MINDMUSCLES
عضو فعّال
  
المشاركات: 201
الانضمام: Apr 2008
|
من سبق الآخر : الظواهر المادية أم المثالية ؟
زميلي الكريم :
حين أتحدث عن استغلال الكهنوت للشعوب و تسخيره للفلسفة المثالية تحديداً لهذه الغاية , فأنا أتحدث عن الحالة التي سادت البشرية منذ فجر الحضارة عند السومريين و حتى لحظة كتابة هذا الرد..
استشهدت لي بحالة تعتبر استثناء و ليس القاعدة , و هي الحالة البروتستنية , و كان مما قلت :
Arrayفوجهة نظر البروتستانت ، ترى ان اعادة صياغة العالم كما اراد الله هى مسئولية تقع على عاتقهم , ويعتقدون ان الله يمقت المبذرين , وهم يحثون الناس على العمل بنظام وعقلانية فى خدمة الله . ومع ذلك فإن العمل المجٌود والمنظم لا يجبر الإله على ان يكافىء الافراد ( انتقال من يقين كاثوليكى وصكوك غفران الى شك بروتستانى)[/quote]
البروتستنية يا زميلي تحمل من المسيحية الاسم و بعض الخطوط العريضة و الدعوات الأخلاقية , أما ما عدا ذلك فهي إن صح التعبير مخترقة من قبل العلمانية بنسبة تفوق 80% ...
يعني مجرد قولك : شك بروتستنتي ...
أنت تعلم أن نقيض المؤمن في أي دين كان هو المشكك و ليس الكافر أو الملحد ,
فيكفي أن تشكك بأية جزئية في عقيدة دينية ما لتعتبر مهرطقاً و خارجاً عن الملة أياً كانت هذه الملة.
ثم تأمل في وضع منطقتنا التي يعتبر الدين الإسلامي فيها الدين الرئيس, هل ترى أننا نتجه نحو إصلاح على طريقة مارتن لوثر؟ ما أراه هو العكس تماماً فالدعوات الدينية عندنا هي دعوات سلفية ماضوية تريد إرجاعنا إلى الخلف أكثر فأكثر و تغرق في التشدد أكثر فأكثر...
Arrayربما ان ماركس كان ماديا ، بالفعل ، لكن لا اعتقد بان هيجل يصنف كفيلسوف مادي ، فهو لم يعتنق المادية ![/quote]
لم تفهم قصدي يا زميل , راجع ما كتبته :
و بلغت المثالية ذروتها عند هيجل , فجاء ماركس و إنجلس كما تعلم فأبقيا على الجانب الجدلي من فلسفته و طوراه و بنفس الوقت اعتنقا المادية كمذهب فلسفي..
هيجل مثالي و لم أقل غير ذلك أبداً.
Arrayكما سبق ان قلت اعلاه ، فان المادة ، كما سبق ان فهمها ماركس و هيجل ، و كما يردد بعض الماركسيين اليوم ، تختلق عن اصل الكون ، او اصل الاشياء بالمفهوم العلمي الذي نعرفه اليوم . فالعلماء اليوم ، نفضوا يدهم من كلمة " مادة " . فهم يتحدثون اليوم عن "الطاقة " ! و هنا اجد ان لا مندوحة لي ، من ان احيلك الى دراسة ميكانيك الكم ، و الاطلاع عليه ، لتعرف كيف تم القضاء على مفهوم " المادة " الكلاسيكي .[/quote]
درست ما أمكن من ميكانيك الكم في المرحلة الثانوية و ابتعدت عن الموضوع بعدها مجبراً لأن موضوع دراستي الجامعية و هو الطب بعيد عن الفيزياء كثيراً, مع ذلك:
راجع ما كتبت في أول مقال :
قد يقول لي أحدكم : أن قبل المادة عدماً , طيب ما طبيعة هذا العدم ؟هل هو الطاقة فنكون هنا أمام تحول[المادة-الطاقة] و بالعكس أي أن الطاقة قد تكون هي البداية ثم تكثفت لسبب ما فأعطت جسيمات متناهية في الصغر وصولاً إلى الإلكترونات و البروتونات فالذرات التي تفاعلت وصولاً إلى ما نراه من مادة؟ أن أن العدم هو اللاشئ (و تصور اللاشئ صعب على عقلي بصراحة) فهل من موضح؟
يعني حتى لو كان السبق للطاقة فإن هذا لا يعني انتصاراً لوجهة النظر المثالية لأن التحول [مادة-طاقة] مستمر , و فكرة الطاقة تتناقض مع فكرة العدم أو اللاشئ لأن للطاقة أجهزة يمكنها رصدها و قياسها أما ما يسمى العدم فلم أفهم معناه حتى الآن!!
ثم هناك أمر لا بد من الحديث عنه :
أنا أقول أن السبق هو للظواهر المادية و لا أنفي بالمطلق الظواهر المثالية , لكن المثالية إذا لم تكن محاطة بحراسة مشددة من المادية العلمانية فستشطح شطحات عجيبة..ألم تر دعاة الإعجاز و أحدهم يقول أن النظرية النسبية مذكورة في القرآن في الآية التي تتحدث عن يوم عند ربك مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون؟
و آخر يحسب لك سرعة الضوء و يستنتج قوانين الفيزياء اعتماداً على ترميزات رقمية لفواتح السور القرآنية من قبيل [الم- الر- كهيعص...]!!!
المادية سد منيع امام كل هذه المزالق الفكرية...
تحياتي..
|
|
07-23-2008, 12:09 AM |
|