وبما أن «حزب الله» حالياً هو دويلة حقيقية داخل الأراضي اللبنانية، وبما أن أي تقوية لسلطة الدولة اللبنانيّة تعني آلياً ـــ كما ذكرنا أعلاه ـــ تراجع هيمنة «حزب الله»، تقرر السير في استراتيجية «جديدة»، هدفها الحقيقي السيطرة العملية على كل لبنان.

المعطيات المتوافرة عن هذه الاستراتيجية التي يسير فيها «حزب الله» حاليّاً بدأت تتكامل في الأيام القليلة الماضية. و هناك معلومات تتداولها أوساط ديبلوماسية أوروبيّة رفيعة ، تصف استراتيجية حزب الله بانها تعمل كالتالي : 1

- التصرّف منذ الآن على أساس أن سورية خارجة من المحور الإيراني. هذا المعطى جديد فعلاً في تاريخ «حزب الله» الذي كان يستند، منذ أكثر من ربع قرن إلى الآن، باستمرار إلى العمق السوري. وهذا ما يفسر رفضه الدائم إخضاع الحدود السورية - اللبنانية لمراقبة دولية. غير أن الحزب بدأ يبني استراتيجيته الأمنية الآن على أساس أن لبنان مجاله الحيوي الوحيد، مع الإبقاء قدر الإمكان على هيمنته الأمنية على مطار بيروت، وإن كانت هذه الهيمنة لا تسمح له باستخدام هذا المطار ـــ أقله حالياً ـــ كما يشاء. غير أن الحزب صار يولي المطار أهمية أكبر بكثير من قبل، سيما وأن الشاطئ اللبناني تحت المراقبة الدوليّة (وإن كانت هذه المراقبة ليست فعالة بشكل كامل). هذا التغيّر في العلاقة مع سورية ودورها يفرض على حزب الله عملياً إعادة النظر في كل مفهومه لأمنه الاستراتيجي.
2 - الانتقال من مرحلة التمسّك بالسلاح... إلى الاستئثار بالسلاح. كان «حزب الله» مصراً إلى الآن على التمسك بسلاحه. من الآن وصاعداً صار الحزب يعتبر أن «أمن المقاومة» يفرض عليها أن تستأثر بالسلاح لوحدها في لبنان. لذا، صار الحزب يقول ـــ وقياداته لا تخفي ذلك ـــ إنه سيمنع ولو بالقوة تشكيل أي ميليشيا أخرى في لبنان، إلا بالطبع الميليشيات الصغيرة التابعة له والمرتبطة به.
3 - اعتبار أن كل ما يجري في جميع الأراضي اللبنانيّة يمس «أمن المقاومة». هناك بند جديد في مفهوم «حزب الله» لأمنه ألا وهو أن ظهر «المقاومة» يجب أن يكون محمياً في مجمل الأراضي اللبنانيّة. هذا يعني أن «حزب الله» يعتبر أنه يحق له تدريب وتسليح من يشاء، وزيارة أي موقع.
4 - تواجد مباشر في جميع النقاط المهمّة عسكريّاً في لبنان. المعلومات التي كشف النقاب عنها بعض الزعماء المسيحيين في الأيام الأخيرة (أمين الجميل، سمير جعجع...) عن تواجد لقوات من «حزب الله» في مناطق عديدة، لا سيما جبليّة، يبيّن أن «حزب الله» بدأ في تنفيذ مخطط يؤمن انتشار عناصر له أو مرتبطة به مباشرة في جميع النقاط المهمة عسكرياً في لبنان. 5 - فرض خطوط حمراء على تحرّك المؤسسات الأمنيّة بما فيها الجيش. النقاط الواردة أعلاه تفرض أن لا تواجه المؤسسات الأمنية اللبنانية، ولا سيما الجيش، عناصر «حزب الله». وهذا ما هو مؤمن حالياً للحزب، لأسباب تاريخية (العلاقة بين الحزب والجيش قديمة)، وسياسية (الجيش حريص جداً على المحافظة على وحدته)، وأمنية (الجيش يعرف أنه غير قادر على الدخول في مواجهة مفتوحة مح «حزب الله»). الخلاصة هي أن الحزب، بشكل مكشوف أو ضمني، متوافق عليه أو غير معلن، يفرض على الجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية سلسلة من الخطوط الحمراء، فلا يسمح لها بالتحرك إلا بالتنسيق معه أو مع حلفائه وبالتوقيت المناسب. وهذا ما تم مثلاً في المعارك الأخيرة في طرابلس (بين باب التبانة وبعل محسن).
6 - منع الدولة بكل الوسائل من اتخاذ أي قرار يضعف الحزب. يعتبر «حزب الله» أن الثلث المعطل الذي سوف يحصل عليه في الحكومة، إذا ما شُكلت، يعطيه حق فيتو غير محدود على كل قرار، بما فيها التعيينات الأمنية، وهذا ما قاله من دون مواربة منذ ايّام أحد قادة الحزب نواف الموسوي.
7 - تشجيع قيام حركات سنيّة متطرّفة. ثمّة معلومات دقيقة تفيد أن هناك خلايا في الحزب تعمل على تسهيل قيام مجموعات سنيّة إسلامية متطرفة. الهدف هو بالطبع إضعاف نفوذ تيار المستقبل، ولكن الأهم هو أن هذه الحركات يمكن خرقها بسهولة، وتحريكها كما هو مطلوب. وفي «السوق» اللبنانية اليوم هناك المئات من العناصر الإسلامية التي كانت سابقاً على علاقة بالأجهزة السورية طيلة سنوات والتي يمكن تجنيدها وتنظيمها.
8 - تغذية جميع الجيوب والحلفاء بالسلاح. يقوم حزب الله حالياً بـ«رش» السلاح والتدريب والمشورة العسكريّة على جميع حلفائه. فهو في طور بناء شبكة كبيرة من الجيوب التابعة له أو لحلفائه، اللبنانيين والفلسطينيين، السنة والدروز والمسيحيين والعلويين، ويدخل في «مخطط الجيوب» هذا الجيوب السكنية الشيعية في بعض المناطق ذات الكثافة السكانية غير الشيعية.
9 - إجهاض الحوار العتيد حول سلاح الحزب أو تمييعه إلى ما لا نهاية. في حال شكلت الحكومة، وفي حال طرح موضوع الحوار حول سلاح «حزب الله»، سيحاول الحزب إجهاضه أو تمييعه إلى ما لا نهاية. وهو يدرك أن لا أحد قادراً في لبنان على نزع سلاحه منه بالقوة.
10 - الانتقال الدائم من أزمة إلى أخرى سياسيّاً... تقضي استراتيجية حزب الله بالاستمرار في افتعال أزمة سياسية تلو الأخرى. فالمطلوب هو إنهاك الطبقة السياسية بمماحكات لا نهاية لها. وليس بالضرورة أن يقوم الحزب مباشرة أو لوحده بذلك، فحوله صف عريض من الحلفاء الذين صار تخصصهم هو العرقلة، وعلى رأسهم العماد ميشال عون.
11 - تسخين الجزر الأمنيّة الواحدة تلو الأخرى... ما جرى منذ التوقيع على اتفاق الدوحة، في بيروت أو الجبل أو البقاع أو طرابلس، يعبّر عن منهجيّة ثابتة هدفها استنفاد الجيش والمجتمع والساسة في لبنان في مشاكل أمنية محصورة يتم تسخينها من وقت إلى آخر إلى ما لا نهاية...
12 - إجراء الانتخابات النيابيّة المقبلة ليس ضروريّاً. على عكس ما يشير إليه العديد من المحللين في لبنان، لا يبدو «حزب الله» متمسكاً بإجراء الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2009. فالحزب يعرف أن نتائج تلك الانتخابات لن تغيّر أي شيء في استراتيجيته. فهو لا يريد أن يسيطر على الحكم مباشرة، ولكنه يريد منع قيام أي حكم حقيقي. وبالتالي فإن موضوع الانتخابات النيابية أمر هامشي بالنسبة إليه، كونه يعرف أنه سيحصل في أي حال على «الثلث المعطل» في المجلس وفي الحكومة... وسيستمر في الهيمنة على رئاسة المجلس التي هي محفوظة للطائفة الشيعيّة.

اضافة الى ما نشهده اليوم من محاولات التهيئة لحرب اهلية ، بعد ان استسهل نصرالله النصر في بيروت ، من خلال تمدّده على كل الاراضي اللبنانية ، ضمن خطة تندرج في اطار وضع اليد على البلاد ، وأخذها عبر قضم تدريجي للمواقع الاستراتيجية مثل بعض مناطق جبل صنين و اللقلوق . و للعلم فان تلك المناطق بعيدة عن اسرائيل ، وهي ليست ضمن الجنوب اللبناني .

:Asmurf:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	من بعد الخميس أنهينا الكلام .... الشعب يريد إسقاط النظام	SH4EVER	25	7,018	07-20-2011, 02:53 PM آخر رد: طريف سردست
	الشعب يريد سلام فياض	vodka	0	1,220	05-13-2011, 09:31 PM آخر رد: vodka
	الشعب يريد عجلة إنتاج أخرى	الحوت الأبيض	1	1,245	04-28-2011, 06:29 AM آخر رد: عاشق الكلمه
	مصلحة لبنان بين حزب الله وأمريكا وإسرائيل	أبو نواس	28	7,448	01-28-2011, 05:12 AM آخر رد: أبو نواس
	الكل يريد أن يغسل يديه وقدميه ويلقي باللائمة على ليلي	نسمه عطرة	3	1,669	01-20-2011, 11:08 AM آخر رد: خالد