Array ما يثير القرف بالفعل لهو ربط الاسلاميين بين حرية التعبير عندهم وموضوع انتقاد الرسول وبين موضوع منع التشكيك بالهولوكوست ، [/quote]

ومتى كان هؤلاء مقياسا أو حكما على أى شئ?
قمة التهريج أن يأتى إسلامى ليتحدث عن حرية التعبير لكن أيضا فى نفس الوقت فإصدار قانون يمنع التشكيك فى حدث تاريخى مهما كان هو حماقة وأن أوروبا هى مصدر تلك الحماقة لن يغير من الأمر شئ.

لكل مسألة أو موضوع هناك زوايا متعددة للنظر إليه ومن الجيد أن تعرف الزاوية التى ينظر منها كل شخص له ومن الحتمى وضرورة من ضرورات البقاء أن تعرف كيف ينظر عدوك له لكن فى نهاية اليوم يجب أن تكون لك أنت نظرتك الخاصة للموضوع المتوافقة مع الزاوية التى تنظر منها له والأهم من ذلك أن تكون متوافقة مع مصالحك.


سيبك من موضوع الهولوكوست دلوقتى وخد موضوع مثل موضوع الحرب العالمية التانية ووجهات النظر المتعددة بشأنه.

الغرب يطلق عليها حرب عالمية رغم أنها لم تكن حربا عالمية! تماما كما يحدث فى مباريات الفوتبول والبيسبول بأمريكا بأنها world series وworld cup رغم أنه لايوجد فى المنافسة سوى فرق أمريكية فقط!!! وليس هناك أى world وهذه المسميات منبعها واحد وهى أنهم ينظرون لأنفسهم على أنهم محور الكون وبالتالى فحروبهم يجب أن تكون عالمية وكذلك مبارياتهم!

لم يكن هناك أى حرب عالمية فالكونغو لم تعلن الحرب على موزمبيق والهند لم تعلن الحرب على الصين وكولومبيا لم تعلن الحرب على السلفادور ولكن ماحدث أنه حفنة ضئيلة من الدول الأوروبية أنخرطت فى حرب طاحنة صراعا على مناطق النفوذ وأتخذوا من العالم مسرح لجرائمهم وبما إنهم محور الكون فيجب أن تكون حربهم حربا عالمية!

أنا كمصرى أستطيع تفهم وجهة النظر تلك لكن شتان بين أن أتفهمها وبين أن أعتنقها وأقر بحقيقتها وذلك بسبب الزاوية المختلفة التى أنظر منها فبالنسبة لى لم تكن هناك حربا عالمية ولكن مجموعة من المجرمين يتقاتلون وأحد هؤلاء المجرمين يحتل بلدى ومن الطبيعى أن أساند المجرم الأخر الذى يضرب من يحتل بلدى أملا فى إضعافه والتخلص منه لاحقا وهو عين مافعله شخص كالسادات لما كان عايش فى دور عبده الوطنى وكان منخرط فى دعم الألمان لهذا السبب!
بالنسبة للعقل الغربى فنظرة وموقف كهذا يترجم داخل عقله على إن صاحبه مؤيد للنازية وهتلر وهو شئ أبعد مايكون عن الحقيقة والعقل الغربى حر فيما يعتقده لكن فى نفس الوقت أنا أيضا حر فيما أعتقده والأهم من ذلك أن ماأعتقده يحقق مصالحى وبالتالى فليذهب الغرب ومايعتقده للجحيم لأنى ليس لدى أدنى إستعداد للتضحية بمصالحى فى سبيل إرضاءالعقل الغربى.

فرنسا التى كانت واقعة تحت الإحتلال الألمانى معظم فترة الحرب كانت هى نفسها محتلة للجزائر ولكن بما أن فرنسا وأشياعها هم محور الكون فمن حقها أن تقاوم الإحتلال الألمانى وتمجد فى مقاومتها لهذا الإحتلال لكن ليس من حق الجزائريين أن يقاوموا إحتلال فرنسا لبلادهم ويطلق عليهم الإرهابيين والمجرمين والمتمردين!!

ما الذى أشعل شرارة تلك الحرب?
حصول هتلر على تنازلات فى تشيكوسلوفاكيا من شمبرلين ثم إجتياحه لبولندا..... big fucking deal!!!!!
طيب ما بريطانيا وفرنسا أنفسهم كانوا محتلين معظم اليابسة وقتها!! إذا الأمر ليس فيه دفاع عن الحرية والقيم الإنسانية ولكن لشعورهم بأن موس هتلر الحامى على وشك الحلاقة لهم كما حلقوا هم للأخرين!!!
لم يكن أعداء هتلر فى تلك الحرب حمامات سلام ولكن مجموعة مجرمين أولاد قحبة تعارضت مصالحهم مع مصالح هتلر.

للغرب اليوم أن يتحدث كما يحلو له عن عظمة وبطولة تشرشل وروزفلت لكن بالنسبة لى فهم لافرق بينهم وبين هتلر وفخار بيكسر بعضه.

لو أعتبرنا الحرب العالمية الثانية دراما متعددة الفصول فستجد أن مايجذب الأمريكى مثلا هو فصول كبيرل هاربور ونورماندى وإكيناوا وأيوجيما فى حين أن مايجذبنى فيها على مستوى المصلحة هو فصل العلمين وعلى مستوى الدراما إجتياح هتلر لروسيا أما بيرل هاربور مثلا فهى طلعة جوية روتينية وتقليدية ومملة!!


موضوع الهولوكوست هى أحد أنصع الأمثلة على إعتقاد الغرب أنه محور الكون وأنه يجب على الجميع أن يقولوا أمين لكل مايردده الغرب.

فلنفرض جدلا أن هتلر قتل60 مليون يهودى وليس فقط 6 مليون... so what.... هل على أن أمارس التطبير يوميا من أجل جريمة إرتكبها غيرى وليس لى لاناقة ولاجمل فيها وهى بالتأكيد ليست أولى الجرائم وبالتأكيد أيضا لن تكون أخرها والمفارقة فى الأمر أنى دفعت ثمنا باهظا لتلك الجريمة والتى كان من المفروض أن يدفع ثمنها الجانى الحقيقى وليس أنا.

فليبكى الغرب كما يشاء على هولوكوسته لكنى ليس لدى وقت لمشاركته فى حفلة التطبير تلك والحالة الوحيدة التى يمكن فيها أن أشاركه التطبير هو أن أحصل على مقابل نتيجة تطبيرى أما قبل ذلك فلا فهناك أشياء أهم تشغلنى.

طبعا لايمكن بأى حال الفصل بين موضوع الهولوكست وقضية فلسطين مهما فعلت لأنه عاجلا أو أجلا ستطفو كلمة الهولوكست على السطح وتتوالى بعدها إتهامات النازية ومعاداة السامية وكل هذا التهجيص والغوغائية للتغطية على جريمة اليوم فضحية الأمس هى نفسها جانى اليوم وتريدك أن تبكى على ضحاياها بدلا من أن تبكى ضحاياك!!! ولا أعرف فى التاريخ البشرى كله من بكى ضحايا قاتله بدلا من أن يبكى ضحاياه وأسلم شئ لتفادى الدخول فى تلك المتاهة هى كلمةirrelevant ثم تعيد الحوار لمساره الطبيعى .

هناك شئ أخر أود أن أقوله بالنسبة لموضوع الهولوكوست رغم أنى أمقت قوله وهو حقيقة أنى عندما أشاهد صور الهولوكوست الشهيرة كالسجناء فى أوشفتز ببيجاماتهم المخططة وأجسادهم النحيلة لاأتراقص طربا لتلك المشاهد وأشعر بشفقة حقيقية عليهم لكن تلك الشفقة سرعان ماتتلاشى عندما أتذكر دير ياسين وبحر البقر وصابرا وشاتيلا وأقوم بتغيير قناة التلفزيون.