Arrayأبو الغيط: لا مكان للميليشيات في دولة القانون[/quote]
وعندما توجد الدولة، وعندما تمتلك هذه الدولة ذلك القانون، يمكن بحث أي موضوع آخر حتى الميليشيات. لا يمتلك لبنان المقومات التي تسميه دولة، ولا حتى يمكن اعتباره ذلك البلد المستقل. كيان هش يضعفه قانونه الطائفي ويزيد من ضعفه تمسك اللبنانيين بالولاء للطائفة وليس للوطن مع كره شديد للآخر كرهاً مبنياً على الطائفية المجردة والشاهد الحي هنا هو الزميلان المحترمان أعلاه وأسلوب خطابهما. سياسة لبنان ما زالت -وستبقى- تابعة لقوى غير لبنانية تقودها تيارات طائفية إقليمية تتقاسمها السنة ممثلة حالياً بالسعودية ومصر ومن لف لفيفهما، والشيعة ممثلة بسوريا وإيران وبعض دول الخليج. أما المسيحيون فقد زاد (إحباطهم) الذي صرعونا به أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، فقد تخلت عنهم الماما فرنسا لصالح أموال الحريري. الطائفة الأكثر تذبذباً بين التيارين هي الطائفة الدرزية التي ينطبق عليها القول: (معهم معهم عليهم عليهم) فهم يوماً مع البابا وآخر مع الماما تستفيد من النقار الحاصل بين بقية الطوائف وبيسر وهينة تصطف مع الطائفة الغالبة. وعندما يشعر اللبنانيون بالاحباط من هذا الواقع الطائفي المرير الذي يعيشونه ينسبون الأسباب للخارج ويبقون هم الملائكة ويطلقون التهم المعلبة الجاهزة: فسوريا تحرك الشيعة، والسعودية تحرك السنة، وإسرائيل تحرك المسيحيين ... وهكذا. ويتناسون أن الأزمة الحقيقية هي عدم إحساس اللبناني بالمواطنة، والمواطنة هي مجرد شعار رنان، سلعة يتبادلونها إعلامياً ليهونوا من الواقع، وعندما تحق الحقيقة تجد أن السني عدو للشيعي والشيعي عدو للسني والاثنان عدوان للمسيحي. وإذا ازدادت الأمور سوءاً واختلف بنو الطائفة الواحدة ينطلق الجزء الصغير نحو الجهة الأخرى.

لا تلوموا سوريا، ولا السعودية، ولا إيران، وفرنسا وروما وأمريكا وإسرائيل. لوموا طائفيتكم التي تجعل من لبنان دولة في الأمم المتحدة، أما في الواقع فهو مجرد كائن خرافي وسيبقى هكذا للأبد ما دام اللبنانيون ملتزمون بالولاء للطائفة وليس للوطن.