ربنا اللى بعته .
الحقيقة رأى فى الكلام لا يهم هنا من قريب ولا من بعيد , لكن اللى نساه صحابنا أن الأمر كله محض صدفة وسبب , يعنى لو كان الرجل ده جاه بدون معرفة وبعتله الفلوس " كنا قولنا يا لا الهول , أنها معجزة " . لكن شاب صغير مثلى لاحظ هذا الكلام , لا يمكن أن يفوت على رجل كبير مثله له فى الحياة صولات وجولات , وأزمات وأفراح , ضحك وبكاء !
لكنه مقتنع كليا بأن الله قد أرسل له هذا الرجل , وحرك ضميره لينقذ عبده الحبيب .
لكن هل هى فعلا صدفة ؟ لو كان أتاخر يوم واحد كان صاحبنا دخل السجن .... أما هى الرغبة فى الحياة ؟ الرغبة فى أنك تقف ؟ الرغبة فى أنك حتى وأنت فى أعظم الأزمات والفت حولك فلم تجد مخرج , وأحسست بالنهاية وأقترابها . لكن شئ بيتحرك داخل ضعيف صوته واطئ قوى بيقولك " ما تيأس , هتتحل , هتفرج , ما لا يقتلك يزيدك قوة , ربك مش بينسى حد
كلها كلمات بتعبر عن شئ واحد " احساس " لكن كلا منا يصيغيه بطريقته الخاصة ... بطريقة تخفف الألم اذا زاد , وتشجع النفس أذا كسلت . وكأنه أمتحان Choose , لكن بيطلب منك الأجابة التى تناسبك !
كلنا كمتديينين أو من سلكوا الطريق الأخر نحسس تقريبا نفس الأحساس " الحب , الأشتياق , الكره , الرغبة فى الأنتقام , الألم من أجل الأخريين ... كلنا لازال فينا ذلك الجزء الصغير من الأنسان الذى لم تستطع عوامل التعرية وغسيل المخ أن تهلكه فينا . هذا الأنسان أو ذلك النور الصغير بداخل قلوبنا جميعاً هو الوحيد القادر على أن يرى الحياة ومن يعيشون فيها مثل ( زوار فندق , يجلسون فى اللوبى منتظرين غرفهم تجهز ... فمن من يمسك مصحفاً , ومنهم من يمسك كأس يسكر به , ومنهم اللى بيصلى لاله لا يعرفه غيره ! كل هؤلاء مهما فعلوا , ومهما استخدموا وسائل تفيدهم بدلا من اضاعة الوقت . منتظرين أن يذهبوا الى غرفهم ليرتحوا فيها ) . وأن كل ما يفعلوه ( هو أن يبحثوا عن ركن يضيعون فيه الوقت , حتى يصلوا الى تلك الراحة ) .
ما أقصر الطريق بين التدين والكفر , لو كان بينهم الأنسان
من قلبى لكم (f)
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-10-2008, 10:51 AM بواسطة بهاء.)
|