تابعت هذا الموضوع الشيق للأخ العاقل

وكم أعجبت به

والحقيقة أني وإن كنت أعلم أن شريحة كبيرة من المسلمين اليوم تنفر من التجديد وترمي كل من يخرج علي المألوف بالمروق والزندقة ، فهذا شي طبيعي ومعروف ومش مستغرب يعني ... إلا أنني والله العظيم لم ينقضي عجبي حين لمح بعض الإخوة أن الأخ العاقل يتمرد علي الإسلام لمجرداجتهاده - بل نقله لآراء علماء مجتهدين ثقات مثل د. طه العلواني - فهل هذا أيضا يشم منه رائحة الزندقة والإلحاد ؟ فضلا عن العلامة عبد الله بن بيه الذي قدم لكتابه عن الردة ؟

أنا يا جماعة الخير عشت ١٢ سنة سلفي ولم أحصد من هذا الفكر إلا إتقان إقامة ( زوبعة في فنجان ) في كل مكان أتواجد فيه .. بغض النظر عن ( من هو خصمي وما هو ثقله ) وهذا في رأيي منبعه أن السلفية تفتقر للتزكية التي تعمل علي تهذيب النفس وقدرتها علي احتمال مرارة الخلاف مع الآخر .. وهذه والله مصيبة المصائب ..

لا أشك أن هناك الكثير من المفاهيم المتوارثة تحتاج إلي تصحيح ، ويجب أن نسمع ممن رزقهم الله القدرة علي النظد البعيد ونتواضع لهم طالما أن أقوالهم لم تخرج عن الأسس المتفق عليها من التحاكم للكتاب والسنة وأصول الفقه أو أدلة الأحكام .. وبخلاف ذلك لن نراوح مكاننا وسنظل نفكر بعقلية الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي لا تري إلا السيف مع كل مخالف سواء كان سيف مادي أو سيف معنوي يتمثل في الرغبة الجامحة في اخفاء المخالف من علي وجه البسيطة . مع أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كانت حياته كلها حوار مع المخالف ولم يحمل السيف ويخدج من المدينة به إلا مضطرا لصد جيوش العرب ..

لدي إيمان كامل بأن الصورة المتداولة اليوم عن الإسلام منبعها من أشخاص لم يفهموا الإسلام ولم يفهموا المطلوب منهم وظنوا أن الله يريد قوالب تخضع لا قلوبا تخشع

أنا مثلا لما سلكت الطريقة الشاذلية بعد بحث طويل عن المربي : فقدت كثيرا من أصدقائي السلفيين بسبب هذا الفكر الإقصائي !
والحمد لله أن الله هداني لمنبع المشكلة وأزمة الحوار التي تعم العالم الإسلامي: هي مشكلة تزكية ، مشكلة عبادة للنفستحت ستار الغيرة علي دين الله والدفاع عنه..
وأظن أن توظيف طاقاتنا للقضاء علي هذا التشنج أمر بالغ الأهمية لكي يصح أن يقال عنا آدميون ونستحق وصف الآدمية

ولا يظن ظان أن هذا حكر علي السلفيين فقط ! بل هو ظاهرة عامة تبدأ بالسلفي وتنتهي بالملحد . وليس الأخير بأقل نصيب منها من الأول ..